ليست فاتن حمامة، التى غيَّب جسدَها مساء أمس موتُ لن يمنع بقاءها حية فى قلوبنا وأذهاننا جميعا، مجرد ممثلة كبيرة قدمت عشرات الأعمال الفنية الخالدة، ليست مجرد نجمة عالية لامعة تحتل أكبر مساحة من سماء تاريخنا السينمائى، وليست حتى مجرد سيدة للشاشات العربية كلها، بل هى جزء لا يتجزأ من حياتنا ويومياتنا، ومن وجدان هذا الشعب الذى تربت على يديه وفى فنائه، وشاهدها تكبر وتسطع يوما بعد الآخر أمام عينيه منذ أن كانت فى الخامسة وحتى تجاوزت الثمانين. ارتباط المصريين بها ليس إعجابا بممثلة تتألق على الشاشة أو نجمة جابت شهرتها الآفاق، بل حب حقيقى لواحدة منهم خرجت من بين صفوفهم لتعبر عنهم بصدق وتطرح قضاياهم فى كل لحظة مجيدة أو مريرة من تاريخهم العريق. احتضنوها طفلة تخاطب بشجاعة كبيرا فى قامة محمد عبد الوهاب، ووجدوها تنطق بأصواتهم وتعبر عن عهدهم الجديد حين التفوا حول ثورة جيشهم فى يوليو 1952 ، وبكت معهم بعد هزيمة 1967 ، واحتفلت معهم بنصر أكتوبر العظيم، وتعجبت مثلهم من انفتاح ومقاولات السبعينيات.. وحين انتفضت السينما المصرية لتفجر واقعيتها الجديدة المتمردة، كانت موجودة لتشارك جيلا جادا من السينمائيين تجربته، ويعلو صوتها بصرخته.. وكما زارها أهلها وذهبوا إليها كثيرا فى “بيوتها”، أى قاعات السينما، فقد ردت الزيارة ودخلت بيوتهم عن طريق التليفزيون. لها مكانة خاصة جدا فى قلب هذا الشعب العظيم لأنها لم تأت من وراء أى بحر قاصدة الشهرة أو المال، بل كانت دائما ابنته وابنة البلد المصرية التى تليق بها كل جلابيب وأزياء المصريات: فلاحة، صعيدية، جامعية، مهنية، ثائرة، مثقفة، مسئولة كبيرة، جاهلة بسيطة.. كانت – وستظل – أهم مرادف لكلمة “المصرية”. إذا ظننت أنها بطلة الميلودراميات الباكية المؤثرة، فستفاجئك بخفة دم آسرة فى أعمال كوميدية راقية، وإذا قلت إنها سيدة الدراما الجادة، فستجدها تغنى مع أساطين الطرب والموسيقى، وإذا خلصت إلى أنها رمز للواقعية، فسيدهشك أنها تشارك فى الفانتازيا والواقعية السحرية.. هى فى كل مكان وفى كل وقت حولك لأنها بدون مبالغة.. أنت. لا نرثيها ولا نودعها لأن مثلها لا يموت، سيغيب جسدها فقط، لكنها ستبقى بروحها السمحة وأعمالها الخالدة على قيد الحياة، فى كل مظاهر الحياة، لأنها – ببساطة – جزء لا يتجزأ من الحياة. ///////////////////// نجوم الفن يرثون سيدة الشاشة ب «الدموع » بكت مصر كلها مساء أمس، فلم يكن رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، مجرد خبر عابر لما لها من أعمال وبصمات فنية كبيرة على مدار مشوارها الفنى الحافل.. وبمزيد من الحزن والأسى لا يخلو من دهشة فجيعة الخبر تلقى الفنانون نبأ وفاتها مؤكدين أنها صنعت تاريخا لا يقل أهمية عن أم كلثوم وعبد الحليم والعديد من رموز زمن الفن الجميل . قالوا إنها لم تكن فنانة عادية، بل كانت أسطورة فذة ومختلفة بكل المقاييس، حيث ومن خلال تنوع أدوارها واختياراتها الفنية استطاعت مبكرا أن تتعامل مع مشاكل مجتمعها وتجسدها بأداء تمثيلى واسلوب عميق وراق ومتميز على الشاشة، فلقبها الجمهور والنقاد بسيدة الشاشة العربية . وأضافوا أنها كانت صاحبة رؤية ثاقبة فى كل القضايا والمشاكل التى يمر بها المجتمع،ومن هنا استطاعت أن تجسد هذه القضايا على الشاشة فقدمت عام 1977 فيلم أفواه وأرانب مع محمود ياسين وفريد شوقى ورجاء حسين وإخراج هنرى بركات لتناقش من خلاله مشكلة الانفجار السكانى التى كانت وما تزال تؤرق المجتمع لانها تلتهم الاخضر واليابس فى مسيرة التنمية، كما ناقشت فى أخر افلامها أرض الاحلام للمخرج داوود عبد السيد مشاكل الهجرة الى الخارج وتأثيرها على المجتمع المصرى . وأكد الفنان سامح الصريطى ان الفنانة فاتن حمامة توفت عن عمر يناهز الرابعة والثمانين امس اثر وعكة صحية ألمت بها منذ ايام ومالبثت ان لفظت انفاسها الاخيرة فى منزلها واعلنت اسرتها مساء امس خبر وفاتها وبرحيلها فقد الفن رمزا عظيما لا يقدر وفنانة اضافت للفن وقدمت نموذج للمرآة العربية والفنانة والانسانة التى جعلت من فنها رسالة . فجيعة وخسارة اما المخرجة انعام محمد على فأكدت ان رحيلها فجيعة وخسارة ولكنها ارادة الله.. وقالت: حالفنى الحظ للتعامل معها فى مسلسل «ضمير أبلة حكمت » وكانت آسرة على المستوى الانسانى، أما الفنى فلا يخفى عن الجميع ابداعها وعلى الرغم من ذلك كانت خلف الكاميرا دائمآ تستمع جيدآ بكل تواضع وهى سيدة الشاشة وامام الكاميرا تضيف وتبدع فهى مدرسة فنية بلاشك ونموذج للفنان الملتزم الذى يحترم فنه ويقدر مايقدمه وتضع على عاتقها مسئولية العمل وحريصة كل الحرص على متابعة ليست مشاهدها فقط بل العمل كله لانها تدرك اهميته والاهم تقدر جمهورها الذى اعطته فاستحقت عن جدارة سيدة الشاشة العربية. أستاذة وزميلة ويرى الفنان الكبير محمود ياسين ان رحيلها سيفقده استاذة وزميلة وصديقة فكانت ليست بعيدة عن زملائها على الاطلاق وتتقرب باسلوبها الانسانى واراقى وتسعد حينما يحصل زميل على جائزة او تقدير وتحرص على ان تكون اول المنهئين وقد شرفت بالعمل معها فى فيلمى الخيط الرفيع وافواه وارانب وهما من اروع ما قدمت فى مشوارى الفنى بل اعتبرهما علامة فارقة فى تاريخى وبرحيلها افتقد الاستاذة والزميلة والصديقة التى تصدقك الرأى وان اختلفت معك لا تجرح فكان لها اسلوب يزيدها روعة وجمال وتميز مثل ادائها المتميز الذى لن يتكرر إبداعات سينمائية تلقى الفنان عزت العلايلى « خبر وفاتها ببالغ الحزن والاسى، لكنها ارادة الله، وأشار الى « انه عمل معها فى فيلم « لا عزاء للسيدات « اخراج هنرى بركات ،وايضا شاركها فى الستينيات بفيلم ناطق باللغة الانجليزية بعنوان « القاهرة « مع الراحل كمال الشناوى والفنان الانجليزى المشهور « جورج ساندى، لافتا الى « ثقافتها العالية واخلاقها الدمثة، فقد تركت إبداعات سينمائية عظيمة منذ نعومة اظافرها، واثرت تاثير مباشرا فى هوية الشعب المصرى والعربى، ولا تقل اهمية عن العظماء ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش. مازالت موجودة وعلم الفنان يحيى الفخرانى بنبأ وفاتها من الأهرام المسائى حيث يتواجد حاليا فى زيارة خاصة لألمانيا، ولم يخف حزنه إلا انه قال هذه الفنانة لا نقدم فيها واجب العزاء لأنها على قيد الحياة دائما بفنها الراقى الذى بات تراثا وثقافة، وكان لى جانب كبير من الحظ حيث عملا معها أخر أفلامها «ارض الأحلام » عام 1993 للمخرج داوود عبد السيد وكانت هى من اختارتنى لهذا الدور ونلت عنه جائزة أحسن ممثل من الدورة الرابعة للمهرجان القومى للسينما المصرية. وأضاف أن أهم ملاحظة لى أنها تعمل دائما بروح وكأنها مبتدئة وتهتم لأدق التفاصيل وتعمل بجهد لا يتوفر لأحد، وقد حافظت خلال كل تلك السنوات على التواصل معها فكانت تتصل دائما للتعليق وإبداء رأيها فى أعمالى، كانت إنسانة راقية جدا فى كل سلوكها وذكية لأقصى درجة. صانعة الفن الجميل ويقول الفنان احمد بدير « فقدت مصر والعالم العربى نجمه الشاشة العربية فاتن حمامة خالدة الذكر، لكن لم انول شرف مشاركتها باية عمل فنى من ابداعاتها، ولفنها الصادق وعطائها المستمر لا استطيع انعتها الا احدى صانعى زمن الفن الجميل، حيث عملت مع كبار مخرجى السينما المصرية، وقد لقبت عن إجماع بسيدة الشاشة العربية، ومن أهم أفلامها «صراع فى الوادى، دعاء الكروان، إمبراطورية ميم، أريد حلًا، ليلة القبض على فاطمة »، كما قامت بعمل مجموعة من المسلسلات التلفزيونية القصيرة بعنوان «حكاية وراء كل ب اب »، تجميع فيما بعد فى فيلم سينمائى بنفس العنوان، كما قامت ببطولة بعض المسلسلات التلفزيونية الأخرى مثل «ضمير أبلة حكمت » عام « 1992 وجه القمر » عام 2000 . فاتن.. لن تنتهي وقالت الهام شاهين أنها فقدت أمها على المستوى الفنى فقد تعلمت منها الكثير.. وأضافت: أحببت الفن بسببها فهى القدوة الكبير لى ولأجيال كثيرة، سلعدتنى ورشحتنى فى اعمال كثيرة منها مسلسل “البرارى والحامول” الذى قدمته للاذاعة وطلبت منى ان اقدم الدور ذاته على الشاشة الصغيرة، هى فنانة وانسانة نادرة الوجود وهى استاذة للفن الراقى وسوف يتعلم منها كل الاجيال.. لن تنتهى فاتن حمامه وهى خسارةى للوطن العربى كله. أم روحية أجهشت الفنانة يسرا، بالبكاء، بعد سماعها خبر الوفاة وأكدت أنها تعشق كل أعمالها السينمائية، وأنها نغمة حقيقية، وأنها كانت الأم الروحية لها ولزوجها، وكانت دائماً راقية وسيدة مصرية حقيقية. مثل مشرف كما نعت الفنانة ليلى علوى، الفنانة الراحلة قائلة “البقاء لله وحده، وقد تفاجأنا بخبر وفاتها، وجميع الفنانين فى الوطن العربى كانوا يعتبرون الفنانة الراحلة مثلا أعلى ومثلا مشرفا يحتذى به، أنها لا يمكن أن تنسى الفنانة الراحلة وشهادتها حول أعمالها مثل فيلم “يادنيا ياغرامي”، وإشادتها بتميز هذا العمل وأسرة الفيلم، بالإضافة إلى تعليقها على مجموعة “حكايات وبنعيشها” خاصة “هالة والمستخبى، معربة عن أن جميع تعليقات وإشادات الفنانة الراحلة كانت إيجابية وبمثابة دفعة إلى الأمام لها. وأضحت ليلى علوى أن الفنانة الراحلة كانت مشرفة فى كل شىء سواء على المستوى الإنسانى أو الأخلاقى، فهى كانت مثلا مشرفًّا يحتذى به دائما حتى بعد رحيلها. //////////////////// «الأهرام المسائى ».. آخر من حاورها رغم أن الموت شيء لا يعلمه الا الله الا اننى كم كنت أتمنى معرفة موعد وفاة سيدة الشاشة العربية وأميرتها الفنانة فاتن حمامة الذى تصادف أننى تحدثت معها يوم الأربعاء الماضى 14 يناير لتهنيء جريدة الأهرام المسائى بعيد ميلادها الرابع والعشرين وتتجاوز المكالمة خبر التهنئة ليتطرق حديثنا الذى لم يتجاوز الخمس دقائق عن حال البلد ومدى شعورها بالإطمئنان خلال الفترة الحالية بعد فترة عصيبة شعرت فيها بالقلق على كل شيء على بلد شهدتها فى كل مراحلها حربا وسلاما. جاءت فكرة الحوار مع الفنانة الراحلة كنوع من تقديرنا لقيمة ما قدمته خلال رحلة عطاءها الفنى على سنوات طويلة فكان فخر لنا أن تكون واحدة من أبرز من يهنئون الأهرام المسائى فى عيد ميلاده من خلال نشر حوار مطول معه، حيث تحدثت معها الا انها برقتها المعهودة وأسلوبها الراقى اعتذرت عن أجراء مقابلة معها نظرا لإصابتها بدور برد لعين لم تستطيع التخلص منه على مدار شهرين فكلما تخلصت منه يعاود هجومه مرة أخرى لتدخل فى هذه الدوامة، ولكنها فى الوقت ذاته رفضت أن تخذلنى لاعود بخفى حنين، واقترحت أن يتم تأجيل الحوار الى وقت لاحق لكى تكون استطاعت أن تستعيد صحتها وتصبح قادرة على إجراء لقاء صحفى، فوافقت ولكننى أصررت على أن تكون حاضرة على صفحات الجريدة يوم 17 يناير، وجاء الاتفاق على أن يتم الاكتفاء بمكالمة هاتفية تهنيء الأهرام المسائى ونتحدث عن بعض الأمور فى السياسة والفن، لكنها اعتذرت أن يكون الان وطلبت منى ان اكلمها غدا وان تكون المكالمة بعد الرابعة عصرا. تحدثت معها فى الموعد المتفق عليه وجاء صوتها كما عهدناه وكأننى استمع اليها فى احد افلامها القديمة رغم ما تمر به من ظروف صحية بدأت حوارى معها بسؤالها عن مدى متابعتها للصحف ودور الصحافة الا انها رفضت الاجابة عن هذا السؤال مؤكدة انها ليست خبيرة فى هذا الشأن لكى تتحدث عنه ولا تستطيع الحديث الا عن الأعمال الفنية فقط. وأشارت إلى أنها لا تتابع حاليا سوى القنوات الإخبارية مثلها فى ذلك مثل باقى المواطنين الذين يجلسون بشكل مستمر أمام التليفزيون لمعرفة ومتابعة ما يحدث فى بلادنا والعالم بشكل عام والاطمئنان على أحوالنا، فهذا ما يأخذ عقل الناس فى الوقت الحالى وأنا أولهم. وتابعت قائلة: من خلال متابعتى للأخبار والاطمئنان على مصر، أقول الحمد لله نمسك الخشب نحن أفضل بكثير مما مضى، فنحن اليوم لدينا إحساس ع ام بالاطمئنان، وهو شعور بدأ يصل لكل الناس، ولا أنكر أننى فى فترات سابقة خلال الأعوام الماضية قلقت على البلد بشدة مثل باقى المصريين حيث كانت هناك حالة قلق مستمرة تسيطر علينا ولكن نحمد الله أنها عدت على خير. وأشارت إلى أن مشروعا كبيرا مثل قناة السويس الجديدة كان الإعلان عنه بداية الفرحة الحقيقية، فهو مشروع كبير وحاجة هايلة لصالح البلد وأدع و الله أن يتحقق وبمجرد أن تسنح لى الفرصة لن أتردد فى زيارة هذا المشروع المهم عقب افتتاحه.. ثم تكمل بضحكتها الرقيقة: الجو برد وصحتى مشى قوى. وعن حنينها للعودة إلى التمثيل مرة أخرى قالت فى رأيى أن الفكرة هنا غير مرتبطة بالحنين إلى التمثيل من عدمه أو مجرد تقديم عمل فنى جديد فقط، ولكن الأمر هنا مرتبط بتقديم شيء جيد ومميز جدا للعودة من خلاله، ووقتها فقط سأشعر بأن لدى الرغبة فى تقديم عمل فنى جديد. انتهى هنا حوارنا مع الفنانة الكبيرة رحمها الله، ولكن ستبقى أعمالها خالدة فى وجدان كل العالم العربى الذى يبكى الان فراقها. ////////////// المشوار ولدت فاتن أحمد حمامة فى 27 مايو 1931 فى السنبلاوين أحدى مدن الدقهلية فى مصر وذلك حسب سجلها المدنى لكنها وحسب تصريحاتها ولدت فى حى عابدين فى القاهرة، وكان والدها موظفا ف ى وزارة التعليم. ب دأت ولعها بعالم السينما فى سن مبكرة عندما كانت فى السادسة من عمرها عندما أخذها والدها معه لمشاهدة فيلم فى إحدى دور العرض فى مدينتها. وعندما فازت بمسابقة أجمل طفلة فى مصر أرسل والدها صورة لها إلى المخرج محمد كريم الذى كان يبحث عن طفلة تقوم بالتمثيل مع الموسيقار محمد عبد الوهاب فى فيلم “يوم سعيد” ) 1940 (، وأصبح المخرج محمد كريم مقتنعا بموهبة الطفلة فقام بإبرام عقد مع والدها ليضمن مشاركتها فى أعماله السينمائية المستقبلية، وبعد 4 سنوات استدعاها نفس المخرج مرة ثانية للتمثل أمام محمد عبد الوهاب فى فيلم “رصاصة فى القلب” ) 1944 (، ومع فيلمها الثالث “دنيا” ) 1946 ( استطاعت من إنشاء موضع قدم لها فى السينما المصرية وانتقلت العائلة إلى القاهرة تشجيعًا منها للفنانة الناشئة ودخلت حمامة المعهد العالى للتمثيل عام 1946 . لحظ يوسف وهبى موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته فى فيلم “ملاك الرحمة” ) 1946 (، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة فى حياتها وهى الميلودرام وكانت عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها. واشتركت مرة أخرى فى التمثيل إلى جانب يوسف وهبى فى فيلم “كرسى الاعتراف” ) 1949 (، وفى نفس السنة قامت بدور البطولة فى الفيلمين “اليتيمتين” و”ست البيت” ) 1949 (، وحققت هذه الأف الم نجاحا عاليا على صعيد شباك التذاكر. قامت بدور البطولة فى فيلم “لك يوم يا ظالم” ) 1952 ( الذى اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم فى مهرجان كان السينمائى. وكذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج يوسف شاهين “بابا أمين” ) 1950 ( ثم فى فيلم صراع فى الوادى ) 1954 ( الذى كان منافسا رئيسيا فى مهرجان كان السينمائى. كذلك اشتركت فى أول فيلم للمخرج كمال الشيخ “المنزل رقم 13 ” الذى يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض. فى عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة فى الفيلم السياسى “لا وقت للحب” ) 1963 ( دورها فى السينما العربية قبل مرحلة الخمسينيات ظهرت فى 30 فيلما وكان المخرجين يسندون لها دور الفتاة المسكينة البريئة، ولكن كل هذا تغير مع بداية الخمسينيات، حيث بدأت فى الخمسينيات ونتيجة التوجه العام فى السينما المصرية نحو الواقعية بتجسيد شخصيات أقرب إلى الواقع ففى فيلم “صراع فى الوادي” ) 1954 ( جسدت شخصية مختلفة لابنة الباشا فلم تكن تلك الابنة السطحية لرجل ثرى وإنما كانت متعاطفة مع الفقراء والمسحوقين وقامت بمساندتهم، وفى فيلم “الأستاذة فاطمة” ) 1952 ( مثلت دور طالبة فى كلية الحقوق من عائلة متوسطة وكانت تؤمن إن للنساء دورًا يوازى دور الرجال فى المجتمع، وفى فيلم “إمبراطورية ميم” ) 1972 ( مثلت دور الأم التى كانت مسؤولة عن عائلتها فى ظل غياب الأب، وفى فيلم “أريد حلا” ) 1975 ( جسدت دور امرأة معاصرة تحاول أن يعاملها القانون بالمساواة مع الرجل، وفى عام 1988 قدمت مع المخرج خيرى بشارة فيلم “يوم حلو يوم مر” ولعبت فيه دور أرملة فى عصر الانفتاح والمبادئ المتقلبة وتحمل هذه الأرملة أعباء ثقيلة جدا دون أن تشكو وكلها أمل بالوصول إلى يوم حلو لتمسح ذاكرة اليوم المر. ويرى معظم النقاد أنها وصلت إلى مرحلة النضج الفنى مع فيلم “دعاء الكروان” ) 1959 ( ، ومن هذا الفيلم بدأت بانتقاء أدوارها بعناية فتلى هذا الفيلم فيلم “نهر الحب” ) 1960 ( الذى كان مستندًا على رواية ليو تولستوى الشهيرة “آن ا كارنينا” وفيلم “لا تطفئ الشمس” ) 1961 ( عن رواية إحسان عبد القدوس وفيلم “لا وقت للحب” ) 1963 ( عن رواية يوسف إدريس. ////////////// جوائز وأوسمة أحسن ممثلة مصرية لسنوات عديدة شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية عام 1999 جائزة نجمة القرن من جمعية كتاب ونقاد السينما عام 2000 وسام الأرز من لبنان ) 1953 - 2001 ( وسام الكفاءة الفكرية من المغرب الجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001 ميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر ميدالية الشرف من قبل محمد أنور السادات ميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثانى بن محمد ميدالية الشرف من قبل إميل لحود وسام المرأة العربية من قبل رفيق الحريري /////////////// اليوم الأخير لم تكن أيامها الأخيرة مختلفة عما سبقها من أيام، حيث كانت فى صحة جيدة وتتمتع بروحها المرحة الجذابة الأنيقة.. أمس الأول لبت دعوة على الغداء وعادت إلى المنزل فى السادسة مساء لتوفى موعدا التزمت به مع مديرة مهرجان المنصورة السينمائى امتد حتى الثامنة مساء. أما فى يوم الأمس، فقد ذهبت إلى النادى لتتمتع ببعض الشمس وعادت إلى المنزل بعد فترة الظهيرة ولم تمكث ساعتين حتى أصابها هبوط حاد فى الدورة الدموية وتم استدعاء أطباء من مستشفى دار الفؤاد أكدوا أنها توفت على اثره مساء أمس.