أيام قليلة وتنتهي امتحانات الفصل الدراسي الأول للجامعات والمدارس ليبدأ بعدها موسم السياحة الداخلية الشتوية في أسوان والأقصر ولأن الطقس في القاهرة والوجه البحري غاية في السوء علي العكس تماما منه في أسوان, حيث الدفء والشمس والمناظر الخلابة فإن العاملين في مجال السياحة يعولون علي إجازة نصف العام المقبلة لإنقاذهم من حالة الركود الشديد التي يعانون منها. وطالب السياحيون في المحافظة بسرعة الانتهاء من الاستعدادات الخاصة كما طالبوا برصف الطرق الداخلية وتجميل ميدان المحطة, كما طالبوا بإعادة فتح مقبرة أغاخان بالبر الغربي بعد إغلاقها سنوات طويلة بفرمان من الأمير كريم أغاخان, علي خلفية ما يجري حول المقبرة من ضوضاء وإزعاج ينتهك قدسية الموت. يقول أحمد علوب مدير أحد الفنادق السياحية بأسوان إن الموسم السياحي الآن أصبح مختصرا في شهر واحد هو إجازة نصف العام الدراسي, حيث نعاني أشد المعاناة من الركود وانخفاض نسبة الإشغال التي أجبرت أصحاب الفنادق علي تسريح العمالة وخفض الرواتب, وأضاف أن رجال السياحة يأملون في أن تكون السياحة الداخلية هذا العام منتعشة لتعويض مايمكن تعويضه من خسائر وهو مايحتاج إلي تعاون وتنسيق مابين الجميع مواطنين ومسئولين. وأشار جادو عبدالوهاب خبير السياحة في أسوان إلي أن نجاح الموسم السياحي الداخلي سيكون رسالة إلي العالم بعودة الاستقرار إلي جنوب مصر كما سيكون مؤشرا جيدا لما هو قادم من سياحة أجنبية, خاصة بعد أن رفعت دول كثيرة الحظر الذي كان مفروضا علي السفر إلي الجنوب, وأوضح جادو أنه بات مطلوبا من أجهزة المحافظة والمحليات الاستعداد الجيد لاستقبال ضيوف المحافظة, فلا يعقل أن تكون شوارع أسوان السياحية غير ممهدة وفي حاجة إلي الرصف, كما لايعقل أن تكون واجهة المدينة الممثلة في ميدان المحطة بهذا الشكل العشوائي الذي يفتقد اللمسة الجمالية والإنارة والتشجير والنظام وحول المزارات الأثرية في المحافظة تحدث أشرف مختار عضو غرفة السياحة ووكالات السفر بأسوان مطالبا بإعادة فتح مقبرة الأغاخان أمام الزائرين بعد أن تم إغلاقها منذ سنوات طويلة, فالزيارة وكما يقول هي حق أصيل للمصريين والأجانب وهي إضافة للبرنامج السياحي في أسوان. ويتدخل عوض مركب من أبناء جزيرة هيسا قائلا إن المزارات في أسوان متعددة ومتنوعة ولكن للأسف تتوقف فقط عند المسلة الناقصة ومعبد فيلة والسد العالي وفي بعض الأحيان في أبو سمبل, ويضيف هناك مزارات أخري مهمة ولكنها للأسف مهملة ومنها معبد كلابشة ومقابر النبلاء ومعابد كوم أمبو وإدفو وحور محب في جبل السلسلة, بالإضافة إلي السياحة الطبيعية التي من المفروض أن تكون علي قمة الأجندة السياحية في أسوان مثل جزر سهيل وقرية غرب سهيل وأيضا جزر هيسا وتنقار وبيجا خلف خزان أسوان القديم ورحب مؤمن محمد صاحب بازار سياحي ببدء موسم السياحة الداخلية التي أصبح ينتظرها أصحاب البازارات كل عام بفارغ الصبر, وقال إن السوق السياحي في حاجة إلي إعادة تأهيل سريع باعتباره المقصد الأول لضيوف المحافظة الذين يحرصون علي شراء المنتجات الأسوانية الشهيرة, خاصة أن هناك أجزاء كبيرة من السوق في حاجة إلي إعادة تركيب الأرضية الجرانيتية التي دمرتها شركة الغاز وقت توصيل الخطوط وتعهد بتشكيل لجنة من شباب العاملين لضبط أي متسولين أو خارجين علي القانون من شأنهم الإساءة للسوق. من جانبه أكد اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان الانتهاء من تجهيز الطرق المحيطة بالمزارات السياحية ومنها معبد فيلة والمسلة الناقصة والمتحف النوبي, وقال إنه سيتم خلال ساعات بدء العمل في تجميل منطقة ميدان المحطة بعد أن وجه مسئولو الوحدة المحلية لمدينة ومركز أسوان بذلك, وطالب المحافظ جميع العاملين في مجال السياحة بضرورة استغلال هذه الفترة لتأكد استقرار الأوضاع في المحافظة وهو ما سينعكس علي السياحة الخارجية التي من المتوقع أن تعود إلي معدلاتها خلال الشهور القليلة المقبلة, مؤكدا أن ثقته في أبناء أسوان بلا حدود...