ذكر شهود عيان أن عناصر تنطيم داعش الارهابي قامت بهدم جامعين, أحدهما يعود للعصر العثماني وسط مدينة الموصل وقال الشهود لوكالة الانباء الالمانية ان التنظيم اقدم امس علي هدم جامع حمو القدو الذي تم انشاؤه في القرن التاسع عشر ويقع في منطقة الميدان وسط الموصل بعد اخلائه من محتوياته. كما قام التنظيم بتفجير جامع الصابونجي في شارع نينوي امس تحت ذريعة وجود مقابر فيه بعد ان أخلي التنظيم الجامع من الرفاة في القبور. ودأب التنظيم علي تفجير وهدم الجوامع التاريخية والقديمة بالموصل من حين الي آخر تحت ذرائع وهمية. في غضون ذلك أيضا, ينتظر علماء الآثار تبيان حجم الدمار الذي لحق بمدينة نمرود الأثرية الآشورية في شمال العراق, والتي أعلنت الحكومة العراقية أمس الأول أن التنظيم الإرهابي قام ب تجريفها, فيما اعتبرته الأممالمتحدة جريمة حرب. وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية إن التنظيم الذي يسيطر علي مناطق واسعة من البلاد منذ يونيو, قام بتجريف المدينة الأثرية التي يعود تاريخها إلي القرن الثالث عشر قبل الميلاد, بعد ايام من نشره شريطا يظهر قيامه بتدمير آثار في مدينة الموصل( شمال), والتي احرق كذلك مكتبتها. وقال مسئولون عراقيون في مجال الآثار, ان الجهاديين استقدموا نهاية الاسبوع الماضي شاحنات الي نمرود المجاورة لنهر دجلة, علي مسافة ثلاثين كلم جنوب شرق الموصل, كبري مدن شمال البلاد واولي المناطق التي سيطر عليها التنظيم في هجوم يونيو. وقال مسئول رفض كشف اسمه حتي الآن, لا نعرف حجم التدمير في الموقع. ويرجح أن نمرود هي أحدث ضحية في سلسلة من عمليات التدمير التي ينفذها الجهاديون بحق التراث العراقي العائد الي قرون مضت. وقال عبد الأمير حمداني, وهو عالم آثار عراقي في جامعة ستوني بروك الامريكية, لوكالة فرانس برس أنا فعلا محطم, الامر مجرد وقت, فنحن ننتظر شريط الفيديو, الامر محزن. وتعد آثار نمرود درة الحضارة الآشورية. ويضم موقعها نقوشا مذهلة وتماثيل ضخمة لثيران مجنحة. ومن أبرز الآثار التي عثر عليها في الموقع كنز نمرود الذي اكتشف في1988, وهو عبارة عن613 قطعة من الاحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب. ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف, بانه الاهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العام.1923 ونقل هذا الكنز من الموقع قبل اعوام طويلة. وقال حمداني آسف للقول ان الجميع كان يتوقع هذا الامر. خطتهم( الجهاديون) هي تدمير التراث العراقي, موقعا بعد آخر. وتابع مدينة الحضر بالتأكيد ستكون التالية, في اشارة الي المدينة التاريخية وسط صحراء نينوي, ويعود تاريخها لألفي عام قبل الميلاد. والمدينة مدرجة علي لائحة منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونيسكو للتراث العالمي. واستنكرت المديرة العامة ايرينا بوكوفا امس تدمير آثار نمرود. وقالت لا يمكننا البقاء صامتين, مؤكدة ان التدمير المتعمد للتراث الثقافي يشكل جريمة حرب. وأكدت رفع المسألة الي مجلس الامن الدولي والمدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية, داعية مجمل الاسرة الدولية( الي) توحيد جهودها من اجل وقف هذه الكارثة. واعتبرت ان التطهير الثقافي الجاري في العراق لا يوفر شيئا ولا احد, يستهدف الحياة البشرية والأقليات ويترافق مع التدمير المنهجي للتراث البشري الذي يعود الي الاف السنين. ودعت كل المسئولين السياسيين والدينيين في المنطقة الي الوقوف في وجه هذه الهمجية الجديدة.