علي ضفاف النيل وفي هضبة تطل علي أجمل مواقع أسوان الطبيعية تظل مقبرة أغاخان أحد أهم المعالم السياحية للمحافظة, كما تظل شاهدة علي أروع تلاحم ما بين الجسد والروح للاغاخان وزوجته أم حبيبة وهما اللذان عاشا أروع قصص العشق في حياتهما ودفنا معا في مقبرتين متجاورتين ليظل التواصل قائما بينهما حتي في العالم الآخر وإلي فترة قريبة كانت مقبرة أغاخان أحد العناصر الاساسية للبرامج السياحية, والتي من خلالها أقيم العديد من البازارات السياحية بالمنطقة كأحد أبواب الرزق للشباب, ولكن ونظرا للتجاوزات غير اللائقة من بعض الأفواج السياحية الداخلية, وعدم مراعاة قدسية المكان اتخذت البيجوم أم حبيبة قرارا قبل وفاتها في عام2000 بمنع الزيارات السياحية للمقبرة مما ترتب عليه إغلاق جميع هذه البازارات, ومع الامتداد السياحي البيئي لمنطقة غرب سهيل المتاخمة للمقبرة ووجود دير الأنبا سمعان كمزار سياحي ديني, وارتباط المنطقة بسياحة الطبيعة الخلابة يجدد أهالي المنطقة, وأصحاب البازارات المغلقة نداءهم للاغاخان الجديد الأمير كريم بإعادة فتح المقبرة للزيارات السياحية مع وضع الضوابط والشروط التي تراعي قدسية المكان وحرمته. في البداية يقول المرشد السياحي عمرو عبد القادر نصير: إن المقبرة الشهيرة التي تزين البر الغربي بدأ إنشاؤها في عام1957 بناء علي وصية الاغاخان محمد شاه زعيم الطائفة الإسماعيلية التي يصل عددها إلي نحو25 مليون شخص ينتمون إليها, حيث كان يعالج في المنطقة نفسها من مرض الروماتويد, والذي شفي منه بعد دفنه في الرمال, وفي عام1959 ودعت أسوان الاغاخان في جنازة رسمية مهيبة تكررت مع وفاة زوجته أم حبيبة في يوليو عام2000. وتعود قصة تعارف البيجوم بالاغاخان إلي الثلاثينيات عندما شاهدها في فرنسا في أحد عروض الأزياء, حيث كانت تعمل وإسمها الحقيقي إيفيت لابدوس, وبعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا عشقها الاغاخان من النظرة الأولي, وعرض عليها الزواج, وكان عمره68 عاما فوافقت علي الفور بعد أن بادلته الحب بأكثر مما كان يعشقها وتزوج العشيقان في حفل زفاف أسطوري, وقدم لها مهرا مليون فرنك فرنسي لتتحول عارضة الازياء إلي إمبراطورة متوجة علي عرش الطائفة الإسماعيلية بإسم أم حبيبة. وأثناء وجود الاغاخان في رحلته العلاجية بأسوان بني لها قصرا فخما أسفل المقبرة كانت تحرص علي الاقامة فيه سنويا حتي بعد وفاته, ومن خلاله كانت حريصة علي زرع الورود الحمراء التي كان يحبها, وكانت حريصة أيضا علي أن تضع وردة حمراء علي قبره يوميا في إناء فضي يتبادل وضعها الحراس في حالة غيابها عن أسوان. ويقول محمد عبد الوارث أحد العاملين بالبر الغربي في مجال السياحة: لا أحد يستطيع أن ينكر فضل البيجوم أم حبيبة علي الأعمال الخيرية في أسوان, حيث كانت دائما ما تسهم في بناء الوحدات الصحية والمدارس والمستشفيات, كما كانت دائمة التبرع لجميع الفقراء من سكان الجزر المحيطة, ولها قسم خاص بمستشفي أسوان التعليمي يحمل اسمها نظير قيامها بإنشائه ودعمه بالاجهزة الفنية, ويضيف أن العديد من العاملين في التسويق السياحي والبازارات قد تأثروا تأثرا شديدا بغلق المقبرة أمام السياح لمدة10 سنوات, وآن الآوان لكني يستجيب الأمير كريم بفتحها كمزار سياحي عالمي تحرص الأفواج علي زيارته. ويقول أحمد مصطفي عضو المجلس الشعبي لمحافظة أسوان: إن إعادة فتح المقبرة أمام السياحة ستضيف عنصرا مهما من عناصر البرنامج السياحي بعد أن غاب لفترة طويلة. وفي الوقت الذي قال فيه رئيس لجنة السياحة بالمجلس فتحي حسين: إن التجاوزات التي كانت تحدث حول وداخل المقبرة الفريدة من نوعها مرفوضة شكلا وموضوعا باعتبار أن للمكان قدسيته, وللموت حرمته وجلاله إلا أنه يري مخاطبة وزارة السياحة للتفاوض مع الأمير كريم أغاخان زعيم الطائفة الإسماعيلية, ونجل الاغاخان الأكبر لاعادة فتحها بضوابط محددة تحظر اصطحاب أي أدوات لهو, وغيرها حتي تعود للموقع مكانته السياحية والتسويقية, خاصة بعد أن تم ربطه بالسياحة البيئية بمنطقة غرب سهيل, ودير الانبا سمعان, فهل يعيد الأمير كريم الروح لهذه المنطقة مرة أخري؟.