بماذا كان سينصحنا رسولنا الكريم ونبينا المعصوم صلوات ربي وتسليماته عليه لو كان بيننا الآن وشاهد كل هذا التمزق والتخرب, وتردي الأخلاق وإراقة الدماء؟! وإلي أي شيء كان سيوجهنا؟! وبأي نصيحة كان سيتفضل بها علينا؟! في البداية يقول الشيخ محمد عبيد كيلاني مدير إدارة المساجد الأهلية بوزارة الأوقاف لو كان صلي الله عليه وسلم حيا بيننا الآن لوجهنا إلي الحب في الله لأن الانسان إذا ما أحب أخاه الانسان, وتحقق له ذلك الحب فلا تري إلا الرحمة والرأفة لقوله تعالي محمد رسول الله والذين معه أشداء علي الكفار رحماء بينهم, ونحن في أمس الحاجة إلي هذا التراحم حتي نكون أخوانا متحابين, قد ألف بين قلوبنا جميعا, وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا فنحن نحتاج إلي الأخوة الإيمانية, فلو أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان بيننا لغرس في قلوبنا هذه الأخوة الإيمانية, ولأوصانا بأهل الكتاب خيرا وحثنا علي تهنئتهم في أعيادهم لقوله تعالي: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين, ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم فمن البر مشاركتهم الأحزان والأفراح ومن الإقساط أن نبرهم بالمودة, وهذا هو صحيح الإسلام, ولأن رسول الله صلي الله عليه وسلم لم يكن فظا غليظ القلب وإنما كان دائما لين الجانب حسن الخلق لدرجة أن مولاه تعالي امتدحه في قوله فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. ويقول الشيخ أحمد صبري إمام مسجد أبو العلا أن الرسول صلي الله عليه وسلم لو كان موجودا بيننا لدعانا إلي التراحم فيما بيننا, ولأنكر علينا هذه التفجيرات وهذا الإرهاب الذي نراه للأسف الشديد, والذي يرتكب باسم الإسلام, لذلك لو كان صلي الله عليه وسلم حيا بيننا الآن لأنكر علينا الطمع الذي سيطر علي قلوبنا إلي درجة أن كل واحد منا ينظر إلي ما في يد أخيه ويتمني أن لو حصل عليه وأخذه لنفسه, ولأنكر علينا هذا التخلف الذي نعيشه الآن وسألنا ماذا فعلتم لخدمة هذا الدين في أرض الله الواسعة, ولأنكر علينا صلوات الله عليه الخداع والغش الذي أصبح عملة رائجة لا يتم التعامل عند البعض إلا بها, وقبول الرشوة التي أصبحت في أغلب مكاتبنا ومعاملاتنا, ولأنكر علينا نسيان الله عز وجل والغربة التي أحدثناها بأيدينا والظلم بيننا فقد أصبحنا في عصرنا نتعامل فيما بيننا بالظلم لا بالعدل لذلك بين الله تعالي طريق الصواب الذي يجب أن نعود إليه لنسلكه إلي النجاح في قوله تعالي إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فلو كان صلي الله عليه وسلم بيننا لأخبرنا بأنه ترك لنا ما إن تمسكنا به لا نضل بعده أبدا كتاب الله وسنته. ويشير الشيخ جابر طايع وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة إلي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو كان موجودا الآن بيننا لقال لنا سحقا سحقا لأنه لا يرضي بالدماء التي تسيل ولا يرضي لنا أن ندنس المؤسسات التعليمية بالدماء والمظاهرات والسباب والشتائم, ولا يرضي الإساءة للمعلمين والأساتذة لأنهم رسل الله في الأرض وطاعتهم واحترامهم واجبة. ويري الدكتور حامد أبو طالب مستشار شيخ الأزهر أنه صلي الله عليه وسلم لو كان بيننا وسنته لازالت باقية بيننا لكان سيوجهنا إلي البر بأهل الكتاب شركائنا في الوطن, وكان سيحضنا علي حسن معاملتهم وإعطائهم حقوقهم كاملة كما أعطاها لهم صلي الله عليه وسلم, وكما أعطاها لهم من بعد سيدنا علي بن أبي طالب عندما سئل ما حق أهل الكتاب؟ فقال هم من أهل الدار ومعناها أنهم شركاء في ملكية مصر, لهم مالنا وعليهم ما علينا. ويشير أبو طالب إلي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لو كان بيننا الآن لدعانا إلي حسن الخلق لأنه صلي الله عليه وسلم عندما سئل عن الإسلام فقال حسن الخلق, وقوله أيضا إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق, والتي تتنافي والقتل والغلظة والقتل عمدا للآخرين وسبهم وإهلاك الزرع والبلاد وإرهاب العباد ذلك ما نشاهده الآن من إسراف في القتل, وبلا سبب من فئة جاهلة تقتل بالجملة دون مبرر تقتل الأبرياء تحت مسمي الإسلام والإسلام حسن الخلق, ومع ذلك تدعي أنها تطبق الإسلام. ويؤكد الدكتور أحمد هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحثنا علي المسالمة والأمانة لأنها من صفات المسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأمن الناس علي دمائهم وأموالهم حيث يحيا الناس في ظل الأمان مطمئنين فيأمنون ويسعدون ولطالما كان صلوات الله وسلامه عليه يؤكد حرمة النفس والمال والعرض لدرجة أنه قال في حجة الوداع: أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهر كم هذا في بلدكم هذا, ألا هل بلغت اللهم فاشهد, وهو صلي الله عليه وسلم الذي حذر أشد التحذير من قتال الانسان لأخيه الانسان, وأن يستحل دمه حتي لا يخرج من حظيرة الإيمان لقوله صلي الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. والشاهد أن الأمة أسمي ما تتطلع إليه الآن هو الاستقرار والاطمئنان والحياة الآمنة.