تساءلت الكاتبة والشاعرة الجزائرية أحلام مستغانمي عن جدوي الكتابة وقد أصبح الموت عندنا أكثر وفرة من الحياة؟, موضحة ان الكاتب العربي يختلف عن اي كاتب آخر فيضع نفسه مكان القارئ فيغدو هذا القارئ هو الرقيب. جاء ذلك خلال كلمتها التي القتها في حفل التوقيع الذي اقيم لديوانها الجديد عليك اللهفة في معرض الشارقة الدولي للكتاب. وقالت تعلمت من نزار قباني أن استدل بخوفي علي الحقيقة, وهذا هو الدرس الأول والأصعب الذي تعلمته في حياتي حول الكتابة, اما الدرس الثاني يكمن في أنه عليك, بصفتك كاتبا أو شاعرا, أن تخلع قيودك لتعيش حرا. وأوضحت: في كتاباتي تحقق هذا الانتشار في العالم العربي ليس لأنني متحررة بل لأنني اخترت التحرر من قيودي, وراهنت فيما تركته من مساحات بيضاء في أعمالي علي ذكاء قرائي, وتركت لهم حرية إكمال ما تركته لهم من بياض, مضيفة لدي اليوم أكثر من ستة ملايين متابع في مواقع التواصل الاجتماعي, وهذا ما حولني من كاتبة إلي قائدة لجحافل من القراء, غير أنه ثمة مسئولية للكاتب تجاه قرائه, تزداد كلما زاد انتشاره, لذلك لم أعد قادرة علي الكتابة بنفس الحرية التي كتبت فيها أول مرة. واستكملت ندين للقراء بوجودنا, إنهم المناضلون الحقيقيون في زمن الإنترنت, فما زال للمكتبة مكان في بيتهم رغم صغر البيت وضيق الحال. واضافت أحلام مستغانمي: الأوطان تنسب لكتابها كما تنسب لقادتها, والأمة التي تنسب لقتلتها وليس لمبدعيها لا مكان لها في التاريخ, ونحن أمة يتعرض فيها الفرح العربي للتطهير.. عندما نفتقد حبا نكتب قصيدة, وعندما نفتقد وطنا نكتب رواية, ولكن ماذا عندما نفتقد أحلامنا وتنهار أوطاننا أي صنف من الكتابة نكتب؟ خاصة عندما تهيؤنا كل نشرات الأخبار لمستقبل نكون فيه فعل ماض. وطالبت مستغانمي في النهاية بحماية اللغة العربية, التي تحبها, وتدافع عنها, لأنها لا تعشق لغة سواها, ولا تعرف التعبير بالكلمات الجميلة إلا من خلالها.