أصبحت المياه الجوفية بمثابة خطر داهم علي حياة المواطنين في أسوان, بعد أن تأخر كثيراتنفيذ التوصيات العلمية التي حددتها دراسات كلية العلوم بأسوان ومعهد بحوث المياه, حيث أوصت هذه الدراساتمنذ سنواتبضرورة الإسراع بإعادةتشغيل آبار منطقة الشلالالجوفية للقضاء علي هذه الظاهرة. هناك في المنطقة الواقعة وخلف مصنع كيما للأسمدة تبدو المياه الجوفية وكأنها بحيرة تراكمت فيها تسريبات المياه داخل محجر الرمال القديم, وسط العديد من التساؤلات التي تدور حول أسباب توقف الأبار وعدم الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بمنطقة الشلال, في ظلعدم توافر الاعتمادات المالية الكافية, مما أدي إليتأخير ضخ مياه هذه الآبار خشية منتلوث خزانها الجوفي ومن جانبهم طالب الأهالي المتضررون بتدخل رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لتوفير الاعتمادات المالية المطلوبة للمشروع, وسرعة مواجهة هذه الظاهرةقبل أن تقع كوارث هم في غني عنها. يقول أحمد عبده شعبيطة من أبناءمنطقة نجع المحطة إن المياه تداهم المنطقة بوضوح,ولكن بسبب طبيعة تربتها الصخرية تجمعت المياهعند الاستاد الرياضي والمدافن المجاورة له, وأوضح أن الإهمال في معالجة هذه المشكلة سيؤدي إلي تفاقمها, وبالتالي ستكون المنازل مهددة بالانهيار, وطالب بالتحرك السريع للتوصل إلي أسباب وصول المياه إلي معظم مناطق المدينة. ومن أسوان إلي قرية فارس غرب كوم أمبو حيث تعرضتالقرية إلي غرق زراعاتها ومساكن بعض مناطقها من قبل, حيث يقول العمدة محمد أبو القاسم إنه وعلي الرغم من علاج المشكلة ظاهرياإلا أن هذا العلاج لم يتطرق إلي جذور وأسباب تسرب هذه المياه, وقال لابد أن تكون هناك دراسة علمية متأنية للتوصل لأسبابها وإلا ستعود المياه مرة أخري لتغرق ممتلكات الأهالي. ويشير محمد عبدالمنعم من شباب حي العقاد بمدينة أسوان إلي أن المياه الجوفية باتت تمثل خطرا داهما علي المباني, حيث أغرقت بدرومات العمارات السكنية, وللأسف كلما ارتفع منسوب المياهيتم شفطها وردمها بالرمال, الأمر الذي قد يؤثر علي أساسات المباني ويعرضها للانهيار. ويضيف محذرا بأنالأمر سيكون غاية في الخطورةفي حال تعرض السكان لأي مكروه, مطالبا الحكومة بالتدخل فورا لمعالجة هذهالظاهرة المخيفة قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه. فيما أكد الدكتور سيد عبده أستاذ الجيولوجيا وعميد كلية العلوم السابق بجامعة أسوان إن الدراسات الجيولوجية السابقة توصلت إلي أن توقف تشغيلآبار الشلال الجوفية منذ سنوات هوالسبب الرئيسي في ارتفاع منسوب المياه الجوفية التي انتشرت في المدينة, فهناك35 بئرا توقفت فجأة عن العمل لعدم استكمال مشروع الصرف الصحي بالشلال جنوب شرق أسوان, حيث كانهناك خوف شديد من تأثر الخزان الجوفي بالتلوث, وقال إن هذه الآبار كانت تضخ12 مليون متر مكعب من المياه, بالإضافة إلي ماتضخه آبار كيما من كميات تقدر بنحو13 مليون متر مكعب سنويا. وأوضح أستاذ الجيولوجيا بأن روشتة علاج المياه الجوفية في أسوان تتلخص في إعادة تشغيل الأبار الجوفية المتوقفة, واستغلال المياه في ري الحدائق والغابة الشجرية بطريق وادي العلاقي, مع تبطين أحواض المفرخات السمكية التي تسرب نحو مليون متر مكعب من المياهسنويا, وأيضاتوعية المزارعين في القري التي تتعرض لهذا الخطر بري الزراعات بأنظمة الري بالتنقيط. ومن جانبه قال اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان إن الدراسات العلمية حددت أسباب تسربات المياه الجوفية بالمدينة, وعلي رأس هذه الأسباب توقف الآبار عن الضخ منذ عام2010, وأكد يسري أن المحافظة لم ولن تتأخر عن مواجهة هذه الظاهرة التي ستنتهي تماما مع الانتهاء من أعمالاستكمال مشروع الصرف الصحي الجاري حاليا بمنطقة الشلال, حيث سيتم ربط مياه جميعالآبار بشبكة المدينة بعد التأكد من سلامتها كيميائيا وبكترولوجيا. وأوضح المحافظ أنه يتم التعامل من خلال أجهزة المحافظة مع أي بلاغات حولأي تراكمات للمياه في المباني, وذلكبشفطها فورا حفاظا علي أرواحالمواطنين وممتلكاتهم.