تعكس الاحتفالية التي نظمتها قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تحت عنوان السد العالي..55 عاما علي وضع حجر الأساس عدة دلالات سياسية واجتماعية لا تخطئها عيون المراقبين, فمصر اليوم تسير علي الطريق لإنجاز واحد من أبرز المشروعات القومية في القرن الحادي والعشرين وهو حفر قناة السويس الجديدة. كما أنها تتعرض في ذات الوقت لمصاعب ومخاطر تشبه إلي حد بعيد تلك المخاطر التي واجهتها ثورة يوليو المجيدة. حضر الاحتفالية كوكبة من الخبراء والمهندسين الذين ساهموا في بناء السد العالي وهم: اللواء المهندس رشدي عطية معاون قائد القوة الجوية, والمهندس يسري حسين والمهندس محمد صادق مقلد, والمهندس اللواء باقي زكي صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بضخ المياه.. وأدار اللقاء شريف جاد مدير المركز الثقافي الروسي. في البداية قال المهندس محمد مقلد أن السد العالي حقق مكاسب كهربائية للشبكة المصرية, خاصة أن المعدات التي تعمل به معدات روسية وكهربائية ب113 ونصف مليون جنيه بسعر ميسر. وقدم شريف جاد المهندس باقي زكي قائلا: لقد عشنا في وقت كان فيه خط بارليف سدا منيعا وكانت هناك صورة أنه غير قابل للهجوم, واستطاع شاب مصري أن يقهر فكرا صهيونيا طبقا لدراسات غير صادقة والشاب المصري الأسمر تحدي هذا الزعم واستطاع أن يضخ مياها ويهدم الساتر الترابي ويهزم العدو. وأشار المهندس باقي زكي إلي أنه استلهم فكرة تحطيم خط بارليف بالمياه من طريقة بناء السد العالي وقال: عرضت الفكرة علي سلاح المهندسين وكنت ضابط مركبات, وناقشت مع قادة العمليات هذه الفكرة وتحولت إلي واقع خاصة أن الحلول الأخري كانت مشاكلها أكبر.. وبدأ يهتم القادة بفكرتي حيث قاموا بعرضها علي هيئة العمليات وبدأ الموضوع يأخذ وضع النظريات الهندسية وتمت الموافقة عليها من قبل الرئيس أنور السادات, وتم فتح الساتر وتم السيطرة علي الضفة الغربية بحمد الله في حرب أكتوبر المجيدة. أما المهندس رشدي عطية فتحدث عن تأثير السد العالي علي مصر وكيف نقلها نقلة كبيرة علي كافة المستويات, لقد قدم34 ألف مهندس وفني وعامل من55 سنة القدوة والنموذج وأكدوا أن المصريين قادرون علي الإنجاز ولديهم العزيمة والإصرار وقادرون علي النجاح. وأضاف عطية أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, لم يبن السد العالي, وإنما الإصرار والتحدي هما من فعلوا, فالفرصة أتيحت للمصريين فقاموا بالإنتاج والعمل. وفي الختام قام الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب بمنح درع هيئة الكتاب لنائب رئيس جمعية السد العالي المهندس صبري العشماوي.