img border='0' alt='منطقة عمليات مقبول' مرتفع' بقلم د. محمد عبد السلام' title='منطقة عمليات مقبول' مرتفع' بقلم د. محمد عبد السلام' src='/MediaFiles/د.محمدعبدالسلام_14_7_2010_58_21.jpg' لا أريد أن أقول جيد مرتفع حتي لايبدو الأمر وكأنه إفراط في التفكير الإيجابي, لكن الاستطلاع الذي أجراه الحزب الوطني علي عينة كبيرة من المواطنين تصل إلي2500 شخصا بشأن التوجهات السائدة لدي الرأي العام حول السياسات العامة, تظهر أن المسألة ليست كما تبدو عليه, فمن يقرأ ما تكتبه بعض الصحف المستقلة, أو يتابع مايبث في برامج الحوارات, سوف يخلص إلي نتيجة وهي الأوضاع سيئة لدرجة الكآبة, وأن المجتمع يقترب من الانفجار, وهو ماتم تحذيرها منه مرارا, وبدأت بعض الصحف والبرامج تدرك أنها إذا استمرت في بث تلك الانطباعات, فإن الناس سوف ينصرفون عنها, فليس هناك من يمكنه أن يحتمل مثل تلك الطريقة في الضغط علي الأعصاب, خاصة وأن الواقع ليس بهذا السوء, بل العكس أحيانا, وليس سرا توزيعيا بالنسبة لتلك الصحف, أن عملية الانصراف قد بدأت. إن من الممكن أن يقال ببساطة إن الاستطلاع من صناعة الحزب الوطني, لكن مايجب أن يقال أيضا إن الحزب قد أجراه لأهداف داخلية, وليس الترويج لنفسه في الأساس, وأن الهدف منه هو محاولة صياغة برامج انتخابية قريبة من الاحتياجات العامة, ولن يقوم أي كيان سياسي بمحاولة لي أي حقائق تؤدي إلي مشكلة له قبل غيره, كما أن النتائج تبدو واقعية, فقد جاءت علي نمط أن المدارس موجودة, لكن نوعية التعليم تحتاج إلي نظر, وأن الوحدات الصحية هناك, لكن الخدمة تحتاج إلي تطوير, وأن المياه تصل إلي نسبة غالبة من المواطنين, لكن نوعية المياه تتطلب اهتماما, ولم تظهر آثار قوية لمشكلات خاصة بالإسكان, أو غيره. إن المشكلة الرئيسية التي ركزت غالبية المصريين علي أنها تمثل أولوية بالنسبة لها هي' ارتفاع الأسعار', فمن الواضح أن المسألة أصبحت مقلقة بشدة للأسر المصرية, التي لم تعد تتمكن ببساطة من ضبط ميزانياتها, كما أنها تطال الجميع دون تمييز, ثم تأتي بعد ذلك مشكلة البطالة, التي تمثل صداعا مزمنا في البيوت, لكن يبدو أن حجمها لم يعد كما كان عليه, وقد أدت مثل تلك النتائج إلي إثارة نقاش واسع حول سياسات جوهرية ينبغي أن يتم التفكير فيها, كإعادة توزيع الدخل, من خلال أساليب اقتصادية, وتحسين نوعية حياة الناس, إضافة إلي خلق فرص عمل للقادمين الجدد إلي السوق بأي طريقة, والهدف في النهاية كما قال أحد الوزراء هو' الثقة', أي أن تكون هناك قدرة أكبر علي التوقع وعدم المفاجأة, ويبدو أن البداية ستكون موجة جديدة من تنشيط السوق, كما حدث عام.2009