أصبحت الاستراتيجية العالمية التي وضعها الرئيس الامريكي باراك أوباما لمكافحة الارهاب في خطر علي خلفية الفوضي الطائفية التي اجتاحت اليمن أخيرا عقب استيلاء الحوثيين المدعومين من جانب ايران علي القصر الرئاسي, حيث كانت اليمن حليفا حيويا لواشنطن في مكافحة الارهاب. وذكرت شبكة( سي ان ان) الاخبارية الامريكية أن حالة عدم الاستقرار في اليمن ستعطي امتيازات لتنظيم القاعدة كي ينتعش من جديد بهدف المواجهة الطائفية مع الحوثيين. فلا يزال الوضع في اليمن يتسم بالتقلب وانعدام الاستقرار خاصة في ظل الانقسامات المعقدة واثارة الغرب للنعرات الطائفية والقبلية في الشرق الاوسط والذي بدأ من خلال دعم الشيعة في العراق ومن ثم انتقال عدوي الطائفية من دولة الي أخري مثلما الحال في سوريا والان في اليمن. وتكشف التطورات الاخيرة في اليمن عن فشل أمريكي فادح في حل الازمة في البلاد حيث عرضت واشنطن تدريب القوات اليمنية لمكافحة الإرهاب كما شنت أيضا حملة من الغارات بطائرات بدون طيار ضد قادة القاعدة في اليمن, بينما كان الرئيس اوباما يصف العمليات الامريكية في اليمن كمثال لعقيدة جديدة لمكافحة الارهاب والتي لا تعتمد علي ارسال قوات الي مستنقعات خارجية خطيرة, ولقد تعقدت الامور بشكل أكبر مع تقدم الحوثيين في اليمن وذلك نظرا لانهم يعارضون الحملة الامريكية ضد الارهاب وذلك علي الرغم من أنهم يعارضون القاعدة وهي العدو المشترك بينهم وبين واشنطن. إيران أمضت سنوات طويلة في نشر نفوذها في أنحاء المنطقة في مواجهة القوة السعودية, وهي حليف مهم للولايات المتحدة, وترعي طهران الآن أو تؤثر بشدة علي الحكومات أو القوي السياسية الرئيسية في سوريا ولبنان والعراق, وكذلك اليمن مما يجعل التعاون الامريكي الايراني بشأن قضايا المنطقة أمرا لا مفر منه. هذه الشبكة المعقدة من القوي القبلية والطائفية والتي تحرك الهرولة من أجل بناء التحالفات في اليمن انما تمثل المنطقة في صورة مصغرة وتعكس التحديات الهائلة التي تواجه المسئولين الامريكيين في البحث عن سياسة العمل في ظل كل التعقيدات السابقة. ولا شك أن الحوثيين سيصبحون طرفا في أي معادلة أمريكية داخل اليمن بعدما أصبحوا عنصرا لا يمكن اغفاله مهما كانت الكراهية المعلنة بين طهرانوواشنطن حيث ان تنظيم القاعدة يعد هدفا مشتركا للحوثيين وواشنطن مما يجعله نقطة البداية لوضع الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في اليمن, حيث تسعي الولاياتالمتحدةالامريكية لتجنب التعرض لافراد البعثة الدبلوماسية الخاصة بها او لاي من مواطنيها في اليمن مثلما حدث في ليبيا من قبل ولذا قامت باجلاء أفراد بعثتها الدبلوماسية علي الفور بينما تسعي لتواجد مستقبلي في البلاد من خلال خلق شريك يعمل معها في الداخل لمحاربة الارهاب بينما لا تتكبد الخسائر التي سبق وتكبدتها في العراق أو أفغانستان. ومن جانبها ذكرت مجلة( فورين بوليسي) المتخصصة في السياسة الخارجية الامريكية أنه مع بعض الاختلافات, هذه القصة المحزنة لعبت واشنطن نفسها في العراقوأفغانستان وليبيا والصومال وسوريا واليمن الآن, وفي كل حالة استخدمت الولاياتالمتحدة القوة العسكرية والعمل السري لمكافحة الإرهابيين وإعادة تنظيم السياسة في بلد بعيد, وفي كل حالة كان تدخل الولاياتالمتحدة يجعل الوضع أكثر سوءا,, ومع ذلك لا تعترف واشنطن باخفاقها. واجه الرئيس السابق علي عبد الله صالح العديد من التحديات نظرا لحكمه الثقيل الوطأة والفاسد بينما يبقي اليمن مجتمع قبلي حتي يومنا هذا, الي جانب أنه أيضا موطنا لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. [email protected]