بين دول حوض النيل في جميع المجالات, مشددا علي أن هذا التعاون لا يترك مجالا لعدو بيننا, معترفا بوجود مؤامرة خارجية للنيل من تلك الوحدة. وأشاد روسيريه بمستوي وتنظيم دورة حوض النيل الرياضية بالقاهرة, معربا عن أمله في أن يتم تنظيمها سنويا في كل دول الحوض بالتناوب وأن تعقد الدورة المقبلة في القاهرة أيضا. وحول رؤيته بشأن تعميق العلاقات بين دول الحوض بدءا من الرياضة وانطلاقا لمجالات أخري, إلي جانب سبل تعميق العلاقات الثنائية بين مصر والكونغو كان هذا الحوار: بداية ماهو تقييمكم لتنظيم دورة حوض النيل بالقاهرة, وإلي أي مدي يؤثر هذا الحدث علي دفع العلاقات بين دول الحوض؟ ** حتي الآن البداية جيدة جدا, وهذه هي المرة الأولي التي أزور فيها القاهرة, وهي مدينة جميلة مثل الفردوس, وأعتقد أنه من المبكر تقييم الحدث ككل, ولكن البداية كما قلت رائعة, دورة حوض النيل فكرة جيدة جدا للتقريب بين شعوب دول الحوض, حيث تعد ساحة تمازج الثقافات والأديان, فهي تجمع العرب والمسلمين والمسيحيين والأفارقة كلهم معا, فنحن لا نلعب الكرة معا فقط ولكننا نتقاسم الأفكار والأحلام ووجهات النظر وتمنياتنا للمستقبل. خلال هذه الأيام تتجه العديد من دول العالم للتكامل والوحدة.. نري ذلك قد تحقق في امريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا.. * كيف تستطيع أن نحقق ذلك بين دول الحوض؟ * دورة حوض النيل علي سبيل المثال تجعلنا وحدة واحدة, ودولة واحدة, نبدأ بالكرة ونستمر برياضيات أخري مثل السلة والتنس وغيرها ومنها ننطلق لمجالات أخري لتعميق هذه الوحدة سياسيا وثقافيا واقتصاديا. * هل لديكم اقتراحات لتنمية العلاقات بين دول الحوض في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها؟ ** في الحقيقة لدي اقتراح الآن وهو الاستمرار في تنظيم هذه الدورة, ليس في مصر فقط ولكن في دول الحوض كلها وأتمني أن يحدث كل دولة من دول الحوض بالمساهمة في الحدث وألا تتحمل دولة واحدة عبء التمويل كله, كما اقترح فتح باب الاحتراف بين دول الحوض وتشجيع السياحة فيما بينها. ماذا عن دور رجال الأعمال في الاستثمار بين دول الحوض؟ ** أري أن الأمور تبدأ من تبادل الزيارات بين وفود من دول الحوض لبعضها البعض, ومن ثم الوقوف علي المشاريع التي يمكن أن تنفذها أي دولة لدي الأخري, وأضاف كريستيان أن الكونغو دولة بها العديد من الثروات المعدنية, ولديها مجال متسع للزراعة والسياحة, كما أننا نحتاج إلي الخبرات المصرية في الكثير من المجالات, وهذه دعوة مفتوحة للخبرات المصرية لمساعدتنا في تنفيذ العديد من المشاريع في البناء والاسكان والطرق والصحة وغيرها من المجالات. * وما الذي يمنع هذا التعاون؟ ** لابد أن نتبادل الزيارات أولا.. وهذا سيفيد في دفع المشروعات المشتركة بين البلدين من أجل تحقيق تقارب أكبر بين الدولتين وأود هنا أن أشير إلي اتفاقية التعاون في مجال اعداد الشباب والنهوض بالرياضة بين مصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية, رغبة منها في تدعيم التعاون الثنائي في مجالي الشباب والرياضة بين البلدين, وتطبيقا لأحكام الاتفاقية الموقعة في مجال التعاون الثقافي والعلمي والتقني في7 مايو1982, والتي تعهدت فيها الدولتان بتفعيل التعاون لاعداد الشباب والنهوض بالرياضة وتنظيم اليوم العالمي للصداقة بين الشباب والرياضيين في كلا البلدين, وتعهد الجانبان وفق هذا البروتوكول بدعم اللقاءات في مجال اعداد الشباب, عن طريق تنظيم معسكرات عمل في كلا البلدين ومشاركة الشباب والقادة من مصر والكونغو في المؤتمرات والمعسكرات الكشفية ودورات الاعداد, وكذلك معسكرات العمل. ومكافحة ظاهرة أطفال الشوارع واعداد القادة واعداد المعدين والكوادر الاعلامية والصحفية فمثلا نجد أن المادة4 من الاتفاقية تنص علي تنظيم اللقاءات الرياضية وتدعيم التعاون بين الهيئات المختلفة الرياضية والمساعدة في اعداد وبناء المنشآت الرياضية, وتبادل الخبرات في مجال الإدارة الرياضية, والمساعدة في مجال الطب الرياضي, واعداد القادة والمعدين. ومن أجل وضع هذا البروتوكول موضع التنفيذ تم تشكيل لجنة فرعية مشتركة مختصة, مكونة من مسئولي الوزارتين المعنيتين من كلا البلدين, وقد تم تحرير هذا البروتوكول بالقاهرة في17 يناير2004 من أربعة نسخ أصلية باللغتين العربية والفرنسية ولها نفس الحجية. ووقع عليه د. علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت وعن جمهورية الكونغو السيد إيجواكي يانجيمبي أومر وزير الشباب والرياضة. * هل تعتقد في وجود نظرية للمؤامرة تشمل الغرب واسرائيل ضد مصالح دول الحوض يتم من خلالها خلق الخلافات وتعميقها؟ ** نعم أؤمن بوجود نظرية للمؤامرة علي دول الحوض ولكننا من خلال الرياضة علي سبيل المثال يمكننا أن نوحد بين شعوب دول الحوض, ويمكننا أن نحل الكثير من المشكلات من خلالها في مجالات السياسة وغيرها من خلال الحوارات المفتوحة بين دول الحوض والدعم والتعاون بيننا فتصبح مشكلتك هي مشكلتي ثم نتجمع لحلها ويصبح عدونا خارجنا ولن تكون لديه فرصة وقتها للصيد في الماء العكر. * وماذا عن التعليم ودوره في تعميق تلك العلاقات؟ ** بداية أتمني أن يتعلم ابني في القاهرة وفي جامعة القاهرة تحديدا وليس في الجامعة الأمريكية أو أي جامعة أخري فأنا سعيد جدا بزيارتي لمصر لأنها دولة افريقية, وشعب مصر هو أخي أما الآخرون في امريكا وأوروبا فهم أصدقاء لنا. ما رأيكم في الاتفاق الإطاري الذي وقعته دول الحوض رغم اعتراض كل من مصر والسودان؟ ** في رأيي عندما يكون هناك اتفاق يوقع ينبغي أن نحترم بعضنا ونكون جميعا معا, وعندما تكون هناك مشكلة نتقاسمها ونصل الي حل لها, ينبغي أن نعيش في وحدة وتعاون وأن يكون تقاسم مياه النيل لمصلحتنا جميعا, وليس لمصلحة دولة دون أخري, وأتمني أن يتم حل ذلك بشكل سلمي ومن خلال التعاون والحوار وهذا رأيي الشخصي أعتقد أن النيل هبة اعطاها الله لنا جميعا والله يحبنا جميعا ولذا ينبغي أن يجلب لنا ذلك السلام.