سيطر التراجع الشديد على البورصة المصرية أمس مما أفقدها 21 مليار جنيه وأرجعه الخبراء إلى عدة أسباب منها: التحليلات غير الدقيقة والشائعات التى أطلقت حول الاقتصاد المصرى كنوع من الإرهاب المقنع، إضافة إلى البيع دون وعى والإفراط فى التشاؤم خاصة أن حجم مبيعات العرب والأجانب حتى الآن غير المبررة، وبيع المستثمرين العرب والأجانب لأسهمهم بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية. وفى تصريح خاص ل"الأهرام المسائي" قال الدكتور محمد عمران رئيس البورصة، إن الانخفاض الذى يعصف بأسهم البورصة حاليا يرجع إلى أسواق المال الخليجية تراجعت بسبب انخفاض أسعار النفط وهو ما انعكس سلبا على البورصة المصرية. وأضاف: أنه بالرغم من تأثر البورصة بشكل كبير فإن هذا الانخفاض يعتبر من الأمور المسلم بها فى التعاملات فلا يمكن أن تستمر المؤشرات فى الارتفاع دائما ولا الانخفاض دائما، فسرعان ما تلتقط أنفاسها وتعاود مكاسبها التى عهدتها بل وربما أكثر من ذلك. - اختتمت البورصة المصرية تعاملات جلسة أمس على تراجع رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بنحو 21.3 مليار جنيه، ليغلق على 486.4 مليار جنيه. وأرجع محسن عادل خبير سوق المال، هذه الخسائر الفادحة المتتالية لأسباب عديدة منها أن بيع المستثمرين كان أقرب إلى مفهوم بيع "الهلع" بمعنى البيع دون وعى والإفراط فى التشاؤم خاصة ان حجم مبيعات العرب والأجانب حتى الان غير مبرر على الاطلاق. وأضاف أن ظهور تحليلات مفرطة فى التشاؤم، تستخدم مصطلحات بعيدة عن معناها المهنى مثل انهيار السوق، ومن الواجب عدم تناقل التحليلات غير المنطقية والتحليلات المبالغ فيها، غير المبنية على أسس اقتصادية أو مالية صحيحة، لأنها بكل تأكيد لا تنسجم مع المعطيات الأساسية للأسواق والاقتصاد. وأكد أن هذه الخسائر درس للأفراد لإعادة هيكلة محافظهم والتمسك بالأسهم ذات الأساسيات القوية، والتى فى حال انخفاضها يكون محدوداً وتصلح للاستثمار طويل الأمد، فالثقافة الاستثمارية خاصة لدى الأفراد المتعاملين فى أسواق المال، محدودة ويجب أن يكون هناك إدراك أساسى بأن الاستثمار فى الأسهم يجب أن يكون استثماراً طويل الأمد، وليس من أجل المضاربة، والتى ان وجدت فيجب أن تكون محدودة. وأوضح أن المحافظ الاستثمارية الأجنبية والعربية لها حساباتها، حيث أنها بدأت تعيد بناء مراكزها الاستثمارية بسبب عملية التصحيح بالأسواق العالمية، والتحسن فى أمريكا دفع تلك المحافظ الاستثمارية إلى مخاوف نتيجة توقعات برفع أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي، وبالتالى بدأت المحافظ تبادر بالبيع. وقال عادل ان المتعاملين فى أسواق المال يأخذون بعين الاعتبار الانخفاض فى إيرادات النفط والتوقعات بانخفاض العائدات للدول النفطية، اضافة الى أن أسواق المال المحلية يكتنفها ضعف رغم التطورات والقوانين الجديدة، إلا إنها ما زالت ضعيفة من ناحية العمق الاستثماري، فى الوقت الذى لا توجد فيه أدوات استثمارية كافية فى أسواق المال للتخفيف من وطأة عمليات البيع غير المبررة وتحمى توازن السوق، وتساعد على أن تكون حركة السوق تدريجية، وقال مصطفى بدرة خبير سوق المال، ان تراجع أسعار خام البترول ألقى بظلاله على البورصة، مما انعكس على سوق المال، فقد بلغت الخسائر 21 مليار جنيه، متأثرا بتراجعات أسواق المال العربية التى منيت بخسائر كبرى على مدى الأيام الماضية نظرا للتراجع الكبير لأسعار النفط على مدى الأسبوعين الماضيين. وأشار الى أن البورصة شهدت، أمس تراجعا عنيفا منذ بداية الجلسة، وحققت مبيعات المستثمرين العرب والأجانب أهدافهم لتخلص من الأسهم بأسعار متدنية لا تعبر عن قيمتها الحقيقية، لتغلق المؤشرات على تراجع أكثر من 5% جميعها، وحجم تداول وصل الى أكثر من 2.4 مليار جنيه، أما قيمة السندات فبلغت 1.5 مليار جنيه. وأوضح أنه يبدو أن التداولات فى نهاية عام 2014 لإغلاق المراكز المالية وإعلان الميزانيات الخاصة بالشركات والتى تمثل أهمية قصوى لهم، والتحليلات غير الدقيقة والإشاعات حول الاقتصاد المصرى تسبب فى تحمل جزء من هذا التراجع. وناشد مصطفي، المستثمرين بالتيقن والتروى اعتبارا من اليوم فى انتقاء مراكزهم المالية نظرا لعدم وجود مبررات للتخوف من الأمور التى تؤدى الى التراجع الكبير فى أسهمهم. هذا وقد انخفض المؤشر الرئيسى Egx30 ليغلق على 8715.92 نقطة، وانخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة، EGX70 ليغلق على 580.86 نقطة.