أكد الدكتور جمال الطحاوي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب ونقيب الاجتماعيين بالمنيا وعضو المجالس القومية المتخصصة أن مصر تعيش خلال السنوات الاخيرة محنة مرورية جعلت مصر تقع في مقدمة الدول التي ترتفع فيها حوادث الطرق او ما يسمي نزيف الاسفلت بالرغم من ان هناك دولا كثيرة اكبر منا في عدد السكان مثل الهند وباكستان واندونيسيا إلا أن حوادث الطرق بها اقل بكثير من حوادث الطرق بمصر ولعل حوادث الطرق التي وقعت مؤخرا باسوان وسوهاج والبحيرة والتي راح ضحيتها ارواح شباب ابرياء. وأوضح ل الأهرام المسائي أن حوادث الطرق بمصر ترجع الي عدة اسباب وأهمها العوامل البشرية والمادية والعنصر البشري غالبا يكون العنصر الاساسي لان معظم السائقين غير مؤهلين او مدربين علي قيادة سيارات النقل الثقيل الي جانب تعاطيهم المنشطات والمنبهات بحجة تنبيههم ثم ان معظم السائقين لديهم نهم علي العمل ساعات اطول من اجل جلب المزيد من المال فبعض الشركات تحاسبهم علي عدد الكيلومترات التي يقطعونها فنجد بعض السائقين يقوم برحلة او أواثنتين أوثلاث في خلال24 ساعة دون راحة, هذا السلوك يجعله غير يقظ ومتوترا وسيقع في المحظور وتقع الحوادث ثم ان هؤلاء السائقين غالبا لا يرغبون في اصطحاب سائق مساعد له ليحصل هو فقط علي الأجر رغم ان قانون المرور يلزم سائقي المسافات الطويلة ان يكون علي السيارة سائقان وبالنسبة للعنصر المادي فهو أن معظم عمليات رصف الطرق تتم بشكل سئ وغير مطابقة للمواصفات الدولية للغش في عمليات الرصف وليس هناك اشراف هندسي أمين ودقيق من الجهات التي تتسلم الطرق بعد رصفها من المقاولين الي جانب وجود منحنيات كثيرة بالطرق وهذه المنحنيات لا تصلح لسير المقطورات وهناك قانون من مجلس الشعب السابق بعدم التجديد للمقطورات ومصر الدولة الوحيدة في العالم العربي التي يتم تجديد تراخيص المقطورات بهاوهي مسئولة عن غالبية حوادث الطرق مؤخرا ولا ندري ما هو السر في ذلك. وأشار إلي أن حالة السيارات تعتبر سببا آخر للحوادث حيث أن نسبة كبيرة منهالات تصلح للاستخدام الادمي وما يتم بالمرور هو فحص روتيني ويتم الموافقة علي سير المركبة رغم انتهاء صلاحيتها اضافة إلي عدم وجود كماليات السيارة أحيانا مثل الالواح الزجاجية او المرايات ونأتي الي تطبيق القانون في مصر فنجد انه غير مطبق علي الاطلاق وعلي كمائن المرور الثابتة ان توقف السيارات المخالفة وغير الصالحة وسحبها وكذلك السيارات التي تسير في الاتجاة المعاكس لا يتم سحب الرخص او معاقبة قائدها وردعه وتتسبب في حوادث والسرعة الجنونية لا يتم مراقبتها من قبل الرادار جيدا, ولابد من فحص طبي علي المخدرات علي السائقين بصفة دورية ويومية وهذا لا يحدث الا نادرا ثم انه يجب عمل كمائن متحركة وليس ثابتة حتي لا يهرب المخالفون ويفلتون بجرائمهم لان السائقين ينبهوا بعضهم البعض ورجال المرور يجب أن يتواجد وا في كل زمان ومكان علي كل الطرق, ولابد من تنظيم حملات مرورية داخل المدن وليس خارج المدن فقط لان ما يحدث داخل المدن ينعكس سلبا علي خارجها وأضاف أنه: لابد من عقد ندوات توعية مرورية يشارك فيها علماء الاجتماع والنفس ورجال المرور وأساتذة الطرق والكباري والسيارات بكليات الهندسة وترسل التوصيات للادارة العامة للمرور, وأشار إلي ان كل من هب ودب يقوم بعمل مطب أمام مزرعته او منزله وهي تتسبب في حوادث وانحناءات بالطرق لانها غير فنية وتتم دون رقابة او تصويب مما يؤدي لمزيد من الحوادث وقال إننا نعيش الآن بما يسمي بارهاب الفساد فإذا كان الارهاب الذي نعرفه جميعا يحمل السلاح الذي يقتل ضباطنا وجنودنا فان هناك ارهاب الفساد الذي يغتال أبناءنا يوميا بإرهاب الفوضي والفساد لا يقل خطورة عن الارهاب المسلح.