فيما يلملم عام2014 آخر أوراقه استعدادا لدخول سجلات التاريخ.. يطل علينا2015 بملامح غائمة وأياد مرتعشة وسط تنبؤات عديدة بأنه سيكون مليئا بالقتل والتشريد والدماء علي المستوي العالمي وسيشهد تحولات كبري علي مستوي الدول العربية والشرق الأوسط بشكل عام ومصر بشكل خاص. ثورة ثالثة في ذكري25 يناير.. داعش تغزو مصر.. نهاية أردوغان.. جنون أوباما.. تفشي أوبئة خطيرة.. تخبط في إيران.. مقتل أحمد دومة.. هذه أبرز عناوين تنبؤات الفلكيين لما سيحمله عام2015 للعالم بشكل عام ولمصر بشكل خاص.. لم نكد نتخلص من سطوة عفاريت الست ريهام والإصرار الفج علي تغييب العقل المصري والعبث بثوابت الدين حتي أطلت علينا وجوه مقيتة وأفواه مملوءة بالكذب عبر الفضائيات تزعم باطلا قدرتها علي قراءة الغيب واستشراف المستقبل ضاربة بالآيات القرآنية والأحاديث الثابتة التي تؤكد أنه لا يعلم الغيب إلا الله عرض الحائط.. يقول تعالي في محكم آياته قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون(188) الأعراف. ويقول بن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الآية إن الله تعالي أمر رسوله الكريم أن يفوض الأمور إليه, وأن يخبر عن نفسه أنه لا يعلم الغيب, ولا اطلاع له علي شيء من ذلك إلا بما أطلعه الله عليه, كما قال تعالي:{ عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدا إلا من ارتضي من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا], الجن:27,26].. والثابت عن النبي- صلي الله عليه وسلم- أنه قال:( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر, زاد ما زاد), ومن هنا فإن تعلم التنجيم لمعرفة الحوادث ودعوي علم الغيب منكر عظيم, بل هو من الشرك الأكبر; لأن ادعاء علم الغيب أو أن هذه النجوم لها تأثير في إيجاد الحوادث دون الله عز وجل هي عين الكفر فهي كما قال الله تعالي زينة للسماء, ورجوم للشياطين وعلامات يهتدي بها, فمن تعلمها لمعرفة الطرق وأوقات الحراثة وأشباه ذلك مما هو معروف فهذا لا بأس به, أما أن يتعلمها لاعتقاد أنه بهذا يعلم الغيب, أو لأنها هي المحدثة للحوادث فهذا كله من الكفر الأكبر, والواجب علي المؤمن أن يتقيد بالأمر الشرعي, وأن يحذر ما نهي الله عنه, والله سبحانه وتعالي يقول: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله فالغيب يعلمه الله وحده جل وعلا, وليس المنجمون والسحرة والكهنة, ونحو ذلك ممن يدعون هذه الأمور ويشتتون الناس بأباطيلهم. والمؤسف في الأمر أن نفس الوجوه المقيتة التي أطلت علينا مع مطلع عام2014 تعاود الكرة مرة أخري وكل منها يزعم كذبا وباطلا بكل تبجح أن نبوءته تحققت بالكامل ويبدو منتشيا كالطاووس بينما تجلس مذيعة أو مذيع لا يقلان عنه جهلا يلاحقانه بالأسئلة فيما يتمنع هو عن كشف كل ما لديه من علم لدني ويرمي بإيماءات وكأنه مبعوث السماء. والأكثر أسفا أن هناك مئات الآلاف من البسطاء يصدقون هذه الترهات والأكاذيب شأن الذين يلهثون وراء الأبراج ويتاثرون بما يقرأون عنها كل صباح ومن يفتحون الفنجان ويقرأون الكف.. ومثل هذه الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان. إن إصرارنا علي تغييب عقلنا الجماعي هو أكبر انتصار نقدمه للغرب دون أن يطلق علينا رصاصة واحدة... هذا التفكير المتخلف هو الذي أسهم في بروز الإلحاد وظهور جيل بلاقيم أو ثوابت أو مرجعية دينية.. جيل هش سهل الانقياد يؤمن بالخرافات والدجل والشعوذة ويمكن العبث بعقله بمنتهي السهولة من جماعات التطرف والإرهاب.. فتري ألم يحن الوقت للتصدي لهذا العبث ومنع مثل هؤلاء من إفساد حياتنا بهذه الخزعبلات هذا هو السؤال. [email protected]