غيب الموت أمس حسن الشاذلي أسطورة الكرة المصرية ونجم نادي الترسانة فى الستينيات والسبعينيات الذى وافته المنية بشكل مفاجئ بمنزله عن عمر يناهز 74 عاما عقب أن عاد إليه بعد أن شاهد مباراة فريقه أمام الشرق للتأمين فى دورى القسم الثانى من المقصورة الرئيسية بنادى الترسانة. وذهب الراحل إلى منزله وأبلغ أسرته بأنه مرهق قليلا ويريد أن يأخذ قسطا من النوم دون أن يدرى أنه لن ينهض إلى الأبد بعد أن كان صائما بمناسبة غرة شهر رجب. النبأ الحزين أصاب الوسط الكروي بحالة من الحزن والذهول وتوجه إلى منزل الراحل كل من زاملهم وقام بتدريبهم فى الترسانة وحضر طاهر أبوزيد وزير الرياضة السابق ونجم الأهلى والمنتخب الوطنى الأسبق ومحمود أبورجيلة نجم دفاع الزمالك فى الستينيات والمنتخب فى الستينيات ومن المقرر أن تقام صلاة الجنازة بمسجد نادي الترسانة بميت عقبة اليوم تنفيذا لوصية الراحل الكبير وأحد أفذاذ الكرة المصرية الذى قاد الشواكيش للفوز ببطولة الدورى عام 1962 كما أسهمت أهدافه فى تتويج الشواكيش بكأس مصر مرتين عامي 1965 و1967 ويعتبر الهداف الأول لبطولة الدورى ومازال متربعا على عرش نادي المائة برصيد 176 هدفا وهو هداف بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1963 بغانا برصيد 6 أهداف منها أربعة أهداف فى مرمى المنتخب النيجيري وهدفين فى شباك السودان وسجل فى بطولات الأمم الإفريقية التى شارك بها أعوام فى غانا1963 وفى السودان1970 و1974 بمصر 12 هدفا وظل محتفظا بالمركز الثانى بين هدافي البطولة القارية بعد الإيفوارى لوران بوكو حتى حطم النيجيري الراحل رشيدي ياكينى اللقب عام 1994 فى تونس. الحالة الاجتماعية الشاذلي متزوج منذ عام 1974 وحصل على إذن من الألمانى كرامر لمغادرة معسكر منتخب مصر خلال بطولة أمم إفريقيا فى مصر عام 1974 للزواج من السيدة عائشة محمد عزيز حجازي وهى ابنة شقيقة الراحل الدكتور حسن عباس زكى رئيس وزراء مصر الأسبق وأنجب رانيا وريهام ونجله الأصغر محمد عضو مجلس إدارة الترسانة الحالي.
أغدًا ألقاك وكأنه يريد أن يقضى آخر ساعات له فى الحياة مع رفيقه التاريخي مصطفى رياض كأفضل ثنائي هداف عرفته الكرة المصرية والعربية والإفريقية. لذا كان معه أمس الإثنين فى ملعب الشواكيش يشاهدان معا مباراة الترسانة والتأمين بالقسم الثانى وجلسا وتحاورا وقال لمصطفى كلاما لم يقله له من قبل ثم غادر إلى بيته بعد المباراة ليودع الحياة بعد ساعة واحدة فقط. وكان هذا ما دار بينهما. وروى مصطفى رياض بالتفصيل الحوار الذى دار بينه وبين الشاذلي قائلا: "فى البداية أشعر بدنو أجلى من شدة الحزن على فراقى لأخى وصديقى ورفيقى حسن الشاذلى وأشعر أننى فى كابوس مرعب وأدرك أن الموت مصير كل من يسير على وجه الأرض ولكن رغما عنى لا أستطيع أن أمنع مشاعرى وفشلت فى حبس دموعي". واستطرد قائلا: "كنا نجلس فى الملعب عقب انتهاء مباراة الترسانة والشرق للتأمين أمس كنا نتحدث عن أحوال الشواكيش ونتمنى أن يحقق فريقنا العزيز الانتصار فى الجولة المقبلة والتأهل لدورة الترقى للممتاز ثم فوجئت بالشاذلي يقول: تصور أنه جاء اليوم الذى نتمنى فيه مجرد الصعود للممتاز. أتذكر يا رفيق حلو الليالي أتذكر أهدافك وأهدافي أتذكر أننا كنا مصدرا لرعب كل منافس للترسانة وقت أن كان من المستحيل التنبؤ بنتيجة مبارياتنا مع الأهلى والزمالك. أتذكر عندما كان المنافسون يعترضون عي الركلات الحرة للترسانة مثل ركلة الجزاء عندما أكون موجودا فى الملعب وعظماء الدفاع فى مصر يخشون مواجهتك خوفا من الترقيص وسماع ضحكات الجمهور. هذا المرمى تلقت شباكه أهدافي فى الإسماعيلى والأهلي والزمالك والقناة والمحلة والمصري والمرمى الآخر لم يسلم من أهدافك فى الاتحاد السكندرى والأوليمبي والسكة الحديد وكفر الشيخ وبني سويف". واستطرد قائلا: "أخذ يحصى معى الأهداف التى سجلناها وسجل 176 هدفا للترسانة فى الدورى فقط فيما سجلت أنا 148 هدفا وتذكر أنه عندما انتهت مباراة دون أن يسجل خرج باكيا وتحدث عن نجاحه فى الحصول على لقب أفضل لاعب فى مصر ردا على الألمانى فلاندر الذى استبعده من قائمة المنتخب التى شاركت فى أوليمبياد طوكيو عام 1964". واختتم مصطفى رياض كلماته متمنيا الرحمة والمغفرة لحسن الشاذلي وأن يلهم زوجته وأبناءه الصبر والسلوان". رأفت مكي: أشعر بذهول سيطر الذهول على وجه رأفت مكي المدير الفنى السابق للترسانة وقلب دفاع الشواكيش والمنتخب الوطنى فى السبعينيات وأكد أنه تعرض لأكبر صدمة فى حياته خاصة أن حسن الشاذلي كان بصحبته قبل الوفاة بأقل من ساعة بعد أن حرص الشاذلي على مشاهدة مباراة الترسانة والتأمين لحرص الراحل الكبير على متابعة الترسانة الذى كان يعشقه بشكل حقيقي. وأكد أنه علم بوفاة حسن الشاذلي بعد ساعة من انتهاء مباراة التأمين. مصطفى الكيلانى: بكيت بحرارة مصطفى الكيلانى رئيس نادي الترسانة السابق وقلب دفاع الشواكيش الأسبق فى السبعينيات والثمانينيات أكد أنه بمجرد علمه بوفاة حسن الشاذلي لم يتمالك نفسه من البكاء مشيرا إلى أن الترسانة بشكل خاص والكرة المصرية على وجه العموم فقدا رمزا بكل ما تحمله الكلمة من معان رائعة. شاكر عبدالفتاح: حسن من العظماء أبدى شاكر عبدالفتاح لاعب وسط الترسانة والمنتخب الوطنى فى السبعينيات والثمانينيات والمدير الفنى السابق للترسانة أن الكرة المصرية على وجه العموم وقلعة الشواكيش بشكل خاص فقدا أحد العظماء بمعنى الكلمة بوفاة حسن الشاذلي الذى تعجز الكلمات عن وصف روعة ما قدمه للترسانة ولعبة كرة القدم ويكفى أنه مازال أحد رموز الكرة الإفريقية حتى الآن ومن المستحيل أن يغيب عن استفتاءات الاتحاد الإفريقي حتى الآن". أحمد جبر: إطلاق اسم الشاذلي على ملعب الكرة أكد المهندس أحمد جبر رئيس نادي الترسانة أن حسن الشاذلي اسم كبير فى عالم كرة القدم وأن أى تكريم له لن يكون بقدر عطائه غير المحدود ويكفى أنه كان حريصا على التواجد فى النادى بشكل يومى سواء كان مسئولا فنيا بقطاع الكرة أو غير مسئول عن أى شيء ولذلك قرر مجلس الإدارة إطلاق اسم الشاذلي على ملعب كرة القدم تخليدا لذكراه كما أن صلاة الجنازة ستكون اليوم بمسجد النادى مع صلاة الظهر على أن يكون العزاء مساء غد الأربعاء داخل نادي الترسانة.