img border='0' alt='منطقة عمليات 'عادي' في السودان بقلم : د. محمد عبدالسلام' title='منطقة عمليات 'عادي' في السودان بقلم : د. محمد عبدالسلام' src='/MediaFiles/1_16_12_2010_55_41.bmp' المصيبة, أن أحدا لم يكن ليتحرك لو لم يقم أحدهم بالتقاط' فيديو الموبايل' القصير, الذي يقوم فيه شرطيان بجلد سيدة, باستخدام السوط, في السودان, فلو كان ماصدر عن تلك الواقعة مجرد خبر قصير ولم يشاهد أحد ماجري بذلك الوضوح, كان الأمر سيمر رغم أن هناك سيدة جلدت بتلك الصورة المهينة, والسؤال الآن هو عمن لم يتم التقاط صور لهم, وهم يجلدون, خاصة أن المسألة تبدو, كممارسة عادية, تتعلق بعقوبات تتعلق بالانحرافات والخمور, وربما الملابس المكشوفة, وفقا للقانون السوداني الحالي. إننا جميعا كنا نعرف, بصورة ما, أن ذلك يطبق, وقرأنا أخبارا, وسمعنا قصصا, من أشقاء في السودان, لكننا لم نكن قد رأينا صورا لما يجري, وبالتالي لم نهتم, لكن المسألة هذه المرة تجاوزتنا جميعا, فمارأيناه ليس فقط سيدة تجلد, وإنما حشد كبير من البشر يشاهدون مايجري من بعيد, دون أن يتدخل أحد, أو يتحرك إلي نهاية' الشريط', حتي عندما بدأت العملية تتخذ شكلا عشوائيا وقاسيا. وبالتأكيد فإن العدد الكبير الذي كان يشاهد الواقعة, لم يكن مستمتعا بما يجري, فأهل السودان طيبون, لكن يبدو أن المسألة' عادي', وربما شاهدوها من قبل. كانت الردود الرسمية علي ماجري أيضا هي أن المسألة عادية, فأحد المسئولين يهدد بملاحقة من صور الفيديو, ومسئول آخر يقرر أنه سيتم التحقيق في الكيفية التي نفذت بها العقوبة, وليس الواقعة ذاتها, ولاأعرف لماذا لا أريد أن اتصور أن المسألة هكذا, وأن بقايا فترة حسن الترابي, الذي كان يتحدث منذ يومين بابتسامته الشهيرة التي تسبب الغيظ, لم تنته بعد. المشكلة أن أحدا لم يقرر حتي أن يراعي في تعليقاته أن البلد علي وشك الانقسام لأسباب مختلفة, كان من بينها أن هناك من قرر أن يطبق مثل تلك القوانين في مناطق تعتقد أنه لايجوز تطبيقها فيها. إن أفضل ماحدث هو أن هناك من بدأ يحتج في السودان علي أن ماحدث' غير عادي', فربما يؤدي ذلك إلي التفكير بشكل مختلف في بعض الأمور. [email protected]