تعتبر المباني الأثرية وذات الطابع المعماري الفريد والمتميز, وتلك التي ارتبط اسمها بوقائع تاريخية شاهدة علي تاريخ الأمم وحضارتها.. وتعد القصور التاريخية بمحافظة الدقهلية رمزا لعراقة وتاريخ هذه المحافظة وشاهدة علي أحداث مهمة مرت بها مصر في مختلف الحقب التاريخية.. ومع أهميتها وتفردها أهملتها الدولة ووزارة الآثار حتي باتت مرتعا للصوص وتحولت إلي خرابات مهجورة تسكنها اليوم والغربان والأشباح. ومن أهم تلك القصور قصر الشناوي الذي يقع علي شاطئ النيل بشارع الجمهورية وترجع حكايته- كما ترويها ثريا الشناوي الابنة الصغري لصاحب القصر- إلي مالكه المرحوم محمد باشا الشناوي, وعضو مجلسي الشيوخ والنواب في العهد الملكي, وكان صديقا مقربا للزعيم سعد زغلول باشا وقالت تم بناء هذا القصر عام1928 علي مساحة4164 م, وهو مكون من بدروم وطابقين وتم استيراد السلم الذي يربط بين الطابقين بكامله من إيطاليا, وهو من الخشب المعشق بدون أي مسامير وملحق به حديقة وملاعب والقصر تم تصميمه علي الطراز الإيطالي وتم تنفيذه بواسطة نخبة متميزة من المهندسين والعمال الإيطاليين. وأشارت إلي أن القصر حصل علي شهادة كأجمل قصر بني خارج إيطاليا بأيدي إيطاليين موقعة من موسيليني, وكان هذا القصر يلقب ب بيت الأمة حيث اعتاد الشناوي استقبال كبار الشخصيات السياسية أمثال الزعيم مصطفي النحاس به وكان به جناح خاص للنحاس باشا. وأضافت ثريا أنه بعد وفاة محمد الشناوي استمر النشاط السياسي بالقصر, حيث إن ابنه الكبير زكي بك الشناوي كان عضوا في البرلمان, والحزب السعدي وكان صديقا للنبيل عباس حليم. كما استقبل القصر محمود باشا النقراشي رئيس الوزراء في ذلك الوقت, وكذلك أحمد باشا ماهر, وقد حضر إبراهيم باشا عبد الهادي رئيس الوزراء ذلك الوقت جنازة المرحوم زكي الشناوي عند وفاته. وفي هذا القصر كما تقول ثريا الشناوي غنت كوكب الشرق أم كلثوم في حفل زفاف زكي بك الشناوي واستضاف الدكتور سعد الشناوي الموسيقار محمد عبد الوهاب مرات عديدة بالقصر حتي استلمته وزارة الآثار عام2000 لتحويله إلي متحف قومي بالمنصورة,قبل أن تتراجع عن الفكرة وتقوم بتحويله إلي مديرية للآثار يقيم بها الموظفون. أما ثاني القصور الشهيرة بالدقهلية فهو القصر الأحمر الذي عرفه الأهالي باسم القصر المهجور وهو أحد القصور المهملة بفعل فاعل, وحيث يقع في شارع المختلط ذلك الحي الأثري القديم الذي يزيد عمره علي المائة عام حتي أن مبانيه العريقة الأثرية أصبحت تروي لزوارها تاريخا منذ عهد الملك فاروق, وقد قامت الجالية اليونانية بتشييد معظم مبانيه. وللقصر حكاية توارثتها الأجيال من السكان المجاورين له, ملخصها أنه بعد وفاة أصحابه استخدمته كنيسة مجاورة له في حبس إحدي الراهبات المخطئات, و لكن الكنيسة نفت هذا الأمر والمدهش في الأمر أن وزارة الآثار التي تهتم بالآثار القديمة لا تعلم عن هذا القصر شيئا و لأن الوزارة تعتمد علي مواردها الذاتية حاليا فانها تقف عاجزة امام تلك القصور الاثرية لترميمها والاهتمام بها. تقول هالة مرعي ربة منزل و تقيم بالحي الاثري بجوار القصر الأحمر أبلغ من العمر76 عاما وهذا القصر قديم وعمره أكثر من100 سنة كان ملكا لشخص يدعي إسكندر رزق, وشكل القصر كان جميلا, ولونه كانت أحمر, لذا أطلقنا عليه القصر الأحمر وكانت له شبابيك بعدة ألوان ومكونا من3 طوابق وروف, وكان به حديقة كبيرة وخضراء تطرح فواكه وله سور خشبي لونه أحمر. وأضافت مرعي أنجب صاحب القصر3 أولاد, وبعد وفاة إسكندر ترك البيت لابنه الأكبر الذي عاش فيه مع أسرته. حتي أوائل الثمانينيات قبل أن يتوفي وتسافر أسرته بعدها إلي أستراليا وهجرت القصر ولم نعلم عنهم أي شيء وآلت ملكية القصر للكنيسة, فباعت منه300 متر من الجنينة لدكتور يدعي محمد خاطر فبني عليها بيتا كبيرا, وظل باقي القصر تحت إشرافها فترة طويلة, وكان طلبة الجامعات يترددون علي القصر لدراسة جماله وروعة تصميماته, ومنذ سبع سنوات أتي تاجر صعيدي ليهدم القصر ولكن وزارة الآثار علمت بالأمر ومنعته, فاستولي علي الشبابيك والأسقف والأبواب وسور الحديقة الخشبي ليلا, وكل ما يمكن حمله وترك القصر خرابة ومن وقتها والقصر أصبح مهجورا. أما عن قصر طوبار بالمنزلة, فكان يملكه المجاهد حسن طوبار زعيم المقاومة الشعبية في عهد الحملة الفرنسية, وأزالته الآثار وأقامت مكانه مدرسة ومكتبة ومحت كل تاريخه. ويقول السيد أبوزيد81 سنة موظف سابق عاصرت تلك المباني في أوجها حيث إنني من سكان منطقة ميت حدر وهي أصل المنصورة فهناك عدة دور مثل المبني الأثري( بنك الإسكندرية حاليا), وكان منزلا كبيرا لأحد الأساقفة الكاثوليك في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر, واستولي عليه الانجليز ثم تم تمصيره بعد ذلك,. ويقول هارون توفيق تاجر بمنطقة سوق الخواجات قائلا إن دار ابن لقمان شاهدا علي التاريخ وفجأة توالت الإنشاءات حولها حتي زحفت ملاصقة لها رغم أن دار ابن لقمان بشارع بورسعيد تأتي اهميتها التاريخية من كونها شهدت نهاية الحروب الصليبية بعد أن تم سجن لويس التاسع ملك فرنسا بها عقب أسره في معركة المنصورة في القرن الثالث عشر الميلادي. وتقع الدار في وسط مدينة المنصورة حيث اقيمت علي شاطئ النيل حينئذ ولكن بمرور الزمن ابتعد النيل عنها مسافة حوالي500 متر, وهي دار بنيت علي الطراز العربي القديم المكون من السلاملك والحرملك, ويرجع تاريخ بناء هذه الدار إلي أكثر من1100 عام, وكان يجاور هذه الدار عند بنائها مسجد كبير يطلق عليه مسجد الموافي نسبة للشيخ الموافي والذي تم ترميم ما بقي منه ولا يزال هذا المسجد موجودا للآن, ويقول السيد المهدي(90 سنة) أنا من سكان منطقة العباسي ومازال مسجد الصالح أيوب الذي بناه الملك الصالح أيوب وهو التحفة المعمارية بمدينتنا علي مر التاريخ ويقع بشارع الملك الصالح أول العباسي بالمنصورة. وعلي الرغم من تأخر القرار إلا أن اللواء عمر الشوادفي, محافظ الدقهلية, طالب رؤساء المجالس المحلية والمدن بالمحافظة, ولجنة القصور والفيلات, والإدارة الهندسية, لتفعيل القانون144 لسنة2006 الخاص بالعقارات والفيلات. وذلك باتخاذ الإجراءات القانونية والحازمة تجاه أي شخص يقوم بالتعدي علي القصور والفيلات الأثرية للحفاظ عليها من الهدم.