توارت الشمس في نهاية اليوم وحل الظلام سريعا وخلت الشوارع من المارة وخيم السكون علي منطقة السلام شرق القاهرة وسط برودة الطقس وأثناء هذه الأجواء الفاترة... قطع الصمت صوت صراخ عال من أحد العاملين في تجميع القمامة بجوار سور مطحن شرق القاهرة حيث برزت فجأة رأس آدمية من داخل كيس بلاستيك وقد حاول العامل أن يكتشف ما بداخله خاصة بعد أن فاحت رائحة كريهة منه انتشرت في المكان سريعا وفجأة جحظت عيناه وأصابه الذهول والدهشة عقب رؤيته رأسا وأشلاء آدمية داخله.. بدأ أهالي المنطقة في التجمع بعد صرخات أطلقها عامل القمامة عقب إصابته بحالة هستيرية لاستبيان الأمر ومعرفة ما حدث ومصدر هذا الصراخ وما إن اقتربوا من العامل الذي تيبست أطرافه ولم يستطع الحراك وسقط علي الأرض من هول ما رأي وقام بعضهم بمساعدته في الوقوف علي قدميه حتي زكمت أنوفهم من الرائحة العفنة التي غطت المكان وما إن دلفوا برقابهم لرؤية مصدرها أصابهم الخوف والرعب بعد رؤيتهم لأجزاء آدمية من جثة لشخص مجهول تناثرت الأقاويل هنا وهناك بعد أن انتشر الخبر المشئوم بين أهالي المنطقة الذين بدأوا يرددون الإشاعات عن سبب مقتله سواء الثأر أو السرقة أو لخلافات مالية وبعد أن ذاع الخبر وصل إلي رجال المباحث بقسم شرطة السلام.. جلس المقدم محمد دويدار رئيس المباحث بين معاونيه يفحصون بلاغات الغياب التي وردت إلي القسم وعلي مستوي الأقسام بالقاهرة الكبري لتحديد شخصية الضحية التي ضاعت ملامحها من شدة التعفن حتي تبين ورود بلاغ لقسم الخانكة بمحافظة القليوبية بغياب أحد الأشخاص يدعي محمود حسن19 سنة يرتدي بنطال وقميصا يتطابق مع ما تم العثور عليه من ملابس المجني عليه في أحد الأكياس. بدأ رجال مباحث قسم السلام التنسيق مع مديرية أمن القليوبية ومصلحة الأمن العام لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها وبدأوا يجمعون المعلومات وينسجون خيوطهم حول أصدقاء المجني عليه والذين سردوا تفاصيل حياته بنشأته في أسرة فقيرة وعدم استكمال تعليمه واحترافه الاتجار في المخدرات بمنطقة الخانكة والإنفاق علي ملذاته الشخصية التي تتزايد يوما بعد الآخر وذاع صيته بالمنطقة بسوء سلوكه وأفعاله الملتوية وأن المدمنين بالمنطقة كانوا يترددون عليه لتوفير نصيبهم اليومي من الكيف وانه كان يتاجر الهيروين ويشاركه في تجارته شخصان هما مصطفي وعادل وبسؤالهما أقرا بأنه كان بصحبتهما منذ يومين وتلقي اتصالا هاتفيا من شخص يعمل سائقا وانه كان دائم التردد عليه لبيع المواد المخدرة وكان بينهما علاقة صداقة قوية واختفي بعد ذلك في ظروف غامضة.. بدأ رجال المباحث في الاستعانة بجميع معارف المجني عليه لمعرفة أوصاف الرجل الغامض الذي شوهد بصحبته حيث تبين انه يدعي عبد الواحد عبد الرشيد59 سنة سائق تم ضبطه وباقتياده الي ديوان القسم وسؤاله انهار بعد تضييق الخناق عليه وأجهش بالبكاء واعترف تفصيليا بارتكابه الجريمة وأكد أن السبب المباشر في وفاة نجلي هو محمود حسن الذي كان يتاجر في الهيروين وانه في أحد الأيام وقعت مشادة كلامية بينهما بعد أن حاول نجلي الحصول علي جرعة هيروين بدون مقابل وانه سيقوم بالاعتراف عليه باتجاره في المواد المخدرة إذا لم يقم بتوفير كيفه اليومي مجانا. كان اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة قد تلقي إخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغ لقسم السلام أول من الأهالي بالعثور علي جثه لذكر مقطعة إلي أجزاء داخل أكياس بلاستيكية بمنطقة غير مأهولة بالسكان بجوار سور مطحن قمح شرق القاهرة بدائرة القسم. بالانتقال والفحص بمعرفة العميد محمد فتحي مفتش مباحث السلام أمكن التوصل إلي شخصية المجني عليه. تم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواءان محمد توفيق مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية وعبد العزيز خضر رئيس مباحث قطاع الشرق ضم ضباط مباحث القطاع لكشف غموض الجريمة وضبط مرتكبيها.