واحس جوايا بميت نغم ميت نغم يملي السكات هكذا عبرت صباح في اغنيتها ساعات ساعات عن ما نراه في مشوارها الغنائي من حب للغناء الذي استمر باستمرار حبها للحياة فكان وسيلتها للتعبير عن رؤيتها لجمال العالم وروحها التي تشكلت بخليط من الحب والدلع وقوة الجبل الذي لم يتركها طوال مشوارها الفني. كانت الشحرورة الاوفر حظا من بين فنانين اخرين أتت بهم الهجرة الفنية الي مصر, فمنهم من انطفأت شمعة عطائه بعد سنوات قليلة ومنهم لم يستطع ان يستمر مع الوسط الفني, لكن صباح اثارت اعجاب كل من عمل معها في افلامها او كملحنين وكتاب كلمات اغانيها, هذا بخلاف الجمهور الذي رأي بها اشراقة النجمة القريبة من القلب. لعبت صباح دورا كبير في نهضة الاغنية اللبنانية المعاصرة والاغنية السينمائية المصرية, من خلال نشاطها الفني الكبير وعملها مع كبار الملحنين في مصر ولبنان, وتطوع صوتها مع تلك المدارس المختلفة في التلحين, لكن هذا المشوار لم يأتي بين يوم وليلة وهذه السيطرة علي طبقات الصوت كان لابد لها من تدريب كبير. بدأت صباح حبها للفن منذ طفولتها عندما تلقت أصول الغناء اللبناني الفولكلوري الأصيل, علي يد عمها أسعد الفغالي او كما عرف شحرور الوادي, أحد أشهر الزجالين في التاريخ اللبناني, وبعد ذلك انطلقت في الغناء بلبنان, ثم اتت بعد ذلك المرحلة الاهم وهي الهجرة الفنية لمصر التي كانت معبرا لكل فنان لكي يصل لمساحة ارحب ابداعا وجمهورا. فلفتت صباح انتباه المنتجة السينمائية اللبنانية الأصل آسيا داغر, وكانت هذه البوابة الاولي لصباح للعمل في السينما فأتت إلي مصر بصحبة والدها ووالدتها ونزلوا ضيوفا علي آسيا فتعاونت صباح في اغانيها بألحان لبنانية من الأخوين رحباني وعفيف رضوان وزكي ناصيف ووليد غلمية وعصام رجي وإيلي شويري, وكانت مساهمتها الأكبر والأبرز في تاريخ الأغنية اللبنانية, كانت من خلال تعاونها الغزير مع فيلمون وهبي. كما شاركت المطرب الكبير الراحل وديع الصافي الغناء, في من أحاديثه أنه يكون أكثر ارتياحا في أداء ألوان الغناء اللبناني الأصيل, عندما تكون صباح شريكته في الغناء. أما ملحنين الاغاني المصرية والذين مثلوا مدارس اكثر تنوعا هم رياض السنباطي ومحمد القصبجي وزكريا أحمد, وبعد ذلك انتقلت في تعاملها مع مدارس اوسع ابرزت جوانب اخري في صوتها مثل محمد عبد الوهاب ومحمد فوزي وفريد الأطرش, ثم جاءت مرحلة كمال الطويل ومحمد الموجي ومنير مراد وبليغ حمدي وسيد مكاوي وغيرهم.