تفجرت مخاوف أهالى حى العرب من تكرار الحرائق المستمرة بالحي، والذى كان آخرها حريق شارع القليوبية، والذى أسفر عن اصابة 5 أفراد وانهيار منزلين علاوة على الخسائر المالية الناتجة عن احتراق المخازن والمحال التجارية الكائنة بمنطقة الحريق. ومجددا تعالت صرخات أهالى الحى من محاصرة الاشغالات التجارية لمنازلهم وهو ما أعاق مهمة إطفاء الحريق الأخير وحال دون دخول سيارات الإطفاء لمنطقة الحريق. ولولا خبرة ومجهودات رجال الحماية المدنية لامتدت النيران للعقارات المجاورة ولتضاعفت الخسائر البشرية والمادية. واستعاد أهالى العرب (قلب بورسعيد ومعقل الأسواق الشعبية الرئيسية بالمدينة الحرة، ومن بينها التجارى والحميدى والشرقية والثلاثيني) الذكريات المؤلمة للحرائق الشهيرة التى توالت على الحى على مدى العقود الثلاث الماضية، وكان أبرزها حريق تقاطع الحميدى والروضة، وحريق الغورى والحميدى اللذين اسفرا عن خسائر بشرية ومادية كبيرة. وفى جولة للأهرام المسائى بالشارع البورسعيدى سجلت السطور الانطباعات الغاضبة لأهالى المدينة بسبب استيلاء الأكشاك والباعة لكل شوارع وأرصفة حى العرب بلا استثناء وعجز شرطة المرافق عن ردع المتورطين فى التعدى على الشوارع والأرصفة على مدى السنوات الماضية رغم آلاف الحملات المكبرة والمصغرة. ويقول السيد المغربى (تاجر): الحمدلله ربنا ستر. ولكن يبقى السؤال المتكرر الذى لايجد حتى الآن الإجابة الشافية. لماذا لاتدخل شرطة المرافق الشوارع العرضية والطولية بحى العرب خاصة فى محيط التجارى والحميدى للإطاحة بالإشغالات التى تغلق الشوارع وتمنع المواطنين والسيارات من السير؟!. ويضيف أن من المؤكد أن مثل هذا الحريق الأخير قد يتسبب فى كارثة إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه من إشغالات وتعديات على أراضى الدولة. ويقول السعيد العبادى (موظف بإحدى شركات الغاز الطبيعى) إن الحريق الأخير وغيره جاء ليؤكد تمسك شركة الغاز بموقفها المتعلق بعدم مد شبكة الغاز لمنطقة قلب العرب المصنوعة من الخشب، وليؤكد أيضا ضرورة بدء تحويل حى العرب لمنطقة سكنية حديثة يتخلص من خلالها الحى من العقارات الخشبية القديمة والمتهالكة والتى تهدد - بعيدا عن الحرائق - أرواح الأبرياء من أهالى الحى وممتلكاتهم، ويضيف أن وجود شبكة ألغاز فى منطقة قلب العرب وتحديدا موقع الحريق الأخير بالقليوبية كان يعنى الكارثة فى أسوأ معانيها، ولكن رعاية الله وعنايته أنقذت الحى والمنطقه من مأساة مروعة. ومن جانبه أكد اللواء فيصل دويدار مساعد وزير الداخلية مدير أمن بورسعيد أنه تبلغ لمديرية أمن بورسعيد من العميد مأمور قسم العرب بنشوب حريق بعقار خشبى "خال من السكان" أسفله محال بشارع القليوبية وحارة العدل - نطاق قسم شرطة العرب. وتطاير بعض النيران إلى سطح عمارة مجاورة. ونظرا لحساسية تلك المنطقة لكون أغلب العقارات بها من الأخشاب وكذا ضيق شوارعها. تم على الفور الدفع بقوات الحماية المدنية حيث بلغ عدد سيارات الإطفاء التى تم الدفع بها "8 سيارات". كما انتقلت جميع الأجهزة الأمنية وقيادات مديرية أمن بورسعيد. وتم اخطار الإسعاف وطوارئ الكهرباء والغاز. وتمكنت قوات الحماية المدنية بمديرية أمن بورسعيد من محاصرة النيران ومنع امتدادها إلى باقى العقارات المجاورة "رغم صعوبة ذلك". وتم إخماد الحريق بالكامل وأضاف أنه وجه بانتقال خبراء الأدلة الجنائية لفحص مكان الحادث وتحديد سبب الحريق مع استمرار قوات الحماية المدنية بالمكان لحين اتمام عملية التبريد. وأضاف أن شرطة المرافق لاتألو جهدا فى إزالة الاشغالات من شوارع وحوارى حى العرب، ولكن يبقى فى النهاية دور ووعى المواطن والتاجر فى الحفاظ السيولة المرورية بتلك المناطق المزدحمة، وعدم التورط فى إشغال الطريق بأى عوائق (ستاندات ومانيكانات العرض).