يمكن أن نطلق علي عام2014, عام التغيير في الوسط الثقافي, فشهدت الهيئات والمؤسسات الثقافية عملية تغييرات كبيرة في قيادتها, وهذا بعد تولي د.صابر عرب وزارة الثقافة وقام بالغاء قرارات وزير الثقافة بحكومة الاخوان وأعاد د.إيناس عبد الدايم لرئاسة دار الأوبرا, والدكتور أحمد مجاهد رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب, بدلا من الدكتور جمال التلاوي, والدكتور عبد الناصر حسن, رئيسا لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية, بدلا من الدكتور خالد فهمي, والدكتور صلاح المليجي رئيسا لقطاع الفنون التشكيلية. ومع تولي د.جابر عصفور حقيبة وزارة الثقافة مطلع شهر يونيو, لم تتوقف التغييرات والتبديلات فقد اعلن عصفور رغبته في تلك التغييرات في أول اجتماع كبير له مع المثقفين اثناء الاعلان عن جوائز الدولة حيث اوضح استراتيجية الوزارة المبنية علي عقد برتكولات تعاون مع باقي الوزارات وتغييرات بالهيئات فقائل سنتحرك افقيا من خلال التعاون مع باقي الوزارات المعنية بالعقل المصري, اما رأسيا فسكون هناك إعادة نظر في هيئات الوزارة, كما أن المجلس الأعلي للثقافة مهمته تغيرت من الآن موجها حديثه للمثقفين انتم عقل الثقافة من حقكم إبداء الافكار ومراقبة افعال الوزارة. يأتي ذلك بعد أن أعلن عصفور في نفس الاجتماع استقالة د.سعيد توفيق امين عام المجلس الاعلي للثقافة, وكانت استقالة مسببة وتولي أمانة المجلس د.محمد عفيفي, ومن بعدها توالت التغييرات حيث تولي الكاتب حلمي النمنم الذي تولي رئاسة هيئة قصور الثقافة بعد أن خرج الشاعر سعد عبد الرحمن بسبب سن المعاش, لكن بعد فترة قصيرة جدا اعتذر عن هذا المنصب, وتولي الهيئة الشاعر مسعود شومان الذي كان قد تخطي الاختبارات وكان ينتظر تولي هذا المنصب واعلن انه لن يتنازل عن حقه فيه, لكن هذا الوضع ما لبث أن تغير بإقالته من منصبه لعدم قانونية تعيينه, ثم فيما بعد أسند إليه منصب رئيس البيت الفني للفنون الشعبية, وتولي د.سيد خطاب رئاسة هيئة قصور الثقافة, وهذا ما رآه البعض ليس تغييرا لكنه اشبه بالكراسي الموسيقية. - جوائز العام .. بدأت ب أبو عميرة.. وانتهت بسوداني كانت أهم الجوائز ككل عام هي جوائز الدولة والتي فاز فيها المخرج مجدي أبو عميرة والفنان سناء شافع والكاتب والناقد التشكيلي عز الدين نجيب بجائزة الدولة التقديرية في الفنون, وتبلغ قيمتها200 ألف جنيه وميدالية ذهبية. أما في مجال الآداب فقد فاز بها كل من الروائي مجيد طوبيا وأستاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بجامعة القاهرة الراحل أحمد عتمان والكاتب والمترجم محمد أبو دومة, وفي مجال العلوم الاجتماعية فاز بها كل من أستاذة الإعلام عواطف عبد الرحمن وأستاذة الأدب الشعبي بجامعة القاهرة نبيلة إبراهيم وأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس محمود إسماعيل. وفي التفوق فنون فاز بها المخرج مجدي أحمد علي والثانية حجبت والآداب محمد فريد أبو سعدة وسمير عبد الباقي, والعلوم الاجتماعية معتز عبدالله ومحمد الكحلاوي وحسن السعدي وفي النيل فنون فاز بها أحمد طوغان والآداب ادوارد الخراط والعلوم الاجتماعية كانت لاحمد عمر هاشم. أما آخر جوائز العام والتي أعلنت في ديسمبر بالجامعة الأمريكية هو فوز الكاتب السوداني حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام2014, عن روايته شوق الدرويش ووفقا للتحكيم فهي رواية تتألق في سردها لعالم الحب والاستبداد والعبودية والثورة المهدية في السودان في القرن التاسع عشر صدمة الوداع.. نص كلمة وتسابيح النسيان أطلق المثقفون والفنانون علي عام2014 عام الرحيل بسبب اعداد الراحلين فيه من فنانين ومثقفين, اثروا بأعمالهم الحياة الإبداعية. ففي21 سبتمبر رحل الكاتب الصحفي الساخر أحمد رجب عن عمر ناهز68 عاما بعد صراع مع المرض, وهذا بعد وفاة صديقه رسام الكاريكاتير مصطفي حسين في منتصف اغسطس عن عمر يناهز97 عاما, وكان رجب من أبرز الكتاب الساخرين, ونال عام2011 جائزة النيل واستمر في كتابة عموده اليومي( نص كلمة) لأكثر من نصف قرن وكان يشارك بأفكاره في رسومات فنان الكاريكاتير مصطفي حسين كما أن له العديد من المؤلفات التي أثري بها المكتبة العربية اخرها كتاب يخرب بيت الحب. وفي الأسبوع الأول من شهر نوفمبر رحل عن عالمنا الكاتب والمترجم محمد إبراهيم مبروك, بعد صراع مع المرض, بمستشفي المعادي العسكري, بدأ مسيرته الأدبية بكتابة القصة القصيرة, لكنه قرر أن يتعلم اللغة الإسبانية بعد إطلاعه علي أعمال ماركيز, ويتفرغ لترجمة أدب أمريكا اللاتينية. وفي الشهر نفسه وتحديدا يوم عشرين نوفمبر توفي الكاتب محمد ناجي في بعد صراع طويل مع المرض في فرنسا حيث كان يكمل علاجه, وأثري ناجي مكتبتنا العربية بالعديد من الروايات المهمة في تاريخ الرواية ومنها العايقة بنت الزين الأفندي ورجل أبله وامرأة تافهة وكانت آخر أعماله تسابيح النسيان التي كتبها في أثناء علاجه بباريس. ولم يفق الوسط الثقافي من صدمة ناجي ومبروك حتي تلقي خبر رحيل الكاتبة والمترجمة د.رضوي عاشور التي غيبها الموت مع صباح الاول من ديسمبر الحالي عن عمر يناهز86عاما, وبخلاف أنها كانت مبدعة كبيرة كانت اكاديمية مشهودا لها بالكفاءة وترجمت بعض أعمالها الإبداعية إلي الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية, وكان لها عدد من الدراسات النقدية ومن اشهر رواياتها حجر دافئ, خديجة وسوسن, وسراج, وثلاية غرناطة كما أنها نالت العديد من الجوائز. بينما اختتم العام برحيل الشاعر المنجي سرحان في17 ديسمبر ومن دواوينه الشعرية وكتبهحين يدق صمودك بابي, عائد إليك, قراءة في كتاب النخيل, الولد البريء, وفي اليوم التالي غيب الموت الكاتب الروائي والفنان التشكيلي أمين الريان وهو مبدع كبير له العديد من الأعمال المتميزة ومن اشهر رواياته القاهرة.