"هريدى" ورفاقه

ينتمى أحمد الشهير بلقب "هريدي" لقبيلة بدوية لها عاداتها وتقاليدها الأصيلة التى تتعامل بها مع الآخرين وتحرص دائماً على أن تظل سمعتها طيبة بين الجميع،
وعندما يخرج أى فرد منها عن طبائعها الحميدة تلفظه ولا تعترف به، هكذا فعلت معه وقت أن بدأ الدخول فى عالم الاتجار بالمواد المخدرة وتركته بعد أن رفض الانصياع لكبارها بالبعد عن هذا المجال وأن يكسب قوت يومه بعرق جبينه وخلال فترة وجيزة أصبح معروفاً فى محافظات القناة والشرقية والقاهرة الكبري، وكان اللواء منتصر أبو زيد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعاً مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائى لمناقشة المعلومات الواردة لهما حول وجود بؤر لبيع المخدرات يتردد عليها الشباب المدمن من الجنسين لكى يحصلوا على احتياجاتهم من الحشيش والبانجو وكيفية غلقها وتحويل القائمين على شئونها للمحاكمات العاجلة للقصاص من أفعالهم الشريرة ضد المجتمع المحيط بهم.
على الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعى رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والرائد أحمد النمكى رئيس مباحث مركز الضواحى ومعاونيه النقباء محمود على ومحمد أسامة ومحمد جبر ودلت تحرياتهم أن أحمد الشهير بلقب "هريدي" 22 سنة عاطل رفض أن يعمل ويكد ويبحث عن رزقه بالحلال وفضل عندما اشتد عوده أن يسلك طريق الإجرام للبحث بأى وسيلة عن المال الحرام لتحقيق حلم الثراء الذى طالما تمناه، وأن يمتلك أراضى زراعية وعقارات وسيارات، اتفق مع أصدقاءه عبد الله 21 سنة عاطل وأحمد 20 سنة عاطل وحمادة 22 سنة سائق لكى يساعدوه فى جلب الحشيش والبانجو من محافظتى شمال وجنوب سيناء لترويجه فى الإسماعيلية وبورسعيد والسويس والشرقية والقاهرة الكبرى وتسليم البضاعة لعملائهم من تجار الكيف فى محل إقامتهم وأضافت التحريات أن المتهمين الأربعة عقدوا العزم على الاتساع فى تجارتهم لزيادة هامش ربحهم الذى يحصلون عليه من نشاطهم واضطروا للعمل ليل نهار وفتح علاقات جديدة فى أماكن متفرقة ودعوة مروجى المواد المخدرة والمدمنين للتعامل معهم دون غيرهم بعض أن قدموا لهم تسهيلات فى عمليات الدفع وجودة فى البضاعة وأشارت التحريات إلى أن أحمد الشهير بلقب "هريدي" يعد العقل المفكر لباقى أصدقائه يخطط لهم كيف يتحركوا والمناطق التى يستهدفونها ووقت تسليم المواد المخدرة لزبائنهم حتى يضمنوا عدم ملاحقتهم أمنياً. وبعرض التحريات على النيابة تم استصدار إذن لضبط الزعيم ورفاقه الثلاثة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين لمراقبتهم وعندما حانت ساعة الصفر تم مطاردتهم واستيقاف السيارة التى كانوا يستقلونها وتحمل رقم 5387 ط. أ. ع وبتفتيشها عثر على جوال بلاستيك بداخله 10كيلوجرامات من البانجو وفرش حشيش معدا للتسليم لأحد زبائنهم على طريق السويس الصحراوى وتم اقتيادهم لغرفة التحقيقات وسط حراسة مشددة وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفوا وبينهم زعيمهم هريدى بالاتجار فى المواد المخدرة بقصد التربح من ورائها وبعرضهم على إسلام عادل وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معهم تحت إشراف نبيل عباس رئيس نيابة مركز الإسماعيلية الذى أمر بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق .