لاتزال الصحف العالمية تسلط الضوء علي المظاهرات التي تنظمها حركة وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب والتي تعرف باسم بيجيدا, مشيرة الي انه علي الرغم من الاعمال الارهابية التي يقوم بها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق وكذلك قتله للطيار الاردني معاذ الكساسبة, وكذلك الهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة شارل إيبدو الفرنسية والذي اسفر عن مقتل12 شخصا, إلا أن ذلك لم يؤثر علي صورة الاسلام في اوروبا وهو ما ظهر جليا حينما خرج الآلاف في السويدوالمانيا تتقدمهم المستشارة أنجيلا ميركل في مظاهرات حاشدة للتعبير عن رفضهم لتلك الحركة المتطرفة التي نشأت في مدينة درسدن الألمانية وانتشرت سريعا لتوسع رقعتها في9 دول أوروبية رافعة شعار لا للاسلام والمسلمين. ومن جانبها فقد أكدت مجلة تايم الأمريكية ان تلك الحركة التي يتزعمها مدمن مخدرات يسمي لوتز باخمان, مشيرة إلي ان كراهية اعضائها لمسلمي أوروبا ليس له اي مبرر خاصة أن الأمر وصل بمؤسسيها الي الاقتداء بأفكار الزعيم النازي ادولف هتلر الذي ارتكب مذبحة الهولوكست بحق اليهود. وأشارت إلي أن خوف تلك الحركة من الزيادة الملحوظة في أعداد المسلمين في أوروبا دفعهم الي ارتكاب عدد من الجرائم الإرهابية كقتل الشاب الاريتري في المانيا وطعنه حتي الموت, وهو الامر الذي يهدد بدخول تلك الاقليات المسلمة في أوروبا واعضاء تلك الحركة في صراع سيروح ضحيته الكثير, خاصة بعد تعرض مساجد المسلمين في أوروبا للانتهاكات والحرق. وتري تلك الحركة التي تنتمي إلي اليمين المتطرف انها تنقذ القارة الأوروبية من شبح الاسلمة الذي يطاردها ولذا اراد مؤسسها ان يقتبس شخصية هتلر من جديد الا انه تعرض لانتقادات لاذعة اجبرته علي الاستقالة من الحركة التي شهدت مجموعة استقالات جماعية من قياداتها الذين اعترفوا بعداء الحركة الشديد والغير مبرر للمسلمين خاصة انها تسعي الي تصفيتهم وترحيلهم خارج أوروبا. وأكد المحللون أن الرفض الرسمي والشعبي لتلك الحركة يكشف عن تراجع التمييز ضد المسلمين وتراجع ظاهرة الإسلاموفوبيا التي انتشرت مؤخرا وكانت هاجسا بالنسبة للغرب.