يبدو أن إرهاصات حرب كلامية علي وشك الاندلاع بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفنزويلا بعدما كانت حدة التوتر السياسي والتلاسن الإعلامي وتبادل الاتهامات بين البلدين قد تراجعت بشكل كبير في أعقاب وفاة الرئيس الفنزويلي البارز هوجو شافيز الذي كان يتبني نهجا معارضا تجاه سياسات واشنطن الخارجية لا سيما تجاه بلاده. إلا أن بوادر الحرب الجديدة بدأت بعد إعلان فنزويلا اعتقال أمريكيين بتهمة التورط في أنشطة تجسس عليها, ثم إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في وقت لاحق أنه سيتعين علي الأمريكيين في المستقبل السعي للحصول علي تأشيرات لزيارة بلاده, وأضاف خلال تجمع حاشد أن حكومته ستمنع بعض المسئولين الأمريكيين من دخول فنزويلا, ردا علي إجراء مماثل اتخذته واشنطن ضد مجموعة من المسئولين الفنزويليين. وأضاف:اعتقلنا بعض الأمريكيين المتورطين في أنشطة سرية للتجسس, وفي محاولات استمالة الناس في البلدات الفنزويلية الواقعة علي امتداد سواحل البلاد, موضحا أم أمريكيا من أصل لاتيني اعتقل في مدينة تاتشيرا الحدودية المضطربة. في الوقت الذي أعلن المتحدث باسم السفارة الأمريكية في كراكاس أنه لا يستطيع التعليق, مشيرا إلي عدم وجود أي اتصال دبلوماسي رسمي مع الحكومة الفنزويلية. يأتي ذلك في الوقت الذي يسعي فيه مادورو لاستكمال جمع10 ملايين توقيع ضد نظيره الأمريكي باراك أوباما علي عريضة احتجاجية ينوي تقديمها لأوباما شخصيا أمام قمة الدول الأمريكية التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين في بنما, في خطوة تأتي كرد علي إعلان الأخير الشهر الماضي أن فنزويلا تمثل تهديدا للأمن القومي الأمريكي, وفرضه عقوبات عليها. مادورو لديه بالفعل6.2 مليون توقيع, إلا أن مهمته في استكمال جمع ال10 ملايين توقيع تبدو صعبة نظرا لأن التوقيعات المطلوبة تمثل ثلث تعداد الفنزويليين بمن فيهم الأطفال, في غضون أقل من شهر. الرئيس الفنزويلي أصدر أوامره لجميع المدارس بالمشاركة في حملة التوقيعات علي العريضة- طلابا ومعلمين وعمال صيانة وحتي عمال الطهي- من أجل تخصيص يوم لمناهضة الإمبريالية ضد التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية للدولة المنقسمة بشدة والغنية بالنفط. في السياق نفسه أجرت فنزويلا مناورة عسكرية منذ يومين لمواجهة تهديد أمريكي محتمل وعبأت80 ألف جندي و20 ألف مدني في إطار تدريبات تستمر10 أيام. ووصف مادورو العقوبات التي فرضتها واشنطن مؤخرا علي سبعة مسئولين فنزويليين بأنها محاولة لإسقاطه. موضحا أن هذا يعني خطرا وشيكا بالنسبة لبلاده, ولذلك فعلي فنزويلا استخدام القوات المسلحة الوطنية في إطار مهمتها الدستورية لضمان الاستقلال والسيادة. وقال وزير دفاعه فلاديمير بادرينو أن الولاياتالمتحدة أعلنت أن فنزويلا تشكل خطرا, مؤكدا أن علي بلاده استخدام القوات المسلحة لضمان السيادة. بينما وصف زعماء المعارضة المناورة ب المسرحية الهزلية, واتهموا مادورو بمحاولة إلهاء الفنزويليين عن الطوابير الطويلة للحصول علي المنتجات الشحيحة والتضخم المرتفع والجريمة المتفشية, ويواجه مادورو تراجعا في شعبيته علي نحو متزايد بسبب أزمة اقتصادية. وفي محاولة منهم لتسفيه حملة التوقيعات أعلنت جماعات معارضة وحقوقية في فنزويلا أن الخطوة القادمة لمادورو ستكون إعطاء أوامر للعمال بالانضمام للحملة وإلا فستتم إقالتهم! في الوقت الذي برر فيه مادورو حشد الموارد الحكومية لجمع التوقيعات بأن أمريكا تشكل تهديدا لفنزويلا, مؤكدا تورط واشنطن في تدبير محاولات انقلاب فاشلة عليه في مناسبات مختلفة منذ توليه الحكم قبل عامين.