قال الدكتور حسن نافعة أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة إن مردود الحكم ببراءة مبارك ورجاله خطير جدا علي الحياة السياسية في مصر في الوقت الراهن, وأخطر ما يمكن أن يحدث أن تتآكل شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن كان البطل المنقذ الذي أنقذ الشعب من حكم جماعة الإخوان, ربما يتعمق الاعتقاد لدي الناس أن السيسي هو مبارك الجديد والذي أنقذه من الحبس وليس الذي أنقذ مصر من طغيان الإخوان. أوضح أن الكرة حاليا في ملعب السيسي وأصبح مطالبا بأن يقنع الشعب بان الطرف الذي قتل المتظاهرين وافسد الحياة السياسية ووصل بالبلاد إلي هذه الدرجة من الخراب سوف يحاكم, مؤكدا أن البراءة تعني وجود طرف غائب لابد من البحث عنه ومحاكمته بعد أن أوصل البلاد إلي الهاوية, خاصة ان الناس لديها قناعة تامة بان مبارك هو المسئول عن قتل المتظاهرون, لافتا إلي أن الناس في25 يناير لم يثوروا علي حكم الإخوان وإنما ثاروا علي حكم نظام مبارك, نظر لان هناك فارقا بين الحكم السياسي الذي أصدره الشعب علي مبارك في25 يناير بالإسقاط وأكده مبارك نفسه بالتنحي في11 فبراير2011, ليأتي القضاء الآن ويقول أن مبارك ليس مذنبا, ولهذا فالكل يتسأل الآن أين المذنب للقصاص لدم الثوار ؟! أشار إلي انه لابد للسيسي بان يجيب علي هذا السؤال وان يتخذ قرارات ثورية وفورية خاصة وان خلاف ذلك لن يفيد مهما اتخذ من إجراءات إصلاحية, نظرا لأن اي دعاية مضادة للسيسي من الممكن أن تثمر, وان ما حدث من ترتيبات لمواجهة مظاهرات جمعة فتنة الخوارج أول أمس بخروج الجيش والشرطة بهذه الكثافة أنما هي تمثيلية رغم أنها لم تصل إلي كونها مظاهرات عادية. لقد حكم القاضي بما تبقي له من أدلة, فكثير من الأدلة قد طمس أو حجب, وبما عنده من نصوص قانونية تم سنها في عهد مبارك, لكن الأصل المتفق عليه أغلب الناس في مصر أنه لا تعقيب علي الحكم لكن يمكن مناقشة آثاره المقبلة, هذه جمله بادرنا بها الدكتور عمار علي حسن أستاذ العلوم السياسية, حيث قال إن القاضيين اللذين نظرا القضية وحكم الأول علي مبارك بالمؤبد وبرأه الثاني, فكلاهما أراد أن يقول صراحة إن حكم مبارك كان فاشلا وأن الثورة عليه كانت مبررة, لكن الحكم يحتاج إلي أدلة ويلتزم القاضي بنص القانون الذي يصدر أحكامه من خلاله. أما ما لم ينظره القضاء وهو محاكمة عهد بأكمله, فمن الضروري أن يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام ما قاله القاضيان, ففيها تنبيه إلي أن تبرئة مبارك لا تعني أن سياساته كانت ناجحة وأن الشعب كان راضيا عنها, بل علي العكس تماما وإلا ما قامت الثورة. أما الدكتور ناجح إبراهيم القيادي السابق بالجماعة الإسلامية فقال إن براءة مبارك سوف تخلف أثار مختلفة ومتناقضة في ذات الوقت, قوات الأمن شعرت بالفرح والسرور والتماسك لان مكانتها عادت مرة أخري, وشعور أعضاء الحزب الوطني المنحل بالقوة بعد تفكك بخروج رئيس الحزب من الحبس مرفوع الرأس ببراءته, أما القوي الثورية فتعد حكم البراءة بمثابة أكبر ضربة لها وان من مات وقتل وأهدر دمه في الثورة قد ضاعت دماؤهم هباء منثورا, كما يمثل الحكم للقوي الإسلامية صدمة بكل المقاييس لأنهم شاركوا في الثورة وضاع منهم الحكم وحل رئيسهم ضيفا مستديما داخل السجون, فضلا عن إدانتهم إعلاميا بقتل المتظاهرين, في الوقت الذي يقف الجيش علي الحياد فلا يؤثر عليه الحكم سلبا أو إيجابا.