الرئيس السيسي يواصل تنبيهاته بشأن الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف, وهنا لابد من كل أجهزة الدولة أن تعمل بتجرد في هذا الملف الخطير. وعموما لابد من تغيير القيادات الدينية القائمة علي هذا الشأن كأزهر وأوقاف وثقافة وإعلام لأن الملف يحتاج لدقة ووعي ومسئولية واستنارة. وللأسف الشديد بداية تصحيح الخطاب الديني جاء من خلال شخصيات عليها علامات استفهام كثيرة, وشخصيات أقل خبرة ودراية بالواقع الذي نعيشه, وأيضا هناك من بدأ التصحيح بتصفية الحسابات, وهذا هو الأخطر. البعض رأي من هؤلاء أن مواجهة الفكر المتطرف يأتي عن شو إعلامي خطير يتعرض للأديان, والقيم والمبادئ والشريعة. البعض للأسف بدأ التصحيح بحملات غريبة تتطلب العقاب والمساءلة كمثال من ينادي بحملات خلع الحجاب, ومواجهة التطرف بالرقص والدجل والشعوذة والإساءة وطول الألسنة. مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح الخطاب الديني سنجني ثماره إذا تم تغيير القيادات في الأزهر والأوقاف والتعليم والثقافة والإعلام كما ذكرت أعلاه, والأهم إبعاد وإزاحة الإعلاميين الذين نعتبرهم عثرة أمام التغيير. التليفزيون الرسمي مازال بعيدا تماما عن تجديد الخطاب الديني, ومواجهة التطرف ومازال مصرا علي استضافة شخصيات دينية لا تأثير لها ولا خبرة لديها, ومعظم تلك الشخصيات تبحث عن مصالح خاصة وأغراض خاصة. وحتي الآن لا يوجد برنامج ديني متميز, ولا شخصية دينية معتدلة تجمع الناس, وتنجح في محاربة أفكارهم الخاطئة. علماء الدين يخلطون السياسة في الأمور الدينية, وهذا ما سيفسد خطة الإصلاح والغالبية منهم تلجأ أيضا للنفاق. المناهج الدينية لا وجود لها في العملية التعليمية, ولا اهتمام بها تماما.. وهذا الدور المهم للمنظومة التعليمية. الأئمة والدعاة لا تأثير لهم في تلك المرحلة لأنهم يعملون بتوجيهات سياسية, وخطب موحدة بعيدا تماما عن الهدف. الأحزاب لا يوجد في برامجها أي أفكار أو خطط لتطوير الخطاب الديني, ومكافحة التطرف لأن كل الأحزاب هدفها واحد فقط هو الشو, وكرسي البرلمان. وزارة الشباب والرياضة أيضا لها دور من خلال مراكز الشباب التي مازالت تقدم السيئ لشبابنا.