قنابل الإرهابية تظهر في حلوان

المكان.. محيط جامعة حلوان, الزمان..عقارب ساعات الجامعة تعلن عن الحادية عشرة من ظهيرة امس, السيارات تنطلق في سرعة متوسطة, الحالة طبيعية فيما يحيط بالجامعة, طلبة يستعدون للمحاضرة التالية قادتهم أقدامهم الي خارج الاسوار
ليروون ظمأهم بمشروب بارد او يشاركون زملاء آخرين في كيس حلوي جافة تعينهم علي استكمال يومهم الدراسي, في المجمل كانت الاوضاع هادئة وعلي ما يرام لم يكن هناك ما ينذر بحدوث كارثة في اللحظات التالية..
فجأة ودون مقدمات يهز المكان امام الوحدة الأمنية الخاصة بتأمين مدخل الجامعة صوت مدوي ظل صداه يدوي عدة دقائق فزع كل من وصل اليه الصوت المفاجئ القوي اعتقد الكثيرون معه انه إطار تالف لأحد الاتوبيسات الضخمة المارة بالطريق اختار مدخل الجامعة لتنتهي صلاحيته أمامه لكن بعد دقائق مرت بطيئة في التساؤل والتحرك بسرعة هنا وهناك بعيدا عن الغبار ظهرت الخسة واضحة بعد ان تطاير الدخان بعيدا ليظهر مشهد مؤسف بأفراد من الشرطة ممده أجسادهم علي الأرض تنزف ليتأكد للجميع انه عمل ارهابي خسيس بعد ان تبين انها قنبلة القي بها مجهولون تجاه القوة الشرطية المرابطة امام مبني الجامعة..
البداية عندما تلقي اللواء محمد قاسم مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة اخطارا من نائبه اللواء عصام سعد يفيد بورود بلاغ لغرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة بوقوع انفجار بمحيط جامعة حلوان.
وبانتقال الأجهزة الأمنية وإجراء الفحص تبين انه اثناء تمركز كمين امني لمتابعة الحالة الامنية بجوار احدي الكافتريات بمنطقة عين حلوان بمحيط الجامعة ظهرت فجأة سيارة مسرعة يستقلها مجهولون قاموا بإلقاء عبوة ناسفة علي أفراد الكمين مما اسفر عن اصابة4 ضباط وامين شرطة وهم النقيب كريم الأعصر معاون مباحث حلون والرائد تامر عبد المنعم الضابط بقطاع الامن المركزي المصابان بشظايا بالبطن والكتف ويرقدان داخل غرفة العناية المركزة بسبب سوء حالتهما بالاضافة الي أمين الشرطة محمود سالم محمود المصاب بشظايا بانحاء متفرقة بالجسم وكان يرقد الملازمانإبراهيم الورداني والملازم أول محمد طلعت عبد اللهبقطاع الامن المركزي يتلقيان العلاج بالمستشفي, كما تبين من المعاينة تهشم سيارة الشرطة المتمركزة في الكمين.
وفور وقوع الحادث انتقل رجال الامن بقيادة اللواءين علي الدمرداش مساعد اول الوزير لامن القاهرة وخالد يوسف حكمدار القاهرة نائب مدير الامن والاجهزة المعنية للمتابعة.
وتمت معاينة مكان الانفجار بمعرفة اللواء محمود خلاف رئيس مباحث قطاع الجنوب وامر مدير الامن بتكثيف الجهود لضبط الجناة والمتورطين في الحادث الارهابي حيث تم نشر دوريات امنية متحركة في محيط جامعة حلوان والشوارع المحيطة لضبط الجناة قبل مغادرة المكان.
وقام خبراء الادلة الجنائية بإجراء معاينة تصويرية لمكان الانفجار وتولت اجهزة البحث تأمين المكان وتمشيطه وفرض كردون امني حفاظا علي سلامة المواطنين والطلاب فيما قام رجال الحماية المدنية وخبراء المفرقعات بمسح شامل لموقع الانفجار بالكلاب البوليسية واجهزة الكشف عن المتفجرات للتأكد من خلو المنطقة من اي عبوات قد تكون مزروعة..
فيما اشرف اللواء حمدي الحديدي مدير ادارة المرور بالقاهرة يرافقه قيادات الادارة علي تيسير الحركة المرورية وفتح الطرق والشوارع المحيطة بمكان الواقعة امام المرور بعد ان تم غلقها وتشير التحريات الآولية بعد فحص بقايا العبوة الناسفة الي ضلوع عناصر من جماعة الاخوان الارهابية في الواقعة لتشابهها مع عبوات اخري يصنعها افراد التنظيم..
ودلت المعاينة الاولية لفريق النيابة علي تهشم سيارة الشرطة وتطاير اجزاء منها والعثور علي بقايا العبوة الناسفة التي أمرت النيابة بتحريزها وارسالها الي المعمل الجنائي لفحصها..
وأدلي بعض شهود العيان بمواصفات تقريبية للمتهمين وامرت النيابة بالاستعانة بالرسام الجنائي واستعجال تحريات رجال المباحث حول الواقعة وتكليف رجال الطب الشرعي بإعداد التقارير اللازمة حول الضباط المصابين..