تعهد الجنوبيون في مصر بإجراء استفتاء سلس خلال فترة الاقتراع علي حق تقرير المصير لجنوب السودان وأشاروا الي أن التطمينات التي صدرت من الطرفين المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان بالتأكيد علي الاعتراف بالنتائج والتعاون مستقبلا من خلال علاقات قوية انعكست ايجابا علي علاقة الوحدويين الانفصاليين, وقال جفر مكوي أحد القيادات الجنوبية في المؤتمر الوطني مكتب القاهرة اننا اتفقنا منذ فترة طويلة علي الترتيب لاجراء الاقتراع بعيدا عن الشد والجذب بل عقدنا العديد من الاجتماعات واتفقنا أن تتاح الحرية الكاملة لكل جنوبي في اختيار توجهه, وأشاد بالجالية الجنوبية في مصر لتفهمها للوضع المطلوب واحترام حقوق الضيافة خاصة أن مصر لعبت دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. وأضاف أن الكشوفات معدة تماما وسيقوم كل طرف بترحيل مؤيديه الي أماكن الاقتراع وإعادتهم مرة أخري خاصة أن كثيرا منهم يسكنون بعيدا عن مراكز التصويت. وحول الشد والخلافات الكثيرة التي حدثت بين الطرفين الانفصاليين والوحدويين في مدينة النرويج قال جفور هذا أمر طبيعي ولكن هذا الاندفاع لم يصل الي درجة يمكن أن تسميها خلافا أو شدا ولكن ربما حاول البعض أن يرهب أو يضغط علي طرف للتصويت لصالح خياراتهم وهذا أمر حسمناه منذ وقت مبكر. فيما عبرت ميري اتيم سودانية من الجنوب عن سعادتها بالقرارات التي صدرت من الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميادريت والتي أزالت كثيرا من الاحتقانات ورسخت لواقع جديد خاصة الضمانات لاي جنوبي في الشمال واي شمالي في الجنوب بعدم التعرض له أو المساس بحياته أو ممتلكاته وحول رؤيتها لنتيجة الاستفتاء قالت ميري انها ستكون لصالح الانفصال وهي نفسها ستصوت للانفصال ولكنها تفضل التعايش بين الطرفين وبناء علاقات قوية علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي. ومن جانبه أكد فرمينا رئيس مكتب حكومة الجنوب بمصر والجامعة العربية انهم حريصون علي ضبط ايقاع عملية الاقتراع وقال ليس هناك ما يدعو للانزعاج كل الجنوبيين هنا علي مختلف آرائهم وتوجهاتهم مسئوليتهم وليس هناك أي صراع حدث أو سيحدث خاصة اننا أبلغنا الجميع بأن لكل منهم رأيه الحر فلن يكون هناك حجر أو ضغط علي أي منهم وأشاد فرمينا بالترتيبات التي تمت لاجراء الاستفتاء مشيدا بتعاون الاشقاء المصريين حتي تتم العملية وفق نظام دقيق واحترام متبادل بين كل الاطراف. وقال رمضان ماجوك انه وحدوي وأن عددهم في مصر ليس قليلا ولكن كان تحرك الانفصاليين أعلي بكثير من تحرك الوحدويين خلال فترة الترويج ولذلك استطاعوا أن يستقطبوا كثيرا من الجنوبيين في مصر وأشار إلي أن الهدف الآن هو ان يتعاون الشمال والجنوب من أجلنا بعيدا عن الخلافات والترسبات التي ظلت عالقة لسنوات طويلة ولذلك نأمل بعد الاستفتاء أن يحترم الجميع النتائج لانها ستكون البداية الحقيقية للعلاقة الطيبة بين الطرفين وأشاد بالدور المصري الذي خفف كثيرا من حدة الاحتقان بين الطرفين وساهم بشكل كبير في تبادل التصريحات الايجابية الاخيرة من المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فيما استبعد شول ملاك ان يواجه الاستفتاء اي صعوبات وقال الامر أصبح عاديا جدا والكل يدرك أن الانفصال واقع لا محال, مشيرا أن اعطاء الجنوبيين حق تقرير المصير هو بداية لحل مشكلة لم نعرف لها نهاية وقال اننا نرحب بالانفصال من أجل وحدة المشاعر وتهدئة النفوس, مشيرا الي انه في ظل السودان الموحد لم ينهض الشمال ولا الجنوب رغم الثروات الكبيرة المستنزفة في الحروب, وغير ذلك ان اختلاف الثقافتين أدي إلي عدم التوافق في كثير من الاحيان ولكن ما هو المانع ان يتعامل الشمال والجنوب بمسئولية للاستفادة من هذه الثروات الكبيرة وايجاد وحدة اقتصادية تحقق مصالح الطرفين وينهضان معا.. قال شول انه متفاءل بأن الطرفين سيجدان نفسيهما مجبرين علي التعاون مع بعضهما.
