في كفن أبيض بسيط سجي جثمان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز- في قبر بلا شاهد في مقبرة بالرياض سبقه إليها الكثير من رعاياه. وفي سيارة من سيارات الإسعاف بمدينة الرياض نقل جثمان الملك إلي مسجد الإمام تركي حيث اصطف زعماء وأمراء وشيوخ ورجال أعمال بارزون لأداء صلاة العصر قبل الصلاة عليه. ونقل الجثمان وسط الحشود علي محفة بسيطة وسجي أمام المصلين ثم حمله أقارب الملك إلي القبر الذي دفن فيه دون مراسم أخري. يختلف المشهد جل الاختلاف عن صورة الترف المتوقعة لملك يجلس علي عرش أكبر دولة مصدرة للبترول في العالم. فقد اتسمت حياة الملك عبد الله بالبساطة حتي أنه كان يفضل أن يمضي عطلاته في مخيم بالصحراء لا في قصور فخمة علي شواطئ البحر المتوسط. وعرف عنه أيضا أنه حد من مغالاة الترف بين بعض أفراد عائلته حين تولي السلطة وأصدر تعليمات للأمراء بأن يتحملوا دفع فواتير هواتفهم وحجز المقاعد مقدما علي طائرات الخطوط الجوية السعودية.. شركة الطيران الوطنية. في مقبرة العود نفسها التي دفن فيها الملك عبد الله أمس دفن من قبله أسلافه وإخوته دون شواهد تحمل أسماءهم. ودفن آخرون من أسرة آل سعود في مقابر بسيطة أيضا بمدن أخري بالمملكة. إلا أن اسم الملك عبد الله مرفوع علي الكثير من مباني المملكة.