لا أحد يختلف علي موهبة الساحر الأسمر محمود عبد الرازق شيكابالا نجم الزمالك ولاعب سبورتنج لشبونةالبرتغالي مع ايقاف التنفيذ... هذا اللاعب الذي لم يقدرموهبته الكروية الفذة وفشل في استغلالها في تجاربهالاحترافية التي بدأت باليونان وسقطت بالإمارات وأخيرا انهارت في البرتغال, تحول من لاعب محترف إلي لاعب يبحث الأن عن الملاعب الخماسية ليمارس هوايته. نحن من جانبنا حاولنا إجراء حوار شامل معه حتي يقول لكل المصريين لماذا هو كذلك و ماذا يدور في عقله لكنه رفض الكلام و لم يخضع لكل الضغوط حتي شقيقه عبد الباسط أيضا رفض الكلام و طلب الدعاء له و مساعدته حتي يعود.. بل أن اصدقاءه ايضا رفضوا الحديث أو البوح بأسراره حتي لا يتهموا بالخيانه و حفاظا علي السر.. لكننا اجتهدنا و حاولنا حتي نصل لتفسير لما هو فيه. في كل مكان كان لشكابالا ابن محافظة أسوان التي خرج منها ناشئا صغيرا في صفوف مدرسة الكرة بنادي أسوان إلي مدرسة الموهوبين بالقاهرة بناء عليفرمان من الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة وقتها حدوتة محيرة, يبدأ شيكا معشوق جماهيرالبيت الأبيض من خلالها مشواره بسرعة الصاروخ, ولكن سرعان ما تراجع وأيضا بسرعة الصاروخ ليثير الأزمات عائدا إلي نقطة الصفر, والمحصلة أن شيكابالا الذي احتفل منذ أيام بعيد ميلاده التاسع والعشرين بأحد فنادق أسوان وسط مجموعة من أصدقائه المقربين من القاهرةوأسوان و كأنه لا يعاني من أزمة, يدفع الأن ثمن فاتورة أزماته ومشكلاته باللعب علي الملاعب الخماسية مع الناشئين والعواحيز والمعتزلين بأسوان لحين إشعار أخر. أين أنت ياشيكابالا؟!.. سؤال حير ولايزال يحير مسئولي الزمالك الذي لايجدون له عنوانا بعد أن اختفي عن الأنظاروكأنه يتعمد الهروبمن المصير المجهول الذي ينتظره في بلاد الرحالة البرتغالي فاسكو دي جاما,ومع هذا يتمسك رحالة الزمالك بعشقه للفانلة البيضاء هامسا للمقربين منه بأنه عائد عائد مرة أخري إلي ميت عقبة منذ أيام قليلة.. تلقي شيكابالا إتصالا من إيطاليا من صديقه النجم العالمي محمد صلاح الذي يحرص كل فترة علي الاطمئنان عليه, فالموهبون يقدرون قيمة المواهبه, ولكن شتان مابين الفرعون صلاح الذي حافظ علي موهبته والرحالة شيكا الذي أهان مواهبه المتعددة. مكالمة النجم العالمي محمد صلاح وحسب المقربين للنجم الأسمركان لها تأثيرا كبيرا عليه, حيث بدا سارحا بذهنه وسط أصدقائه وكأنه يراجع نفسه أو كأن صلاح كان يقول له أين أنت ؟ ورغم طيبة قلبه وحبه للخير ولأهله,إلاأن طبيعة محمود عبد الرازق شيكابالا العصبية تجعل من السهل إستثارته للدخول في الأزمات, فهو لاعب يفتقد للثبات الإنفعالي ويفتقد أيضا من ينصحه بالانتباه فيما تبقي له من سنوات قليلة في الملاعب, وهو ماقاله أحد أصدقاء عمره الحزين للغاية علي ما وصل إليه محمود الطيب إبن البلد, مطالبا وسائل الإعلام والوسط الرياضي إلا يظلمونه في تجربته البرتغالية الفاشلة, فما يقوله اللاعب لأصدقائه أنه لم يستطع أن يتحمل جحيم الإهانات والإذلال الكروي في معاملات مدربه معه, حيث كان يعامله أسوأ معاملة وهو مادفعه لإتخاذ القرار بالعودة إلي مصر مهما كان الثمن. وفي مصر وحيث يتواجد اللاعب في مسقط رأسه في أسوان وسط دفء أشقائه وأصدقائه, لم يبتعد شيكابالا عن الكرة عشقه الأول والأخير, حيث يبدأ يومه بأداء صلاة الفجر في أحد المساجد, ثم يتوجه سرا إلي الملعب الفرعي لإستاد أسوان لأداء بعضا من التدريبات البدنية للحفاظ علي لياقته حتي يكون جاهزا عند العودة, خاصة بعدأن زاد وزنه بشكل ملحوظ. في أسوان يقضي شيكابالا معظم أوقاته في الحي الشعبي بالمحمودية وسط أشقائه عبد الباسط شيكابالا الكبير وحمادة و باقي أخوته السبعة.. وكثيرا ما ترصده عيون عشاقه حينما يجلس بين ابناء الحي ويشارك الأطفال والشباب في اللعب تشجيعا لهم, ومابين حينا وأخر يتنقل مابين الفنادق كنوع من تغير الجو, ويعود في الساعات الأولي من الليل لمعشوقته الساحرة المستديرةالتي لايطيق تحمل نار البعد عنها, متفقا مع مجموعة من رفاق مرحلة الصبا للمشاركة في تقسيمة خماسية تارة في مركز شباب بدر وأخري في مركز شباب الحدود بمدخل كيما وثالثة في ساحة المدينة. أما أخر ما شارك فيه في أسوان فكان مهرجان ساتوك الدولي لاختيار منتخب أيتام مصر بمركز شباب بدر المطور بالطابية, حيث حضر مع العميد أحمد حسن اختبارات لاعبي أسوان وترشيحهم للمنتخب الذي سيشارك في مونديال ساتوك الذي سيقام بالقاهرة في أغسطس المقبل بمشاركة عدد من المنتخبات الوطنية العالمية. هذا هو حال محمود عبد الرازق شيكابالا الذي يعد من واحدا أبرز مواهب الكرةالمصرية التي لم تقدم شيئا يذكر حتي الأن, فبدلا من أن يصول ويجول الساحرشيكابالا في الملاعب الأوربية, وبدلا من أن يزامل ميسي ورونالدو وروبين وغيرهم من النجوم العالمية, استقر به الحال في الملاعب الخماسية في أسوان في مراكز شباب بدر والحدود وساحة المدينة, بينما سبورتنج لشبونة الذي هو علي ذمته حتي الأن يبحث عنه.. وجماهيرالزمالك تناديه.. شيكابالا نرجوك عد من جديد, فهل يلحق النجم الأسمراني نفسه ؟ صداماته كثيرة. أبرزها مع المعلم وخلال تلك السنوات الخمسة أصطدم شيكابالا مع أكثر من مدرب كان أبرزها حسام حسن وحسن شحاته والأخير قرر الإستغناء عنه فى صيف عام 2012 ليضطر الزمالك إلى اعارته إلى الوصل الأماراتى لمدة موسم واحد، وكالعادة لم ينجح شيكابالا فى كتابة تجربة إحترافية ناجحة هناك وعاد بعد ستة أشهر وجلس فى منزله ما بين يناير إلى يونيو 2013 حتى عاد لإستئناف مشواره مع الزمالك ليلعب ستة أشهر جديدة حقق فيها لقب بطل كأس مصر ثم قرر الإحتراف فى سبورتنج لشبونة فى يناير 2014، ومن ذلك التاريخ وحتى هروبه الشهير عن النادى البرتغالى فى سبتمبر الماضى لم يكن عنصرا أساسيا وجلس طويلا على دكة البدلاء وهو ما أستفزه وقرر الإنسحاب محاولا البحث عن تجربة فى مكان أخر ولكنه يواجه اليوم إنتقاما من سبورتنج لشبونة الذى يرفض التفريط فيه قبل الحصول على تعويض مالى كبير. إنجازاته دورى وكأسان مع الزمالك نعم هى موهبة قتلت نفسها وأعلنت الإنتحار ولم تحترم ما حازت عليه من السماء .. شيكابالا سيبقى فى أذهان الملايين من الجماهير المصرية وخاصة الزملكاوية منها أحد أفضل المواهب التى ظهرت فى تاريخ الكرة المصرية ولكنها فى المقابل لا تملك الإنجازات التى تليق بما تمتلك من مهارات . من ينظر إلى تاريخ شيكابالا لاعب الكرة يجد إنه لم يحقق فى مسيرته مع الأندية سوى 3 ألقاب فقط هى لقب بطل الدورى الممتاز موسم 2003 / 2004 ووقتها كان لاعبا صغيرا يضعه نيلو فينجادا المدير الفنى على دكة البدلاء كأس مصر برفقة الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك عامى 2008 ، 2013. الهروب ليس جديدا عليه أرتبط إسم شيكابالا بالخلافات والمشكلات والأزمات ، فهو صاحب تجربة الهروب الكبيرة من الزمالك عام 2004 عندما قرر الإنتقال إلى باوك سالونيك اليونانى وتم اللجوء فيها إلى الفيفا التى منحته حق الإنتقال للنادى اليونانى وقتها وكان مفترضا أن يبدأ مسيرة قوية فى عالم الإحتراف ولكنه عاد بعدها بعامين إلى مصر بعد أن تمرد على باوك سالونيك اليونانى واختار الاقامة فى مصر ولم يحاول حل ازمة التجنيد والحصول على موافقة على تواجده فى اليونان لأداء تجربة إحتراف ، وعاد شيكابالا ليلعب مع الزمالك بعد أن وقع قبلها للأهلى فى خطأ فادح ، وأصدرت المحكمة الرياضية الدولية حكما شهيرا ضده بالايقاف لمدة ستة أشهر مع تغريمه 330 ألف يورو بالاضافة الى 660 ألف يورو على الزمالك صاحب التوقيع معه. وأرتدى شيكابالا قميص الزمالك فى الفترة بين عامى 2007 ، 2012 كان فيها هو النجم الأكثر شعبية ولكن بدو ن أن يحقق لقبا واحدا كبيرا مثل الدورى الممتاز أو دورى أبطال أفريقيا وفشل فى مواجهة النجم الأكثر شعبية فى النادى الأهلى محمد أبوتريكة الذى ظل متفوقا على شيكابالا حتى إعتزاله الكرة. نتيجته مع المنتخبات .. صفر ومع المنتخبات الوطنية لم يحقق شيكابالا إنجازات تذكر فهو أحد اعضاء الجيل الذى خرج من الدور الأول ببطولة كأس العالم للشباب عام 2005 وأيضا فشل مع المنتخب الأوليمبى فى الوصول إلى دورة الألعاب الأوليمبية عام 2008 وأخيرا لم يشارك إلا فى عدد محدود من المباريات مع المنتخب الوطنى واللقب القارى الوحيد الذى ناله عام 2010 كان فيها لاعبا بديلا شارك أساسيا فى مباراة واحدة فقط خلال البطولة . آخر مبارياته من6 شهور آخر مباراة دولية ورسمية شارك فيها محمود عبدالرازق شيكابالا كانت مباراته مع المنتخب الوطني عندما دفع به شوقي غريب المدير الفني السابق بديلا في لقاء تونس بالجولة الثانية للتصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي جرت في غينيا الأستوائية مطلع العام الجاري.