سلطت الصحف العالمية الضوء على الكلمة التى القاها العاهل الاردنى الملك عبدالله الثانى امس الأول التى تعهد فيها بحرب لا هوادة فيها ورد قاس على مسلحى داعش مؤكدا ان دم الطيار الاردنى الذى كان محتجزا لدى داعش "معاذ الكساسبة" لن يضيع هدرا. ومن جانبها تساءلت صحيفة هافنجتون بوست الامريكية هل يتورط الاردن فى حرب برية شرسة مع داعش؟ مشيرة الى ان التنظيم نجح فى الحرب النفسية التى مارسها ضد المملكة الاردنية مكتسحا فى جولته الاولى، مؤكدة ان تلك الجريمة قد تكون نواة لحرب برية شرسة مع المملكة خاصة بعد ان تعهدت بالثأر من قتلة الكساسبة وبالفعل كان رد الفعل سريعا اذ امرت المملكة بتنفيذ حكم الاعدام بحق ساجدة الريشاوى وزياد الكربولي. وأشارت الصحيفة الى ان الحادث البشع سيعزز من قبضة التحالف الدولى ضد داعش والمكون من 10 دول عربية ابرزهم مصر والسعودية والكويت والأردن والإمارات والعراق ولبنان وقطر والبحرين وعمان الى جانب اليابان التى اكد عدد من ساستها انها تسعى الى تعديل بعض مواد الدستور التى قد تمكنها من الانضمام الى التحالف الذى اكدت انه يجد صعوبة بالغة فى الحفاظ على وحدته خاصة بعد تعليق الامارات ضرباتها الجوية خشية تكرار سيناريو الكساسبة مع احد من طياريها. وتحت شعار "كلنا معاذ" خرج الالاف من الاردنيين الى الشوارع يهتفون انه لا سبيل اخر إلا الحرب مؤكدين ان بلادهم لها حق الدفاع عن نفسها، فى الوقت الذى اتهم فيه آخرون المملكة بالتقاعس وعدم الجدية فى المفاوضات التى كانت تجرى مع التنظيم حول الافراج عن الكساسبة مقابل الانتحارية العراقية ساجدة الريشاوى التى تم تجنيدها للقيام بعملية انتحارية فى احد فنادق عمان عام 2005 ويرى المحللون ان العملية السياسية فى الاردن انقلبت رأسا على عقب بعد مقتل معاذ اذ اكدوا ان الجريمة وحدت صفوف الاردنيين وان الشريحة الكبيرة التى طالما طالبت بالانسحاب من التحالف خوفا من الانجرار الى معركة ليست معركتهم ها هم يطالبون الان بخوض الحرب مع هؤلاء الارهابيين للانتقام والثأر للكساسبة، مشيرين الى ان التقارير التى ظهرت أخيرا وتؤكد ان الاردن سيعيد ترتيب اوراقه وانه يعيد النظر فى موقفه من التحالف ليست صحيحة لان هذا الحادث زاد الاردن اصرارا على موقفه الرافض للارهاب. وأكدت الصحيفة ان داعش قد يكون نجح بالفعل فى تحقيق كثير من الانجازات على ارض الواقع الا ان ذلك لن يستمر طويلا، مؤكدة ان قوات التحالف تستعد للقيام بخطوات تصعيدية قد تعجز عن اقتلاع جذور الارهاب فى الوقت الحالى الا انها ستكون موجعة وقاسية على التنظيم، مشيرة الى ان التنسيق بين القبائل والعشائر فى سوريا والعراق سيكون له ثقل كبير فى تلك الضربات وذلك يحتاج الى اتباع سياسة النفس الطويل. ومن جانبها فقد اكدت صحيفة نيويورك تايمز ان انسحاب الامارات من العمليات العسكرية للتحالف ضد داعش يضرب التحالف الدولى فى مقتل، معربة عن تخوفها من ان تحذو حذوها دول اخرى، مشيرة الى ان تصفية الكساسبة صدمت الاردنيين الذين صبت شريحة كبيرة منهم غضبها على الحكومة التى اتهموها بلعب دور محورى فى القضاء على داعش بعد ان امرت طيرانها بالتحليق فوق سوريا وضرب معاقل داعش وهو التحدى الكبير الذى كان يخشاه الملك عبدالله منذ سنوات.