يبدو أن حمي الخوف من المسلمين, قد انتقلت إلي واحدة من أكبر الدول الصناعية في العالم وهي ألمانيا حيث يأتي هذا الخوف نتيجة تزايد معدلات الهجرة إليها خلال السنوات الأخيرة. و وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن عدد من هاجروا إلي ألمانيا العام الجاري فقط أكثر من200 ألف شخص و هم متنوعون ما بين طالب للجوء السياسي أو الباحثين عن وظائف. وقال التقرير إن الآلاف من المواطنين الألمان قد استجابوا للدعوات التي أطلقها شخص يدعي لوتز باخمان ناشط سياسي و منظمة تدعي بيجيدا و هو اختصار لنداء لشعار ألماني شهير وهو مواطنو أوروبا ضد أسلمة الغرب و هي الموجة التي اجتاحت أوروبا منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر2011 و زيادة التحفظات علي كل من هو قادم إلي دولة أوربية من أول عربية مسلمة. حيث دعت تلك المنظمة إلي تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد ما اسموه ب أسلمة الغرب إلا أنه كان من اللافت للنظر أن عددا ممن استجابوا لتلك الدعوات أعلنوا مشاركتهم في المظاهرات ليس من أجل مواجهة أسلمة الغرب و إنما من أجل الحفاظ علي البلاد بسكانها الأصليين و وقف مد الهجرة بغض النظر عن توجه أو أيديولوجية أو ديانة الراغب في الهجرة إلي ألمانيا. وفي المقابل نجد أن المسئولين في ألمانيا قد تغيرت نظرتهم في الوقت الراهن تجاه المهاجرين من المسلمين, ففي مقابلة أجرتها كوليتا مانيمان مسئولة الاندماج في مدينة بون بغرب ألمانيا مع قناة دويتش فيله الألمانية أكدت علي ضرورة أن يشعر الأجانب بأنهم جزء من المدينة, موضحة أن المرء لا يشعر بالاندماج إلا في مكان يجد فيه عملا ويحقق فيه النجاح مشيرة إلي أنهم يدعمون المنظمات والاتحادات الإسلامية والمساجد لتقديم مؤتمرات وعروض خاصة بالمسلمين فضلا عن دعوة المواطنين لحضور يوم المساجد المفتوحة للتحدث بأنفسهم إلي المسلمين مضيفة أن هناك اهتماما لديهم بمشكلة التطرف الإسلامي واصفة اياها بأنها أمر ليس سهلا, لكن لابد من التعامل معه. قائلة: كثير من الآباء يخشون من أن يقع أبنائهم ضحية لما يروج له المتطرفون. وعلينا أيضا تقديم النصح والمساعدة تماما كالمساعدة علي بناء المساجد, مثل مسجد المهاجرين الجديد. وأضافت لقد كانت مهمتي بشكل خاص أن أقوم بحلقة الوصل مع المدينة والمواطنين ليتم هذا المشروع, والآن يمكن رؤية النتيجة: مبني جميل يوفر فرصة للصلاة بشكل لائق. وبلغة الأرقام علي مستوي القارة الأوروبية وفقا لتحليل نشره موقع يورو اسلام انفو عن وضع المهاجرين المسلمين في أوربا فإن فرنسا لديها أكبر عدد من السكان المسلمين, مع ما يقرب من4.5 مليون شخص في البلاد اليوم. إلي جانب وجود عدد كبير من المسلمين في فرنسا بما يشكل8% من مجموع السكان, وهناك أيضا ما يقرب من3 ملايين مسلم في ألمانيا,1.5 مليون في المملكة المتحدة وأكثر من نصف مليون في إيطاليا وهولندا. نسبة المسلمين الذين يعيشون في الدول الأوروبية مثل ألمانياوالنمسا والسويد واليونان وسويسرا هي تقريبا4% من مجموع السكان. كما تختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمسلمين الذين يقيمون في مختلف بلدان أوروبا باختلاف كل منطقة, ولكن القاسم المشترك بين هذه الجماعات هو أن الغالبية العظمي لديها أصول مشتركة فالمهاجرون من المغرب يشكلون جزءا كبيرا من مجموع السكان المسلمين في فرنسا وبلجيكا, وهولندا, و خاصة اسبانيا كما يشكل المهاجرون الجزائريون نسبة كبيرة من سكان فرنسا فيما يشكل المهاجرون من أصل تركي ما يقرب من70% من مجموع السكان في ألمانيا وحوالي33% من السكان المسلمين في النمسا. وذهب التقرير إلي أن المهاجرين من المسلمين إلي أوربا جاءوا طلبا للعمل بالإضافة إلي الهجرة لأسباب اقتصادية والدول الأوروبية الأخري مثل المملكة المتحدة قد فتحت أيضا حدودها أمام أولئك الذين يلتمسون اللجوء نتيجة عدم الاستقرار السياسي في بلادهم أو تعرضهم للطرد القسري..