نظم المركز القومي للترجمة احتفالية بيوم المترجم علي مدار يوم عقدت خلاله5 جلسات تناولت مختلف المشكلات والقضايا التي تواجه المترجم والترجمة العربية حاليا. وفي البداية أكد د. أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة, أن واقع ومشكلات الترجمة في الوطن العربي تتطلب تنسيق وتكاتف جهود المراكز والهيئات والمعاهد المختصة جنبا إلي جنب العاملين في مجال الترجمة من أكاديميين ومتخصصين وكتاب, و ذلك للانتقال من التنافس إلي التعاون لمصلحة المواطن العربي. وتطرقت المترجمة إنعام بيوض مديرة المعهد العالي العربي للترجمة بالجزائر إلي فكرة إنشاء وتأسيس المعهد والمجهودات التي يقوم بها في دعم حركة الترجمة العربية سواء علي مستوي الانتاج الترجمي أو إعداد المترجمين المحترفين, وقالت: للمعهد ثلاثة مناح أساسية; منحي التدريب, ومنحي الترجمة, ومنحي البحث في مجالات الترجمة. بالنسبة للمنحي الأول رأينا أن نبدأ بتكوين وتدريب المترجمين لسد العجز والفراغ الملاحظ في المترجمين المحترفين, لأن الغرض الأساسي لمؤسسة تعليمية وعلمية أن تدرب وتكون محترفين بمعني الاحترافية العلمية والعملية, وكان هذا الأساس أن يكون للمترجمين قاعدة نظرية صلبة يبنون عليها معارفهم ويتعرفون من خلالها علي تفتيت المهارات والطفرات الإبداعية وتحليلها وتقنينها. أما بالنسبة بالانتاج الترجمي في البدايات استعنا بمترجمين من خارج المعهد, لكن مع خروج الدفعات بدأنا نأخذ أفضل الخريجين وكونا شبكة من المترجمين, لذا جاءتنا الفرصة لكي نكون شركاء مع الحكومة الجزائرية في تظاهرات كبري كتظاهرة الجزائر عاصمة للثقافة العربية, حيث ترجمنا خلال سنة أكثر من150 كتابا, عمل بها مترجمون من المعهد ومن خارجه, وفتحنا مخابر البحث فلدينا مخبر بحثي في تكنولوجيا الترجمة, ومخبر بحثي في تقنيات وأساليب الترجمة, ومخبر بحثي آخر في اللغة العربية لأغراض الترجمة, لأننا نجد مشكلة حقيقية في تعليم وترقيم, وفي ضرورة تيسير تعليمها, وخاصة بالنسبة للمترجمين, وذلك من خلال حصر وتبويب الأخطاء الشائعة التي يقترفها المترجمون, ووضع قوائم أو مباحث يمكن أن تشكل مداخل لبحث علمي في مجال الترجمة. وأشار د. هيثم الناهي مدير عام المنظمة العربية للترجمة( بيروت) إلي أنه لا يمكن أن تكون الترجمة علي مستوي عال من الدقة إلي اللغات الأجنبية من اللغة العربية وبالعكس, ولا حتي من اللغات الأجنبية الأوربية لبعضها البعض, ما لم يكن هناك جهد وعمل كبيران في اللغة, فاللغة العربية تختلف عن تلك اللغات الأجنبية وبالتالي عندما نحاول أن نقرأ اللغة العربية ونقعدها كما قعدها الفراهيدي والزبيدي والجوهري, يمكن لنا في الواقع أن نجد أن لغتنا غنية, وبالتالي هذا البعد التاريخي لا بد أن نعيد إنتاجه ولكن لا يمكن إعادة انتاجه دون إعادة اللغة العربية وتقنينها ونفرز من خلالها ما يمكن فرزه من كلمات نستخدمها في الترجمة, الفراهيدي اكتشف في القرآن عشرة آلاف ومائتين جذرا. وأضاف إذا عدنا وتحدثنا عن المشاكل التي نعانيها في الترجمة, إذا وضعنا جانبا المسألة المادية, فلا بد من وجود توافق وتضافر بين مراكز وهيئات الترجمة علي طول الوطن العربي لكي يمكن لكل منا أن يترجم ما يراه مفيدا للجامعة وللقارئ والباحث العربيين, ويمكن بذلك أن نصل إلي ما يسمي بالترجمة النوعية, أيضا لا بد من توحيد المصطلح حيث يوجد ما يزيد علي3 ملايين مصطلح متفرقة بين دولة وأخري, ومن ثم نحتاج إلي أن نجتمع ونتفق علي ما يمكن أن نترجم كي لا تتعارض ترجمة هذا المركز مع المركز الآخر, وبالتالي نصل إلي حالة كثير من الترجمات في الواقع متشابهة وربما لا تغني الحاجات. وقال عن طريقة اختيار الكتب في المنظمة وترجمتها تتبع المنظمة العربية للترجمة في اختيار الكتب, صيغة لربما تتفرد بها عن غيرها من المؤسسات المهتمة بالترجمة. فلها لجان عدة متخصصة لاختيار الكتب ولكل لجنة أعضاؤها الذين ينتخبون بناء علي شروط معينة, أولها أن يكون ملما بالاختصاص, وثانيها ملما بلغة أجنبية إلي جانب العربية نحوا وصرفا وسياقا وصياغة. أما ثالثها وهو الأهم فأن يكون متابعا للإصدارات العالمية في هذا الاختصاص وسبق له أن كتب أو ألف بالعربية واللغة الأخري التي يتقنها مرارا. وعندما يتم اختيار الكتب تحال علي اللجنة التنفيذية للاطلاع عليها وإقرارها كي تبدأ عملية منتجة الكتاب. واستعرض المترجم منير فندري ممثل المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون المعروف باسم بيت الحكمة أن مشاريع بيت الحكمة عديدة ومتنوعة تشكل إطلالة واسعة علي الفكر العالمي المعاصر والحوار معه, وهي مشاريع تولد باستمرار من رحم الأفكار والمبادرات, وفي ظل برامج ومخططات تضعها الأقسام الخمسة في المجلس العلمي للمجمع, فلنا سلسلة من الندوات الدولية الكبري ومنشورات موسوعية عديدة في مجالات البحوث العلمية والأدبية, والإنسانية والفكرية, وهي أعمال وإنجازات موثقة في المجمع. أما شروق مظفر ممثلة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت, فقالت إن علاقتها بالترجمة ومشكلاتها ذات وجهين: الأول من باب عملي كمديرة لسلسلة عالم المعرفة وعضوة في هيئة التحرير. والسلسلة- كما تعلمون- هي أحد إصدارات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت, أما الثاني, فهو من باب عملي كمحررة. هناك بالطبع وجه ثالث, وهو علاقتي بالترجمة كقارئة. و قال المترجم الكبير شوقي جلال إن الاحتفال بيوم المترجم هو الاحتفال بالانفتاح علي فكر آخر مختلف والتفاعل أخذا وعطاء بين المذاهب والمعتقدات في حرية وتكافؤ, والمترجم ليس ناقلا للمعرفة بل رسول للمعرفة والتعارف بين الشعوب, في تفاهم جدلي ويتكرر في عبارة ثوابت ثقافية, واستطرد جلال قائلا: إن المترجم في عالمنا العربي يعيش في محنة السباحة عكس التيار السائد في ثقافة المجتمع الموروث التي تري تاريخيا أن العلم النافع هو العلم اللدني الذي يهيئنا لحياة أخري, فالمترجم حين يخلص لمعني الترجمة فهو مبدع متمرد.