لم يكن أشد المتشائمين قادرا علي التنبؤ بمجزرة جديدة بعد مذبحة بورسعيد التي كانت في فبراير منذ ثلاث سنوات حتي أتي فبراير آخر ليشهد كارثة كبري لم تكن في الحسبان علي الاطلاق خاصة أن المباراة بين طرفين أحدهما الزمالك الذي يملك قاعدة عريضة من الجماهير وانبي الذي لايسانده جماهير رغم منافساته المتلاحقة علي البطولات. الأهرام المسائي نجحت في الوصول الي أدق تفاصيل الكارثة ابتداء من وصول طاقم التحكيم والفريقين ومراقبي المباراة وحتي حدوث المجزرة وانتهاء برحيل الجميع من استاد30 يونيه واتخاذ قرار تجميد النشاط الكروي لأجل غير مسمي, المشهد الأول كان الحكم الدولي محمود البنا أول من وطأت قدماه من مسئولي المباراة حيث وصل الساعة الرابعة وعشرين دقيقة قادما من بلدته كفر الشيخ حتي يستريح قليلا في غرفة خلع الملابس وفوجئ بتواجد بعض الجماهير في المدرجات نحو ألف وخمسمائة مشجع ومن بعده الحكم المساعد السيد عبد الله من الاسماعيلية ثم الحكم الرابع أحمد توفيق من البحيرة ثم حضر الحكم المساعد وائل مصطفي من القاهرة في الخامسة والنصف وبصحبته سامي فاروق متخصص اللياقة البدنية للحكام ودخلا بصعوبة بالغة بعد اقناع الأمن أنهما ضمن طاقم التحكيم وأثناء الدخول هتفت بعض الجماهير ضد الحكام والمنظومة الكروية وسط كر وفر بين الجماهير ورجال الأمن وقنابل مسيلة للدموع لتفرق الجماهير التي كانت متواجدة في محيط الاستاد ثم حضر مراقبا المباراة محمد السكران من قبل لجنة المسابقات وسامي الطحان من قبل لجنة الحكام وهو رئيس لجنة حكام الدقهلية. المشهد الثاني نزل طاقم التحكيم في السابعة مساء لإجراء عملية الاحماء وكان في الملعب فريق انبي يجري عملية الاحماء استعدادا لانطلاق المباراة في السابعة والنصف ثم فوجئ الحكام بمراقب المباراة يخبرهم أن المباراة ستقام في الثامنة مساء بدلا من السابعة والنصف بعد الاتصال بعامر حسن رئيس لجنة المسابقات لتأخر وصول فريق الزمالك بسبب الكثافة الجماهيرية خارج الاستاد حيث استقل لاعبو الزمالك العربات المصفحة والمدرعة عندما أصرت بعض الجماهير علي منع أتوبيس الفريق من التحرك الي داخل الاستاد وهنا تراجع طاقم التحكيم عن اجراء الاحماء ودخلوا غرفة الملابس وأصر الجهاز الفني لانبي علي اثبات الموقف انتظارا للحصول علي النقاط الثلاث بعدما تأخر لاعبو الزمالك عن النزول لأرض الملعب وطلبوا من المراقب تطبيق اللائحة فأخبرهم أن المباراة تأجلت ثلاثين دقيقة وبالفعل وصل لاعبو الزمالك الي أرض الملعب في السابعة وأربعين دقيقة وأجروا الاحماء سريعا متزامنين مع طاقم التحكيم وسط آثار كثيفة من القنابل المسيلة للدموع حتي اشتكي لاعبو انبي من الوضع وطالبوا بإلغاء المباراة.