في بادرة جديدة ومع اقتراب موعد بدء الحملات الانتخابية للمرشحين لمجلس النواب( الذي ينتظر كلمة القضاء) عن دائرة دمياط اقترح البعض علي جميع المرشحين توفير أموال الدعاية والاعلان عن أنفسهم أوالمساهمة بجزء من الميزانية المخصصة لهذا الشأن في انشاء واستكمال بعض المشروعات الحكومية المتعسرة والتي تحتاج إلي دعم مادي وعلي رأسها معهد الأورام بدمياط مع إمكانية اطلاق أسماء المتبرعين علي الاجنحة أو الأجهزة التي يقوم المتبرع بها كنوع جديد من الدعاية الفعالة بدلا من إهدار الملايين في بانرات وملصقات دعائية. وكانت الاهرام المسائي قد تجولت داخل معهد اورام دمياط لترصد الألم والامل, فبرغم هذا المرض الخبيث وآلامه غير المحتملة الا ان هذا المعهد يبذل من الجهد ما لا يمكن وصفه لتخفيف آلام ومعاناة مرضي السرطان, وكانت تلك واحدة من المرات القليلة التي نجد فيها المرضي يشيدون بالخدمة في وحدة طبية حكومية مجانية الا أن المعهد مازال ينقصه الكثير لتقديم خدمة أكبر للمرضي ويحتاج إلي تبرعات لاستكمال بناء منشآته. يقول الدكتور محمد زيدان مدير المعهد: توجد بالمعهد عدة اقسام هي الجراحة العامة والباطنة رجال وقسم العلاج الكيماوي والاطفال وعيادة علاج الالم لصرف المسكنات بالاضافة للمعامل, ويترواح عدد المرضي المترددين علي قسم الأمراض الباطنة من140 إلي160 حالة يوميا, والمترددين علي قسم الجراحة من30 إلي35 حالة, بينما يتراوح عدد المرضي الذين يقومون بإجراء التحاليل وسحب العينات من70 إلي80 مريضا, أما القسم الداخلي فيستقبل يوميا من30 إلي40 مريضا. ويؤكد زيدان أن سرطان الكبد هو الاكثر انتشارا في دمياط ويليه سرطان الثدي مشيرا إلي أن هناك3000 حالة تكتشف يوميا بالقسم الداخلي, نسبة كبيرة منها تماثلت للشفاء. ويضيف زيدان ان جميع مرضي السرطان يتلقون العلاج حتي قبل استصدار قرار العلاج ويظل ملف المريض مفتوحا حتي بعد تماثله للشفاء. وكشف زيدان أن خطته الاساسية لتحسين الخدمة لمرضي السرطان بدمياط تعتمد علي إجراء توسع للمستشفي بإنشاء مبني جديد مكون من4 ادوار يضم عيادات وقسم العلاج الكيماوي لليوم الواحد ومعملا مركزيا وصيدلية لتحضير الكيماوي, كما أن هناك تخصيصا من جهاز التعمير بمدينة دمياط الجديدة ب14 الف متر تسعي الامانة العامة للمستشفيات المتخصصة لإنشاء معهد أورام عليها. يوضح زيدان أن المعهد يعاني حاليا من نقص اعداد الممرضات ولكن مازال ينقصنا التمويل كما يعاني من نقص في الاطباء بسبب عدم توفر اعداد كبيرة من هذا التخصص الدقيق في مصر عموما, وتتم الاستعاضة عن ذلك بالتعاقد الخارجي او من خلال البروتوكول الموقع بين المعهد والجامعات. وناشد زيدان رجال الاعمال بالمحافظة المشاركةفي انشاء المبني الجديد, واشاد بإحدي السيدات التي تبرعت بمبلغ250 الف جنيه لشراء أحد الاجهزة الطبية ورفضت ذكر اسمها, وكذلك أحد المواطنين الذي قدم30 كرسي علاج كيماوي كتبرع ساهم كثيرا في تحسين الخدمة الطبية بالمعهد. أعلن زيدان أنه سيتوفر قريبا جهاز العلاج الاشعاعي بالمعهد الذي تبلغ قيمته22 مليون جنيه فور الانتهاء من إنشاء المبني الجديد وذلك بغرض التخفيف عن المرضي والذي يجدون مشقة كبيرة في للسفر إلي محافظة الاسكندرية لتلقي جلسات العلاج بها حيث ان الجهاز الموجود حاليا بالمعهد اصبح لا يستطيع تقديم الخدمة بكفاءة نظرا لأعداد المرضي المتزايدة. وعن اصعب حالة مرضية واجهها في عمله كمدير لمستشفي الاورام.. قال زيدان: جميع الحالات صعبة وأضاف أنه بمجرد علم المريض بطبيعة مرضه يواجه ازمة نفسية وصعوبة في استقبال حقيقة تشخيصه, ورغم ذلك فهناك نسب شفاء عالية جدا وخاصة بين مرضي سرطان الثدي والقولون في مراحله المبكرة, وهنا تأتي اهمية الكشف المبكر للاورام وضرورة نشر الوعي والثقافة لأهمية الكشف الدوري وملاحظة اي تغيرات مريبة بالجسم, ومن اهم علامات المرض الحرارة المزمنة حيث يكشف المرض الخبيث عن نفسه بحرارة تتجاوز38 درجة لفترة قد تتعدي الاسبوع دون اي استجابة لمخفضات الحرارة والمضادات الحيوية مع ظهور أورام صغيرة في الجسم وهزال ونقص واضح في الوزن. أما الدكتور طارق هيكل نائب مدير المعهد فقد فجر مفاجأة صادمة عن اسباب انتشار سرطان الكبد في دمياط خاصة ومصر عموما حيث يقول إن هناك اعتقادا سائدا لدي المصريين بأن السبب الرئيسي وراء مرض سرطان الكبد هو البلهارسيا, والحقيقة ان العقار الذي كان يتم استخدامه لعلاج البلهارسيا في الستينيات وحتي اوائل الثمانينيات كان هو المسبب الرئيسي لسرطان الكبد حيث اثبتت دراسات اجريت علي العقار انه يسبب تليف الكبد, كما كان انتشار الحقن الزجاجية سببا آخر للمرض. واضاف هيكل ان المرض يهاجم الانسان نتيجة لخلل في الجينات وقد يصاب الطفل الوليد بالمرض عن طريق الام وخاصة المدخنة. تقول ر.ج.ع16 سنة مريضة بالسرطان والتي تتلقي علاجها بالمعهد: إن المعهد يقدم افضل رعاية, وأشادت المريضة بمستوي النظافة وتعامل الممرضين والاطباء وأضافت ان المعهد يحتاج فقط إلي طبيب اطفال حيث انه لايوجد سوي طبيب واحد بالمعهد.