انطلقت أمس جلسات الملتقي الاوروبي العربي للرقص المعاصر وفنون الأداء في ثلاثة مواقع بمسرح روابط وتاون هاوس في وسط البلد ومقر مركز القاهرة للرقص المعاصر بالمهندسين وبمشاركة عدد من الراقصين ومصممي الرقصات في مصر والوطن العربي وأوروبا. وشارك في الجلسة الافتتاحية أعضاء مجلس إدارةDBM المؤسسة الأوروبية العربية للرقص المعاصر وفنون الأداء الراقصة ومصممة الرقصات التونسية ملك سباعي والبرتغالي رويي سيلفيرا وكريمة منصور المدير الفني للمؤتمر ومؤسسة ماعت للرقص المعاصر ومركز القاهرة للرقص المعاصر. وشهد اليوم الأول للملتقي عرض الفيلم الوثائقي ضجيج القاهرة إنتاج2012 وإخراج هيكو لانج من ألمانيا الذي قام فيه بالتسجيل مع عدد من الفنانين المعاصرين في مصر بعد الثورة حول تأثير الثورة عليهم وعلي الفن وتفاعلهم معها, ومنهم كريمة منصور ومطرب الثورة رامي عصام ومخرجة عرض مونولوج التحرير سندس شبايك والفنان التشكيلي خالد حافظ. وأعقبت عرض الفيلم مائدة مستديرة قامت بإدارتها الكاتبة المسرحية والباحثة في الرقص التونسية ماريام جويولوز وشارك فيها ملك سباعي من تونس وكريمة منصور من مصر وتداخل في المناقشات عدد من الحضور. وتناولت المناقشات مشاكل الرقص المعاصر في الوطن العربي وخاصة ما تواجهه المرأة التي تعمل مصممة رقصات في الوطن العربي من تحديات وصعوبات, حيث أشارت ملك سباعي إلي أنه ربما كانت المرأة في تونس لديها حرية أكبر من باقي الدول العربية, إلا أنها مازالت تعاني من العقلية الذكورية التي تحاول إقصاءها بحجة انها امرأة وتتعامل معها علي انها اقلية مشيرة الي انه بالنسبة للرقص المعاصر بالتحديد ربما تكون هذه الحالة موجودة في جميع أنحاء العالم بدليل أن عدد مصممي الرقصات من السيدات قليل جدا علي مستوي العالم. بينما تطرقت كريمة منصور في كلمتها إلي الضغط الملقي علي كاهل الفنانين في الوطن العربي وتحميلهم مسئولية وهما ثقيلا لتغيير المجتمع من خلال أعمالهم وإبداعهم, وهي مسئولية كبيرة عليهم التفكير فيها طوال الوقت أثناء الأعداد لأي عمل ابداعي, مؤكدة أنه من الجيد من وقت لآخر أن يكون لدي الفنان الفرصة للابداع بعيدا عن أية ضغوط. وأضافت من جانب آخر إلي أن الفنان المستقل يعاني من مشكلة أخري وهي المواجهة المستمرة مع النظام الحاكم الذي لم يتفتح ذهنه بعد لاستقبال هذا النوع من الفن المعاصر لخوفه الدائم من المجهول والفن المعاصر يعتبر فنا مبهما وغير مفهوم بالنسبة لهم لن يتم فك شفرته بعد. وأشارت مديرة الندوة ماريام جويولوز إلي أزمة الهوية التي يعاني منها بعض الفنانين وخروجهم للعمل في الدول الأوروبية بمنطق يناسب هذه الدول ويبتعد عن هويتهم العربية مثل مصمم وراقصين من تونس قدموا عرضا راقصا في أوروبا وهم عراة وهو ربما تراه اوروبا شجاعة من فنانين عرب بينما من المستحيل أن يقدم هذا العرض في تونس متسائلة عن الهدف من هذا العرض وما الذي أضافه لتونس أو لوجود الفن المعاصر في تونس؟!. وقالت ماريام إن سياسة الرقص في العالم كله واحدة ولكن ربما تكون العلاقة مع الجسد هي المختلفة بعض الشيء باختلاف الثقافة, وفي الوطن العربي بشكل خاص من الممكن أن نعتبر الرقص المعاصر حركة سياسية ونوعا من المقاومة بالتأكيد ليس كل الرقص مقاومة ولكن في اغلبه.