وسط أنباء غير مؤكدة نفتها موسكو عن اعتلال صحة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تحتفل روسيا اليوم بمرور عام على عودة شبه جزيرة القرم إلى السيادة الروسية عقب الاستفتاء الذى أجرى فى السادس عشر من مارس 2014 بين سكانها الذين يشكل الروس 97 % منهم حول رغبتهم فى بقاء شبه الجزيرة ضمن الحدود الأوكرانية أو التحاقها بروسيا، والذى انتهى بموافقة 82 % منهم على خيار العودة لروسيا من جديد، وهى النتيجة التى رحب بها الروس بينما اعتبرها الغرب غير شرعية. فقد رفض المتحدث باسم الكرملين دميترى بيسكوف الرد أو التعقيب على نبأ تغيبه وعدم ظهوره فى العلن منذ أكثر من أسبوع فى موسكو الذى أوردته إحدى القنوات الإخبارية المستقلة (دوزد)، تلك الشائعات التى عززها تأجيله اجتماعا كان مقررا مع زعيمى كازاخستان وروسيا البيضاء الأسبوع الماضي، ورجح مصدر كازاخى للقناة اشترط عدم ذكر اسمه احتمال إقامة الرئيس الذى يبلغ من العمر 62 عاما فى مقر إقامته على بحيرة فالداى فى إقليم نوفجورود لاعتلال صحته. غياب بوتين أثار تكهنات محمومة بشأن كل شيء من حالته الصحية إلى قبضته على السلطة وما إذا كان قد ذهب إلى سويسرا ليحضر ولادة صديقته، فيما نفى الكرملين كل تلك الشائعات، مؤكدا اجتماع بوتين اليوم مع رئيس كازاخستان ألمظ بك أتامباييف فى سان بطرسبرج. ورغم أن الأزمة التى نجمت عن ضم القرم إلى روسيا تسببت فى نشوب حرب بين أوكرانيا والانفصاليين الروس فى هذا البلد وعودة أجواء الحرب الباردة بين موسكو والغرب الذى كان يخطط لضم أوكرانيا لعضوية الاتحاد الأوروبي، إلا أن شبه الجزيرة تنوى الاحتفال بقدر كبير من الأبهة تعبيرا عن سعادتها باختيارها الذى أكدت أنها غير نادمة عليه. رئيس برلمان شبه الجزيرة فلاديمير قسطنطينوف أعلن مبتهجا فى بيان بث عشية الاحتفال: مع روسيا الكبرى نبنى «قرم» جديدة، مؤكدا أنه لن يثنى شعب القرم عن خيارهم لا عقوبات ولا تهديد ولا ابتزاز أو كذب من قبل من وصفهم بالأعداء، موضحا أن القرم الروسية ستكون مكتفية ذاتيا ومزدهرة. يذكر أن شبه الجزيرة ألحقت بأوكرانيا عام 1954 فى عهد الرئيس نيكيتا خروشوف وقت أن كانت كل من روسياوأوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفيتى السابق، إلى أن عادت لروسيا بعد 60 عاما إثر توقيع بوتين قرار الضم الذى رفضه كل من كييف والغرب بشكل قاطع. أوكرانيا مازالت تعتبر القرم جزءا منها وتعهدت بالدفاع بكل الوسائل عنها وعن حقوق سكانها. أما الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدةالأمريكية فقد فرضتا من جانبهما سلسلة من العقوبات الموجعة على روسيا استهدفت اقتصادها فى الصميم، وطالت هذه العقوبات شبه الجزيرة ووضعتها فى شبه عزلة كاملة بعد رحيل كامل للمؤسسات الاقتصادية الغربية منها. سلطات القرم من جانبها قللت من شأن العقوبات واعتبرتها صعوبات مرحلية، رغم أنها مازالت تعتمد على أوكرانيا فى إمدادات المياه والكهرباء والمواد الغذائية، واتهم قسطنطينوف من وصفهم بالطغمة الدموية فى كييف المدعومة من العرابين الأمريكيين والأوروبيين بتصفية مواطنيها، موضحا أن سكان شبه الجزيرة مع ذلك يعيشون فى سلام ووئام وسط عائلة روسيا المتعددة القوميات، ومازالوا متمسكين بخيارهم. الأوكرانيون استغلوا حالة غياب بوتين وصنعوا له قبرا رمزيا عبارة عن شاهد مصنوع من الرخام الأسود وطافوا به حول السفارة الروسية فى كييف للتعبير عن كراهيتهم للقيصر الروسى ولرفضهم لسياسته تجاه بلدهم. وفتح المتظاهرون زجاجة من الشمبانيا ورشوها على شاهد القبر الوهمى الذى رُسمت عليه صورة بوتين ووُضِعت عليها لمسات بحيث تشبه الزعيم النازى أدولف هتلر. وأحضر النشطاء أيضا زجاجة من الفودكا والزهور لوضعها بجوار الشاهد الوهمي. إلا أن رجل روسيا القوى أكد أمس أنه كان مستعدا لوضع القوات النووية فى حالة استعداد لمنع تنفيذ السيناريو السيئ فى القرم قبيل ضمها إلى بلاده، إلا أنه أكد أنه لم يفعل ذلك من منطلق الرغبة فى عدم حدوثه.