ربما لم تشهد الكرة المصرية علي مدار مسيرتها عاما أسوأ من هذا العام الذي يستعد للملمة أوراقه فقد كان و لا أسوأ و لا أقبح عام, كانت الانكسارات شعاره.. والاخفاقات عنوانه.. والضياع طريقه غير واضح المعالم.. خلاله فارقت البسمة شفاه عشاق كرة القدم المصرية و تحولوا من حالة الأمل إلي حالة اليأس وعدم وجود بارقة أمل في العودة في ظل إدارة سيئة للعبة واختفاء الهدف وعدم وجود منظومة وغياب رياح التغيير عن الرياضة تحديدا دونما كل القطاعات المصرية بل سيطرت عليها الأيادي المرتعشة والفاسدة والضعيفة وكأن الرياضة في واد ومصر في واد آخر واشتعلت الصراعات و علت الخناقات وضاع الهدف السامي للرياضة عامة و كرة القدم خاصة. وهذا العام كان عاما كارثيا علي كرة القدم التي فقدنا فيها كل ما تبقي لنا من الهيبة والمكانة القارية فإذا نظرنا إلي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم و هو من كان له الهيبة والثقل بعدما احتكر البطولات القارية أعوام2006 و2008 و2010 و تألق و صال و جال داخل مصر وخارجها لنفاجأ بالانهيار الكامل في مستواه وخسارته أربع مباريات في التصفيات رايح جاي أمام تونس والسنغال لنسقط في بئر الفشل و نفقد المقدرة علي التأهل للمرة الثالثة علي التوالي لنهائيات أمم إفريقيا محققين أنجازا قياسيا مماثل لما حققناه من نجاحات مذهلة وصلت بفريقنا للمركز التاسع علي مستوي العالم لينهار شرف الفراعنه الكروي بسقوط مدو و نتراجع للمركز ال60 علي مستوي العالم انهيار نادر لأي منتخب في العالم ففي كل الدنيا قد يحدث تراجع بسبب ظروف معينة و تجديد و اعتزال نجوم لكن بهذا الشكل الذي ظهرنا عليه لقد كان الأمر مبهرا و غير مسبوق وواضح أننا متطرفون في الفشل كما في النجاح أيضا بل يمكن أن نحقق أرقاما نادرة فالفرق الكبيرة مهما تراجع مستواها يكون لديها الحد الأدني من الحفاظ علي شرفها الكروي لكن بالنسبة لنا لا يوجد شيء في الوسط إما علي عرش البطولة أو سقوط مدو يصل إلي العجز الكامل عن مجرد بلوغ النهائيات.. لتنتهي أسطورة منتخب مصر الأول و كانت2014 هي سنة الضياع الكامل. و ما يدل علي انهيار المنظومة بالكامل أننا لم نخسر فقط علي مستوي الكبار فقط بل سقطنا مع الصغار ليتأكد أن المنظومة غير موجودة و أن المستقبل مجهول الملامح فلا توجد لدينا أجيال تحمل الراية و تعيد كرتنا إلي وضعها الطبيعي ليتأكد أن الاتحاد الحالي هو نموذج كامل الملامح للفشل الإداري فقد سقط معه منتخب مواليد1995 الذي كان يقوده علاء ميهوب وتمت الإطاحة به و هو منتصر علي السودان وتولي بدلا منه ياسر رضوان ليودع البطولة بفشل رهيب في عدم القدرة علي بلوغ أمم إفريقيا للشباب في السنغال2015.. ثم لحق به منتخب مواليد1998 علي يد الدكتور جمال محمد علي الذي سقط أمام جنوب إفريقيا بالقاهرة ليفشل في التأهل لأمم إفريقيا للناشئين2015 ليؤكد اتحاد المجاملات الكروية و الذي يدار من الخارج أنه أفشل اتحاد كرة في التاريخ فلم يسبق للكرة المصرية أن تلقت كل هذه اللطمات علي وجهها من قبل خلال عام واحد.. و لم يبق لدينا سوي المنتخب الأوليمبي الذي يقوده حسام البدري و هو الفريق الوحيد الذي لم يخض أي اختبار رسمي حتي الآن لكنه يسير بشكل جيد في ودياته و كل الآمال و الأحلام معلقة عليه. ولو خرجنا من فشل المنتخبات للأندية سنجد الفشل يجري داخلها ويسيطر علي كياناتها فقد فشل الزمالك والإسماعيلي ووادي دجلة في بطولتي دوري الأبطال والكونفيدرالية ثم فشل الأهلي في دوري الأبطال وخرج من دور ال16 لكنه تحول إلي بطولة الكونفيدرالية التي أبلي فيها بلاء حسنا ونال اللقب بشكل غير مسبوق حيث كانت هذه البطولة مستعصية تماما علي كل الفرق المصرية لكنه حققها لتكون أفضل بسمة لعشاق الكرة في عام الخزي و العار الكروي.. والأهلي لم يكتف بذلك بل انه حصد الكثير في2014 مثل السوبر الأفريقي في فبراير و نال الدوري المصري ونال السوبر المصري فيما لم يخرج الزمالك إلا بالكأس. وتراجع كرة القدم لم يكن علي مستوي المنتخبات والأندية فحسب بل تراجع اللاعبون, فقد ظهر معظم اللاعبين في مصر بشكل متواضع و لم يعد لدينا اللاعب النجم القوي المؤثر في نتائج فريقه أو منتخب بلاده لقد اصبحنا بلدا بلا نجم موهوب قادر علي صناعة الفارق و مازلنا نعيش علي اطلال السنوات الماضية التي صنع فيها أبوتريكة الكثير للكرة المصرية و كان نجمها المحبوب داخل و خارج البلاد و لم يستطع أي لاعب ملء فراغه منذ اعتزاله في20 ديسمبر2013.. و الأسوأ كان من اللاعبين المحترفين الذين خفت نجمهم و في مقدمتهم محمد صلاح الذي كنا نعلق عليه آمالا كبيرة جدا كلاعب محترف في البريميير ليج مع نادي تشيلسي لكنه اختفي هناك و لم يشارك إلا في ست مباريات و تراجع مستواه و ظهر ذلك مع المنتخب الوطني و كل الأمنيات أن يكون2015 هو عامه فهو أمل الكرة المصرية.. فيما ظهر النني وحمودي مع بازال السويسري وهما يسيران بشكل جيد فيما حل الإخفاق و الفشل بالتجربة البرتغالية فقد تاه كل لاعبينا هناك ففشل شيكابالا وترك فريقه والآن لا يمارس كرة القدم بعدما اهدر تجربة مهمة مع سبورتنج لشبونة وفشل محمد إبراهيم مع مارتيمو ولم يحقق رامي ربيعة مع سبورتنج لشبونه نجاحات عالية الصوت وفشل الباقون لوجودهم مع فريق غير منجزة وغير مؤثرة في البرتغال أو أوروبا.