في رد فعل سريع وحاسم علي الجريمة الإرهابية الغادرة التي قتلت23 بينهم20 سائحا أجنبيا ترأس الباجي قائد السبسي أمس رئيس تونس بقصر قرطاج اجتماعا يجمع للمرة الأولي المجلس الاعلي للجيوش الثلاثة والمجلس الأعلي للأمن بحضور رئيس الحكومة الحبيب الصيد وفرحات الحرشاني وزير الدفاع وناجم الغرسلي وزير الداخلية وكبار المسئولين في الأفرع العسكرية والأمنية, والذي أسفر عن عدد من الإجراءات الحاسمة. وأكد الرئيس قائد السبسي خلال الاجتماع أن تونس تعيش أوضاعا استثنائية استوجبت هذا الاجتماع الجامع بين مجلسي الجيش والأمن الداخلي بعد أن شهدت تونس تحولا نوعيا في العمليات الإرهابية من الجبال إلي المدن وهو أمر يستوجب تعبئة عامة وحالة استنفار تفرضها ظروف البلاد وتتطلب توخي سياسة أمنية استثنائية. وشملت هذه الإجراءات دعم التنسيق بين قيادات الجيش والأمن بمختلف القوات والأفرع وكذلك مراجعة منظومة تأمين الحدود وتوفير الإمكانات لقوات الأمن والجيش التي تساعدها علي العمل ليلا, بالإضافة إلي تكليف الجيش بالقيام بإجراءات تأمين المدن الكبري. والإجراءات المشددة شملت أيضا, توفير الدعم اللوجيستي لمختلف الأفرع والقوات, بالإضافة إلي مراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية. وفيما يتعلق بوزارة الداخلية, قرر الرئيس تطوير وإعادة هيكلة وزارة الداخلية بأكملها وطرق العمل بها, بالإضافة إلي مراجعة الميزانية التكميلية بهدف تخصيص نسبة أوفر لتجهيزات قوات الجيش والأمن. ومن بين هذه الإجراءات أيضا, إشراك المواطن في المنظومة الأمنية. في غضون ذلك وقف القادة الأوروبيون المجتمعون في قمة ببروكسل أمس دقيقة حدادا وترحما علي أرواح ضحايا الاعتداء علي متحف باردو في العاصمة التونسية. وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في مستهل القمة: أدعو الجميع الي الوقوف دقيقة صمت ترحما علي ضحايا الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع في تونس. وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لدي وصوله الي الاجتماع: بالنسبة لتونس هي محنة أخري في وقت نجح فيه البلد الذي مهد لأمل الربيع العربي, في انتقاله الديمقراطي ولا يزال في طور النجاح... لذلك علينا ان نكون متضامنين مع تونس. من جانبه, قدم رئيس الحكومة الحبيب الصيد جملة من المعطيات تتعلق بالعملية الإرهابية والتي تمت السيطرة عليها في ساعتين كما ذكر أن قوات الأمن تمكنت من إيقاف أربعة عناصر علي علاقة مباشرة بالعملية وإيقاف خمسة آخرين يشتبه في علاقتهم بهذه الخلية وذلك بجهة داخلية. وفي سياق متصل أقرت الحكومة التونسية أمس بوجود خلل أمني وراء الهجوم الذي استهدف متحف باردو وسط العاصمة وقال رئيس الحكومة الحبيب الصيد في مؤتمر صحفي: تمت العملية لأنه طبعا صارت بعض الاخلالات في كامل المنظومة الأمنية بكل مراحلها بدءا من حماية المتحف وحتي حماية كل تنقلات السياح من الباخرة( السياحية) حتي مكان الحادث. وذكر أن السلطات اتخذت عدة إجراءات سريعة, الإجراء الأول هو القيام بعملية بحث معمق لتحديد المسئوليات في الاخلالات الأمنية المذكورة. من جانبه, قال تنظيم داعش الإرهابي في تسجيل صوتي نشره علي مواقع جهادية إلكترونية: في غزوة مباركة يسر الله أسبابها علي أحد أوكار الكفر والرذيلة في تونس المسلمة, انطلق فارسان انغماسيان من فرسان دولة الخلافة هما أبو زكريا التونسي وأبو انس التونسي مدججين بأسلحتهما الرشاشة والقنابل اليدوية مستهدفين متحف باردو الذي يقع في المربع الأمني للبرلمان التونسي. وانتهي التسجيل بتهديد واضح موجه الي التونسيين: ان ما رأيتموه اليوم اول الغيث بإذن الله ولن تهنأوا بأمن او تنعموا بسلام, وفي الدولة الاسلامية( داعش) رجال كهؤلاء لا ينامون علي ضيم.