هذه الأيام هي الموعد السنوي لاستخراج البطاقات الانتخابية للمواطنين الذين لم يسبق لهم استخراجها, وهذه الفترة محددة بثلاثة أشهر وفقا للقانون ويتم استخراجها من أقسام الشرطة وبهذه المناسبة فانني أضم صوتي الي العديد ممن يطالبون ببعض المطالب المرتبطة بهذا المشروع, سواء من مثقفين أو منظمات المجتمع المدني كالمركز المصري لحقوق الانسان الذي وجه نداء أتضامن معهم فيه في أن تقوم وزارة الداخلية بتخصيص أماكن خاصة لاستخراج البطاقات الانتخابية للمواطنين خارج أقسام الشرطة, نظرا لرفض الكثير من المواطنين الذهاب إلي أقسام الشرطة للحصول علي البطاقات خشية التعامل معهم بعنف من قبل أفراد الشرطة داخل الأقسام, حتي لو كان ذلك غير صحيح كما سيقوم المسئولون في وزارة الداخلية الا أن لدي المواطنين الآن صورة ذهنية سلبية عن أقسام الشرطة نحن جميعا بحاجة للعمل علي تصحيحها, هذا بالإضافة إلي أن معظم التخوفات من التجاوزات داخل الأقسام مرتبط ذهنيا بالنشاط السياسي وبطبيعة الحال فإن الحصول علي البطاقات الانتخابية للمشاركة بها في العمليات الانتخابية هو من مبادئ العمل السياسي علي المستوي الشعبي. لذلك فإن فكرة أن تنقل وزارة الداخلية الموظف المختص بعمل البطاقات الانتخابية إلي أحد مباني الدولة كالأندية أو السجل المدني( بعيدا عن الأقسام) أو المؤسسات الاجتماعية أو حتي مقار الأحزاب السياسية لتنفيذ إجراءات استخراج هذه البطاقات أو إرسالها إلي المؤسسات التعليمية بحيث يحصل عليها كل من يبلغ الثمانية عشر, بما يزيل الخوف والرهبة من أنفس المواطنين للحصول علي أبسط حقوقهم للمشاركة والإدلاء بآراءهم في جميع العمليات الانتخابية. مثل هذا الاجراء يؤكد المفهوم المطلوب فيما يتعلق بالتكامل بين الشعب والشرطة, وأن الشرطة حقا في خدمة الشعب من خلال العمل علي راحته وتقديم الخدمة بما يسهم في إنجاز الحقوق حتي يقوم المواطن بواجبه. وأتفق مع الرأي القائل إن استخدام' البطاقات الذكية' في العمليات الانتخابية في السنوات القادمة سوف يكون بادرة مهمة للتأكيد علي نزاهة العملية الانتخابية, حيث يصعب التزوير, كذلك تتبرأ الحكومة من الاتهامات الموجهة إليها بأنها شريك في هذا بل وأنها تقوم بالتزوير لصالح بعض المرشحين أو الحزب الحاكم. كذلك أن يكون استخراج البطاقات الانتخابية جميع شهور السنة وليس مقصورا علي فترة زمنية بعينها, فلا ضير من إتاحة هذه الخدمة طوال العام وليس ثلاثة أشهر فقط. علي المواطنين دور مهم أن يقوموا بدورهم في الحياة السياسية وأن يسرعوا باستخراج البطاقات الانتخابية خلال الفترة الحالية حتي يتمكنوا من المشاركة في كل الانتخابات القادمة, كذلك أن يتخلي المواطنون عن نظرة اليأس التي تسيطر عليهم جراء أية انتخابات تجري في مصر, وانه لا فائدة من مشاركتهم لان الأمور محسومة مسبقا, وهو ما ينتج عنه جرأة المزورين- ايا كانوا- علي القيام بتزوير حقوق وإرادة كل من هو سلبي, ولكن في حال التصدي لهؤلاء فإن الواجب هو المشاركة بإيجابية, وهي الطريق الوحيد لإقرار الحقوق. [email protected]