بعد تصاعد أزمة المصريين العاملين بليبيا جراء تواتر أنباء عن قيام التنظيمات المسلحة هناك بخطف25 عاملا من أبناء قرية الميمون ببني سويف. وتأكيدات أهالي الفيوم باختطاف عدد من أبنائهم بطرابلس وطلب الخاطفون فدية مقابل سراحهم. أجري الأهرام المسائي اتصالا هاتفيا مع رمضان زعير سائق أحد أبناء الفيوم العاملين بليبيا الذي قال إن وضع المصريين مزري للغاية, وطالب المسئولين بضرورة التدخل لإنقاذهم من الموت, مشيرا إلي أنه يختبئ بأحد المناطق بمدينة طرابلس, لافتا الي أن أي مصري يشاهد في الشوراع يتعرض للخطف أو الضرب المبرح, أو حتي الموت. وقال في الإتصال الهاتفي, هناك أكثر من1200 مصري وأغلبهم من الفيوم عالقون بمنطقة الشوك بطرابلس, وغيرهم آلاف في كل أنحاء ليبيا. وكان محافظ بني سويف قد أكد عدم وجود معلومات مؤكدة حول اختطاف عمال من قرية الميمون التابعة لمركز الواسطي بليبيا علي يد جماعات مسلحة. بينما طالب أهالي الفيوم بتدخل الدولة لإنقاذ أبنائهم المختطفين بليبيا, مشيرين الي أن الخاطفين طالبوهم بدفع فدية مالية لإطلاق سراح ذويهم. في بني سويف أكد المستشار محمد سليم محافظ الاقليم ل الأهرام المسائي أنه قام بالاتصال بوزير الخارجية المصرية وجميع الجهات الأمنية المسئولة للحصول علي معلومات مؤكدة حول ما تناولته المواقع والقنوات والصحف المصرية عناختطاف أكثر من25 عاملا من أهاليقرية الميمون التابعة لمركز الواسطي في ليبيا الا انه لم يتلق معلومات مؤكدة حتي هذه اللحظة عن صحة الواقعة, مشيرا الي أنه لم يقم أحد من الأهالي بالتقدم بأي بلاغات رسمية عن اختطاف ذويهم ومازالت التحريات من قبل أعلي السلطات جارية. وقال المحافظ نقوم باتخاذ خطوات استباقية سواء كانت المعلومات التي وردت مجرد شائعات أو معلومة صحيحة ولا ننتظر التعامل مع رد الفعل. وأضاف نقوم برصد الأحداث لحظة بلحظة وننسق مع جميع الجهات المسئولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة الي حين التحقق من المعلومة ونتعامل مع الموضوع بمنتهي الجدية. وكان أهالي قرية الميمون التابعة لمركز الواسطي شمال بني سويف قد أكدوا بأنهم تلقوا اتصالين هاتفيين يومي الاثنين والثلاثاء من أحد أهالي القرية العاملين في ليبيا يفيد اختطاف أكثر من25 عاملا من أبناء القرية واحتجازهم في حي أبوسليم بمدينة طرابلس. وقال الأهالي إن أحدا ممن تمكنوا من الفرار اتصل بأسرته يناشدهم الاستغاثة بالدولة مشيرين إلي أنهم لم يتمكنوا من التعرف منه علي الجهة التي اختطفت العمال وجاءت تلك الأحداث بعد توجيه مصر ضربات عسكرية علي بلدة درنة ردا علي قيام تنظيم داعش الإرهابي بذبح21 قبطيا مصريا من العمال علي سواحل مدينة طرابلس الليبية. وفي الفيوم يجلس الآلاف من المواطنين أمام شاشات التليفزيون وبجوار الهاتف في إنتظار سماع أخبار عن ذويهم الذين توافرات أنباء عن اختطافهم في ليبيا من جانب الجماعات المسلحة التي تتصدر المشهد هناك. عندما تتوجه إلي قرية منية الحيط التابعة لمحافظة الفيوم, ستجد بقايا حائط الميناء إسم القرية القديم حيث بني محمد علي باشا حائطا سميكا حول القرية لتخزين مياه بحر يوسف في أثناء فترة الفيضانات, بينما تنتشر لافتات كتب عليها شركة مصر- ليبيا لإلحاق العمالة بالخارج فما بين التاريخ والهجرة مئات السنوات. وفي منزل كبير مكون من4 طوابق جلس مجموعة من أهالي القرية يترقبون إتصالا من ذويهم بليبيا الذي يؤكدون لهم أنهم يتعرضون لترصد وإنتقام من جانب مجموعات ومليشيات مسلحة متشددة, وذلك عقب الضربة الجوية لتي قام بها الجيش المصري ردا علي ذبح21 قبطيا مصريا علي ايدي متشددين بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية داعش. وأكد الأهالي إن الضربات الجوية إقتصت لكرامة ودماء المصريين, ولكنها زادت من تدهور أوضاع المصريين العاملين هناك والذين يعيشون إما محتجزين, أو مختبئين أو في إنتظار الموت علي حد تعبيرهم. ويقول محمد شعبان عبد الكريم, كان يعمل سائقا بليبيا, أن ما يقرب من250 من أبناء الفيوم, خطفتهم مليشياتفجر ليبيا بعد ما اقتحموا أماكن سكنهم بمنطقة أبو سليم بطرابلس, وطلبت من ذويهم فدية للافراج عنهم, وأضاف أن هناك إثنين من أقاربي كانوا محتحزين ولكن خرجا بعد دفع الفدية. وأوضح عبد الكريم أن الميليشيات الاسلامية المتشددة دي بتنتقم من المصريين علشان الضربات الجوية للجيش. وإستكمل الحديث عماد محمد حسني,(39 سنة), أنا خالي وأولاده فقدوا بعد وصولهم ليبيا عن طريق مطار الابرق بعدة أيام, وعرفنا بعد كده أن الميلشيات خطفوا11 فردا من أبناء القرية أقاربي منهم, ودلوقتي هما مخطوفين من52 يوما, ولما إتصلوا عرفنا أن مليشيا صلاح البركي بمنطقة وادي الربيع بطرابلس هم من خطفوهم, مشيرا الي أن الأهالي تفاوضوا مع وسطاء ليبيين لدفع الفدية والافراج عن ذويهم إلا أن تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح ومازالوا مختطفين. وأكد محمد رجب سائق وكان يعمل في ليبيا, إن شخص قد خطف قبل قصف الجيش المصري لدرنة, علي يد ميليشات مصراتة وأن المختطفين طلبوا فدية4 ألاف دينار ليبي, مشيرا أن الشخص من قرية قلمشاه ويتم التفاوض حاليا لتحريره. وأضاف أن من يسيطر علي ليبيا حاليا هم أنصار الشريعة, قائلا دي مليشيات متشددة يدعون الاسلام, ويتمركزا في منطقة بوابة رأس لاونوف والبرمجة قرب مدينة سرت, وهما مش داعش.. ومافيش داعش في ليبيا. وأشار محمود شعبان زعير, العائد من ليبيا منذ2011 إلي إن ما يقرب من80% من شباب قريته يسافرون إلي ليبيا منذ عشرات السنين,, وقال إن الشاب عندما يتم18 أو20 عاما يتوجه إلي ليبيا من أجل أن يكون نفسه والزواج بعد أن أصبح من الصعب علي الشباب غير القادر كسب لقمة العيش في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر. وفجر شعبان مشكلة أخري تتمثل في أن العائدين من ليبيا, يتركون كل شئ وراءهم أموالهم وتجارتهم ومنازلهم, ليعودوا مرة أخري بين صفوف العاطلين, مطالبا الحكومة بصرف تعويضات للنازحين من ليبيا, مشيرا الي أن هناك ثلاث عائلات كيري بالقرية يسافرون إلي هناك بشكل مستمر حيث فقدت عائلة زعير مايقرب من15 من أبنائها.