أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة لن تتخلي عن المؤسسات الصحفية القومية, ووجه بتشكيل لجنة مشتركة تضم وزارة المالية والمؤسسات الصحفية القومية لإعداد خريطة طريق فعالة لتسوية المشكلات المالية التي تعاني منها تلك المؤسسات, بحيث تحقق المكاسب لكل الأطراف, بما في ذلك الدولة والمؤسسات ذاتها علي أن تبدأ اللجنة عملها من اليوم. وشدد الرئيس خلال لقائه أعضاء المجلس الأعلي للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية بحضور إبراهيم محلب, رئيس مجلس الوزراء, وهاني قدري دميان, وزير المالية علي أهمية إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي مصالح ضيقة في المرحلة الراهنة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد تأكيدا لأهمية الدور الوطني والمسئولية التي تقوم به الصحف القومية, للتعريف بحقيقة الأوضاع وزيادة الوعي المجتمعي بالتحديات التي تواجهها الدولة, لاسيما في المرحلة الراهنة. وأشار يوسف إلي أنه تم تأكيد أهمية العمل علي تطوير وتنمية هذه المؤسسات للقيام بدورها علي الوجه الأكمل في تلك المرحلة الفارقة التي يتعين أن تشهد تكاتف الجميع للنهوض بالدولة المصرية وتثبيتها. ولفت المتحدث الرئاسي إلي توافق الرؤي حول أهمية البحث عن أفكار خلاقة وجديدة تسهم في تحسين الأوضاع المالية لهذه المؤسسات, التي تراكمت مديونياتها علي مدار عقود طويلة, والتي لا يمكن تسويتها خلال فترة زمنية قصيرة, لا سيما في ظل محدودية الموارد المالية, وانخراط الدولة في تقليص عجز الموازنة وتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين, فضلا عن دفع عملية التنمية الشاملة التي تضم عدة قطاعات حيوية تحتاج إلي تحسين جودة الخدمات التي يتم تقديمها للمواطنين, وفي مقدمتها الصحة والتعليم والطاقة والنقل, إلي جانب تنفيذ العديد من المشروعات القومية الكبري. من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب أن الدولة عازمة علي مساندة جهود الإصلاح التي يقوم بها رؤساء المؤسسات الصحفية القومية خاصة في ما يتعلق بإدارة واستغلال أصولها الثابتة. واقترح محلب خلال الاجتماع أن يتم استغلال أصول المؤسسات الصحفية بالتنسيق بين الحكومة وهذه المؤسسات, لضمان إدارة هذه المؤسسات الثابتة بطريقة اقتصادية. وأشار إلي أن الدولة لن تستطيع أن تدعم المؤسسات الصحفية القومية بأرقام خارجة عن قدرتها, لكنها في الوقت نفسه ستبذل كل ما بوسعها لمساندة جهود الإصلاح التي تتم في هذه المؤسسات. في السياق ذاته, أكد ضياء رشوان نقيب الصحفيين, أن إعلام الدولة جزء مهم في الحفاظ علي الأمن القومي المصري, مشددا علي ضرورة وقوف الدولة بجانب الإعلام في مواجهة مشكلات موروثة منذ ما يزيد علي30 عاما. وقال رشوان, خلال الاجتماع, إن الدستور المصري نص علي أن الصحافة والإعلام ملك للدولة مما يتطلب منها مساندتهما, مثلما يتعين علي الصحافة والإعلام القيام بدورهما الوطني المنوط بهما. وأكد أن الصحافة القومية تمثل85% من توزيع الصحافة المصرية بما فيها الحزبية والخاصة, محذرا من أن سقوط الصحافة القومية يعني سقوط الصحافة الحزبية والخاصة. وأعاد رشوان التذكير بمقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الجيل الرابع من الحروب سيكون من خلال الصحافة والإعلام, مشيرا إلي أن مواجهة هذا النوع الجديد من الحروب يتطلب إعلاما قويا لاسيما من قبل إعلام الدولة. وشدد علي ضرورة أن تتم مساندة الصحافة القومية قبل تشكيل الهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام حتي يتمكنا من إدارة المؤسسات الصحفية والإعلامية قبل توليهما مهمة قيادة المنظومة الصحفية والإعلامية.