تعاني محافظة البحيرة بجميع مدنها ومراكزها وقراها وطرقها الداخلية والطريق السريع الزراعي من سحابة سوداء خطيرة تهدد صحة المواطنين, وتشتد هذه السحابة الدخانية وتغطي سماء المحافظة بصورة واضحة للغاية بمجرد غروب الشمس وقد قام( الاهرام المسائي) بالاستفسار عن هذه السحابة المختلفة تماما عن سحابة حرق قش الأرز واتضح أنها سحابة جديدة ناتجة عن حرق( حطب القطن) حيث لم يجد مزارعو محصول القطن لهذا العام أي طريقة للتخلص من حطب القطن سوي حرقه بعد أن كان يستخدم في الماضي لأغراض طهي الطعام وتصنيع الخبز في المنازل. ويقول أسامة عبدالغفار من سكان قرية الأبعادية, أنه ولأول مرة أشعر أنا وزوجتي وابني وابنتي أثناء الليل بضيق في التنفس واحمرار بالعينين مع تساقط دموع منهما, وبسؤال الجيران داخل القرية لم نعرف الاسباب إلا أنه بعد مرور أكثر من أسبوع من استمرار هذا الموضوع اتضح لنا أن السبب الرئيسي هو قيام مزارعي القطن بالتخلص من الحطب بحرقه. وتدخل أحمد العسال من سكان القرية قائلا: بعد أن اكتشفنا سبب هذه الظاهرة الغريبة طالبنا من المسئولين عن الزراعة بوقفها ولكنها لا تزال مستمرة كما كان يحدث في أزمة حرق قش الأرز وأضاف أن هذا الأمر يتطلب قيام الدولة بإيجاد آليه للتخلص من حطب القطن حتي لا يتم حرقه ويتسبب في اصابتنا بالأمراض. وقالت سحر فرغلي ربة منزل من سكان قرية سنهور والله العظيم حرام إلي بيحصل لينا هذه الايام هو إحنا خلصنا من الهباب إلي اسمه قش الأرز علشان يجيلنا حطب القطن ده المزراعين عندهم بيوت وأولاد زينا ليه يحرقوا حطب القطن ويعملوا فينا كده, دي أنا عندي طفل صغير عمره سنتين وبنتين في مراحل التعليم الابتدائي والاعدادي ما بيعرفوا يتنفسوا طوال الليل بسبب هذا الدخان اللعين. وأشارت فرغلي إلي أن والدتها وجدتها وجميع أقاربها وجيرانها كانوا يستغلون هذا الحطب أفضل استغلال في طهي الطعام وإنتاج الخبز في الأفران البلدي بالمنازل لدرجة أننا كنا نشتري هذا الحطب بكميات كبيرة ونقوم بتخزينه علي أسطح المنازل لنستخدمه طوال العام, أما الآن فلسنا في حاجة لاستغلال هذا الحطب فلدينا أكثر من فرن لإنتاج الخبز المدعم, وكل منزل في القرية به بوتاجاز وفرن أما بالغاز أو بالكهرباء لدرجة أن شكل المنزل الفلاحي انتهي في القرية. واشتكي علاء خليفة من سكان شارع الحبروك بدمنهور, من كثافة السحابة السوداء التي تغطي سماء مدينة دمنهور علي وجه الخصوص وقال إنه خلال الأيام الماضية ازدادت حدت السحابة السوداء في دمنهور واتضح لنا أن سببها قيام بعض مزارعي القطن بحرق حطبه داخل الحقول مطالبا من مديرية الزراعة والوحدات المحلية بالقيام بدورهم في منع هذه الظاهرة التي تسبب العديد من الأمراض الخطيرة للمواطنين. ومن جانبه أكد المهندس زكريا عفيفي وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة ل( الأهرام المسائي) أن مزارعي القطن من المساحات الكبيرة تتعاقد معهم شركات الاسمنت لشراء حطب القطن لاستخدامه كوقود في أفران أنتاج الأسمنت مشيرا إلي أن أصحاب المساحات الصغيرة هم الذين يقومون بحرق حطب القطن, وأضاف عفيفي أن المديرية تقوم بحملات تفتيشية وعمل محاضر للمخالفين, كما أكد أنه تم حتي الآن صرف مبلغ20 مليون جنيه من المبالغ المخصصة لدعم مزارعي القطن والمديرية مستمرة في صرف المبالغ المستحقة لدعم مزارعي القطن, وقال عفيفي إن عمليات جني محصول القطن بالبحيرة لاتزال مستمرة.