يظهر المدرب الحقيقى من قدرته على إحراز الانتصارات والألقاب فى أحلك الظروف وكتابة اسمه بأحرف من الذهب فى تاريخ ناديه. اليوم يأمل الملايين من عشاق الأهلى فى نجاح الأسبانى خوان كارلوس جاريدو المدير الفنى من انتزاع لقب كأس الكونفيدرالية وتقديم أوراق اعتماده بشكل حقيقى خاصة وانه يعانى من ظروف بالغة الصعوبة شارك هو نفسه فى صناعتها فور توليه المسئولية. ولا خلاف على إن التعاقد مع خوان جاريدو مديرا فنيا للأهلى قبل بداية الموسم كان مثار جدل واسع، فى ظل صغر سنه نوعا ما “45 عاما” بالإضافة الى خلو سيرته التدريبية من أى ألقاب كبيرة وقدومه من اسبانيا بعد توقف دام عدة أشهر عن العمل بعد خسارته الكبيرة أمام ريال مدريد بخمسة أهداف مقابل لاشيء فى الليجا حينما كان مدربا لفريق ريال بيتيس وهى الخسارة التى أدت إلى إقالته من منصبه. هناك من يرى فى جاريدو نسخة جديدة قادرة على تكرار تجربة مانويل جوزية الذى كان مدربا صاحب اسم كبير فى البرتغال ولكن بدون ألقاب كبري، وصنعها برفقة الشياطين الحمر عبر 3 ولايات له فى الفترة بين عامى 2001 - 2012 خاصة ان جاريدو عمل مديرا فنيا لفرق ذات اسم فى إسبانيا مثل فياريال الذى صعد به إلى دورى أبطال أوروبا عام وأيضا عمله مديرا فنيا لفريق كلوب بروج البلجيكى قبل عمله فى اخر تجاربه مع الليجا فى ريال بيتيس. ويملك خوان جاريدو الذى تولى المهمة فى الأهلى يوليو الماضى لقبا فى جعبته حققه أيضا مع الشياطين الحمر وهو الفوز ببطولة كأس السوبر المصرى على حساب الزمالك بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبيا فى الوقت الأصلى. ولكنه فى المقابل خسر لقب كأس مصر فى أول ظهور له عندما تولى المسئولية فى نهايات الموسم الماضى خلفا لفتحى مبروك وودع المنافسات فى دور الأربعة بعد الخسارة أمام سموحة بهدفين مقابل هدف. ويحسب لجاريدو الوصول إلى الدور النهائى فى ظل ظروف صعبة أبرزها النقص العددى الذى يعانى منه الفريق بعد إخفاق الإدارة فى تجديد عقد احمد فتحى الظهير الأيمن وأحد عناصر الخبرة وبيع رامى ربيعة مدافع الفريق إلى سبورتنج لشبونةالبرتغالى بعدما أصر اللاعب على الرحيل وعدم تأجيل خطوة الإحتراف لما بعد الكونفيدرالية ليفقد جاريدو بدون تدخل منه لاعبين مهمين أضيفا على نجمين كبيرين كانا مصابين وقت توليه المسئولية وهما محمد ناجى جدو رأس الحربة وعبدالله السعيد صانع الألعاب. ولكن جاريدو يتحمل المسئولية فى المقابل عندما تخلى عن لاعبين بالجملة فى نهاية الموسم ممن كانوا مقيدين أفريقيا مثل شهاب الدين أحمد وأحمد نبيل مانجا محورى الإرتكاز وسيد معوض وأحمد شديد قناوى ظهيرى الجنب والسيد حمدى واحمد رءوف رأسى الحربة. وفى النهاية تبقى مباراة الليلة نقطة فاصلة فى مسيرة جاريدو مع الأهلى فالتتويج فيها يصنع منه بطلا حقيقيا قادر على تحدى أصعب الظروف، ويزيد من اسهمه، فيما سيؤدى الإخفاق الى فتح الباب مبكرا لتقييم تجربة الرجل فى ستة أشهر قضاها مديرا فنيا للأهلى.