كثيرا مايتعارض الاسم مع الصفة..فهذا جميل يفتقر للجمال..وذاك باسم..لايعرف غير العبوس والتجهم..إلا سعيد..فقد تطابق اسمه مع الصفة..منذ زواجه بامرأة..جمعت بين الجمال ورجاحة العقل وهما نادرا مايجتمعان..منحتعه أجنحتا القوية..وأعانته علي التحليق معها..حيث الفردوس..وثمر الليمون..ورائحة النعناع.. بشوش الوجه..يشبع البهجة حوله..لايمكن أن تمسك به قلبا.. بالعبوس والتكدس..حين يسألونه عن سر سعادته..؟ يضحك ولايجيب قليل الكلام..قليل الاسراف في المدح..الذي يراه تملقا يرفضه..يوزع الابتسام بالتساوي علي الزملاء..يزن الأمور بدقة متناهية..محبوب من الجميع..لايدخر وسعا في حل مشاكلهم..في سعة ورحابة..ناجح في عمله..يقولون وراء كل عظيم امرأة..تدفع به الي الامام..لايدرون أنها لاتستطيع اللحاق به.. وهي في عراك دائم مع الرجل..تفلح حينا..وتخيب أحيانا.. نجح الرجل في إلصاقها علي لوحة الاعلانات..وفوق أغلفة المجلات..وزحزحها قليلا ليتصدر المشهد..ويصبح أشهر طباخ في العالم رجل.. وكذلك أشهر مصمم أزياء وهي مهن تجيدها المرأة..وسرقها الرجل.. الجميع في المصلحة..المتزوجون مثل سعيد..والمتشابهة ظروفهم معه..يحلمون بفتات السعادة..وتذوق قطرة من الشهد الذي يتناوله سعيد ممزوجا بالشاي كل صباح..في مخه الاشراقة والبهجة وجوهم تفيض تعاسة..وكآبة.. فتطبع بيروقراطية عقيمة في تعاملهم مع الناس دون قضاء حوائجهم..الناس لديهم كل العذر..وهم يبحثون عن سعيد.. البشوش الطيب الذي يقضي مصالح الناس فوق طبق من الابتسام. سريعا مايصعد الي السماء لم يفلح أحد في معرفة سر سعادته..!! قالوا: إنها الاقدار التي ألقت إليه باامرأة تذيب الجليد..وتنشر الارتياح..لم تلقي له الأقدار مثلنا بناء..جئن من أكوام الرماد والهشيم كرات من اللهب والشوك..الجميع وقع ونظرهم علي فريد..الصديق الأقراب لسعيد الذي يمكنه بقليل من المراوغنة التي يتقنها..معرفة سرسعادته واخبارهم بها مد فريد قرون الاستشعار..ومارس هوايته في تلذذ بالغ.. قائلا لسيد: أنت تعرف أنني غير موفق في زواجي.. وأسألك ياصديقي النصح والارشاد. كلنا نعرف ان لديك زوجة..عاقلة تقودك لصواب الأمور..وأنت تأخذ برأيها..وتمتثل لنصحيتها وحكمتها..وهي وراء سعادتك.. هذا صحيح..أليس كذلك..؟! أجاب سعيد: نعم يعود الفضل لسعادتي لزوجتي.. التي كلما نصحتني شيئا..أتيت عكسه. محمد محمد غدية المحلة الكبري [email protected]