علي الرغم من مرور مئات السنين علي قضية الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي بين الصين وكوريا واليابان وتوصل الأطراف إلي اتفاق اطاري يدعم التعاون بينهما في جميع المجالات ويعزز الثقة إلا أن الاسابيع الأخيرة شهدت عودة أو بتعبير أدق اعادة التوتر إلي القضية من جديد بسبب التدخل الأمريكي في القضية من خلال تصريحات وزير الدفاع اشتون كارتر بمؤتمر صحفي مشترك أخيرا مع وزير الدفاع الياباني الجنرال ناكاتاني, والتي قال فيها أن جزر دياويو تقع في نطاق معاهدة التعاون والأمن المتبادل بين الولاياتالمتحدةواليابان1952, وأن الولاياتالمتحدة تعارض بقوة المحاولات الأحادية لتقويض إدارة اليابان لهذه الجزر في اشارة واضحة إلي ما تقوم به الصين تجاه الجزر. وهو ما دفع وزارة الدفاع الصينية الي حث الولاياتالمتحدة علي التوقف عن الخطاب غير المسئول بشأن قضايا جزر دياويو وجزر بحر الصين الجنوبي مؤكدة أن جزر دياويو والجزر التابعة لها جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية منذ العصور القديمة, وهي حقيقة لن تتغير مطلقا وان موقف الصين بشأن قضايا بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح وأن الانشطة الصينية علي هذه الجزر مشروعة, ومن ثم لا يحق لدولة أخري التدخل. والمثير للدهشة في تلك القضية الحساسة بين بكين وطوكيو هو الموقف الامريكي غير المتوازن وغير المسئول حيث تسعي واشنطن إلي دعم اليابان بصورة واضحة ضد الصين بل إنها تسعي إلي إيجاد التوتر من فترة إلي أخري في تلك المنطقة بهدف السعي إلي عرقلة التقدم الصيني علي الرغم من وجود أكثر من520 مليار دولار تمثل حجم التبادل التجاري بين واشنطنوبكين ولكن الميزان التجاري يميل بنسبة كبيرة لصالح الصين بالاضافة إلي الوجود الصيني الكبير والمتميز في القارة الافريقية وأيضا في الدول العربية وهو ما يزعج الادارة الأمريكية بشكل كبير والتي تبذل جهودا كبيرة لعرقلة تلك العلاقات الصينية مع العالم باثارة المشاكل بدلا من البحث ووضع خطط لتطوير علاقاتها بدول العالم المختلفة. وفي السياق نفسه جاءت موافقة وزارة التعليم اليابانية علي18 كتابا مدرسيا عن التاريخ والتربية المدنية والجغرافيا لاستخدامها مواد تعليمية في المرحلة الإعدادية اعتبارا من عام2016, حيث يوجد بين الكتب13 كتابا يقول إن كوريا الجنوبية احتلت جزر دوكدو, التي تعرف باسم تاكيشيما في اليابان بطريقة غير شرعية ليثير أزمة كبيرة بين البلدين حيث قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية لي وأن كوو يجب الا تقوم اليابان بتحريف التاريخ, الذي لا يرتكز علي حقائق. فاليابان لا تستطيع أن تخفي الحقائق. والتاريخ سيحاكم اليابان بقسوة في المستقبل. والمؤكد أن ما قاله المؤرخ الياباني تادايوشي موراتا, البروفيسور الفخري بجامعة يوكوهاما الوطنية اليابانية في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان وثائق تاريخية تشهد علي( سيادة سينكاكو) يكتسب أهمية خاصة جدا حيث يكشف العديد من الحقائق بشأن قضية الجزر و يقول ان الحكومة اليابانية سرقت الجزر تماشيا مع الانتصار في الحرب, ولكن هذا التحرك لم يكن متفقا مع القوانين الدولية ولا مع القوانين الداخلية اليابانية. وأعتقد أن قضية الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي سوف تستمر سنوات و سوف تستمر واشنطن أيضا في خلق مزيد من التوتر والقلق في تلك المنطقة سعيا منها لتأكيد وجودها ونفوذها في منطقة آسيا الباسفيك من خلال حليفتها الاستراتيجية اليابان وفي الوقت نفسه السعي لعرقلة تقدم التنين الصيني في كل المجالات والحد من نفوذه الاقتصادي سواء في اسيا أو إفريقيا أو الدول العربية.