أمال كبيرة وطموحات أكبر يتمسك بها شباب محافظة أسوان,لإعادة تشغيل المشروعات التي تعطلت بفعل فاعل,بعد الأحداث التي شهدتها مصر منذ25 يناير2011 حتي ثورة30 يونيو التي أعادت مصر للمصريين. من ضمن هذه المشروعات, المجمع الصناعي الكبير الذي أقيم بالفعل في منطقة السباعية شرق شمال مدينة إدفو والشهيرة بخام الفوسفات, وهو المجمع الذي كان من المقرر أن ينتج سماد أحادي الفوسفات بطاقة300 ألف طن سنويا,لسد العجز في الأسمدة الزراعية بالصعيد منذ عام2008, تاريخ البدء في أعماله الإنشائية. الغريب إنه قبل ثورة يناير لم تكن هناك أية اعتراضات شعبية بشأن هذا المشروع الذي استهدف تشغيل الشباب المقيمين في دائرة مركز إدفو, وما أن اندلعت الثورة حتي بدأت معاول الهدم تنال منه, لدرجة أن مثيري الفتن أطلقوا عليه أجريوم أسوان نسبة لمشروع دمياط الذي أثار ضجة بيئية منذ سنوات. عموما وبعد الاستقرار وبدء مسيرة التنمية الحقيقية في عهد مصر الجديدة الخالية من الإرهاب, بدأ التفكير الجدي في إعادة تشغيل هذا الصرح الصناعي الذي لا ينتظر سوي إشارة البدء فقط, وفي هذا الإطار شهدت محافظة أسوان جلسة استماع تشاورية حول دراسة تقييم الأثر البيئي المعدلة لهذا المجمع, حيث أعلن اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان في البداية عن موافقة الهيئة العامة للتنمية الصناعية علي إقامة مجمع صناعي أخر للأسمدة الفوسفاتية بالسباعية بمركز ادفو, وذلك علي مساحة5 ألاف فدان لاستغلال المواد الخام المتوافرة في هذه المنطقة بالشكل الأمثل,بهدف تحقيق التنمية المنشودة من خلال استثمار كافة الثروات التعدينية والمحجرية والتي تصل لنحو37 مادة خاما. وحول المصنع المتوقف, قال محافظ أسوان إن قرار وزارة البيئة سيكون هو الفيصل لإعادة تشغيل مصنع أسوان للأسمدة الفوسفاتية بالسباعية,الذي توقف العمل فيه منذ ثورة25 يناير, حيث سيقوم جهاز شئون البيئة التابع للوزارة بمراجعة كافة الاشتراطات والتأكد من مطابقتها بيئيا علي المنطقة المحيطة بموقع المصنع الحالي بالسباعية شرق, تحسبا لعدم حدوث أي أضرار مستقبلية علي أهالي المنطقة. وأكد المحافظ بأنه لن يسمح علي الإطلاق بأي أضرار قد تلحق بأي مواطن, وقال إن أهالي القري المحيطة بالمجمع المتوقف هم المنوط بهم حمايته, وأنه لن يتواني عن التيقن والتأكد تماما من مطابقة التوافق البيئي للمعاييرالخاصة بالصحة العامة مع النسب العالمية, وأيضا توافر جميع اشتراطات السلامة البيئية والأمان الكامل, وهو ما رصده عن طريق جهاز شئون البيئة حفاظا علي سلامة أهالي السباعية, وأكد مصطفي يسري أنه في حالة تشغيل المصنع مرة أخري, سيتم التنسيق مع إدارة المصنع لمنح الأولوية لأهالي السباعية وادفو وأسوان في تشغيل أبنائهم, في الوقت الذي سيتم تكليف شباب المنطقة المحيطة بالعمل في نقاط الرصد البيئي التي سيتم إنشاؤها داخل القري, لقياس ورصد الانبعاثات الخاصة بالمصنع وضبط أي تجاوزات في النسب والمعايير. من جانبه أوضح المهندس عبد السلام الجبلي رئيس مجلس إدارة مصنع أسوان للأسمدة الفوسفاتية بأن الأعمال الإنشائية للمصنع قد بدأت في عام2008 واستمرت لمدة عام ونصف العام علي مساحة175 ألف متر مربع وباستثمارات تقدر بنحو300 مليون جنيه, ويضم المصنع وحدة انتاج لسماد أحادي سوبر الفوسفات الناعم بطاقة300 ألف طن/ سنويا, ووحدة تحبيب بطاقة200 ألف طن سنويا, وقال أن المصنع قد وفر1500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في مراحله الأولي, وأكد أنه تم تغيير الحدود المسموح بها للانبعاثات الغازية, وفقا للقانون رقم9 لسنة2009 ولائحته المعدلة بالقرار الوزاري رقم710 لسنة2012, كما تم تعديل المسافة بين أقرب مجمع سكني والمصنع لتكون415 مترا, مع إضافة أجهزة رصد علي جميع مداخن الشركة ونقاط متفرقة في عزبة البوستة, لتكون مرتبطة بشكل مباشر بغرفة تحكم الإدارة المركزية لنوعية الهواء داخل جهاز شئون البيئة. وقال رئيس مجلس إدارة المصنع المتوقف حتي الأن أن جلسة التشاور مع أهالي السباعية تهدف في المقام الأول لوضع معايير وأسس محددة لآلية التعامل بين إدارة المصنع والأهالي بشفافية كاملة, وأيضا لخلق ثقة متبادلة فيما بينهم من أجل الوصول إلي الهدف المنشود, وأكد أنه في حال إعادة تشغيل المصنع من جديد بقرار جهاز شئون البيئة,, سيتم علي الفور البدء في تنمية المنطقة المحيطة بالمصنع بالكامل وتقديم كافة الخدمات المجتمعية, ووعد بأنه سيتم تخصيص30% من أرباح المصنع لهذا الغرض علي مدي5 سنوات, وذلك للمساهمة في تنفيذ الخطط الحكومية الخاصة بتطوير المدارس والوحدات الصحية وتنفيذ مشروعات الصرف الصحي ومياه شرب والطرق, بالإضافة إلي تحسين الظروف المعيشية للأسر, وتعهد الجبلي بتوريد كافة الأسمدة لمحافظة أسوان بأسعار تقل كثيرا عن السوق المحلية. وفيما أشار الدكتور شريف الجبلي عضو مجلس الإدارة إلي أنه تم عقد اجتماع مع وزير البيئة الدكتور خالد فهمي منذ3 أسابيع لمناقشة إعادة تشغيل المصنع, أكدأن الوزير قد طلب من رئيس جهاز شئون البيئة البدء فورا في مباشرة أجهزة الرصد العمل داخل القري المحيطة, لرصد كافة الانبعاثات أولا بأول مع ربطها بالشبكة القومية بالوزارة, وقال إنه فور تشغيل المصنع سيعم الخير والرخاء علي الجميع وستتحقق التنمية للمنطقة بالكامل. علي الجانب الأخر طرح شباب السباعية ومركز ادفو عدة مقترحات اتسمت بالايجابية, حيث تم عرض كافة الأراء المتمثلة في التأكد تماما من المعايير البيئية قبل إعادة تشغيل المصنع, مع منحهم الأولوية في فرص العمل في كافة التخصصات, سواء العمالة الفنية أو الأمن أو خلاف ذلك, وطالبوا بالبدء في تأهيلهم وتدريبهم علي آلية ومنظومة العمل, وأكد أهالي السباعية أنه بالتنسيق مع مسئولي المصنع المتوقف سيتم ترتيب عقد اجتماع موسع مع أهالي المدينة لتوضيح كافة الأبعاد الخاصة بالمصنع, والاستماع عن قرب إلي مطالبهم, حتي يتم تقريب وجهات النظر فيما بين الجميع.