وسط اجواء احتفالية واستعدادات مختلفة عن طبيعة الندوات الثقافية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب, اقيم امس لقاء مفتوح مع الفنان عادل امام الذي حضر الي القاعة بمصاحبة الشيخ د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة حيث امتلات القاعة قبل موعد اقامة الإحتفالية بساعة بالالاف من المحبين للزعيم, واشعل حماستهم عندما صعد علي المسرح ووجه لهم تحية كبيرة. وقدم امام التحية في البداية للقاسمي وقال انه مثقف ثقافة اسلامية وسطية, جعلته يبني في كل مدرسة مسرحا لأنه يعرف قيمة الثقافة جيدا, مضيفا ان المال او اي شيء اخر لا يؤثر في النفوس مثلما تؤثر الثقافة. وقال عادل امام يجب ان احيي دولة الامارات في البداية علي دورها المشرف في وقوفها بجانب بلدي مصر, فانا اتيت اليكم من بلد عاني الفترة الاخيرة كثيرا لكنه الشعب المصري لم يستكن لهذا الوضع وخرج في30 يونيو وانضم اليه الجيش بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي وهذه طبيعة الجيش ان ينضم ويقف دائما بجوار الشعب, كما ان مصر لن تنسي من وقف بجوارها في تلك الازمة من حكومات الدول العربية. واضاف الزعيم انا متفائل بالمستقبل رغم الفترة الاخيرة والظروف الصعبة التي مررنا بها والتي تعتبر من اصعب المواقف التي قابلتها في حياتي فهي المرة الاولي التي شعرت بالخوف فيها علي اولادي واحفادي واموالي التي اضعها في البنوك المصرية, لكن الشعب المصري لم يرضي بان تستمر هذه الحالة وخرج ليقول لاس. واوضح امام ان الديمقراطية ضرورة لكنها لا تأتي في شهور او في عام, فالديمقراطية طريق طويل وصعب فهي ليست قرار لكنها تفاعل اجتماعي وللثقافة دور كبير في هذه الفترة, ونحن نسير للأمام ونتمني من الله ان يوفقنا, مشيرا الي ان اصعب شيء ان تري مجموعة تتاجر بالدين لمصالحها الشخصية. وحول سؤاله عن تقديم هذه الفترة بالكتابة او في عمل فني قال امام لن اتناولها بالكتابة لان لدينا من الكتاب من يستطيعون ان يقدموا ذلك لكني سوف اتناولها بشكل كوميدي لأنها كانت مليئة بالمضحكات, فعن طريق الكوميديا نستطيع ان نؤرخ تلك الفترة تاريخ حقيقي يصل الي القلب, واضاف ان الحدث هو من يفرض نفسه علي الابداع فلم يكن في نيتي ان اقدم افلام عن الارهاب لكن عندما فرض الارهاب نفسه علي حياتنا قدمت افلام عنه. كما اضاف ان المسرح هو من يقود الثقافة لأنه ابو الفنون وسوف يعود الي ما كان عليه بالنصوص والكتابة, مؤكدا ان الابداع الثقافي والفني يعتمد علي ثلاث حريات هي حرية المبدع, حرية المتلقي وحرية الناقد, وبعد تلك الحريات لا احد يتدخل في الفن وان يأتي موظف ويقف امام تلك الحريات, كما انه لا نستطيع ان نقول للفن والثقافة ما يجب ان يفعلوه لأنه لا توجد وصايا علي الإبداع الا من المبدعين انفسهم فهي مسالة ضمير, والفن لا يرتبط بوقت معين فهو مجال مفتوح لا يمكن ان يوجه المثقف او الفنان لاتجاه خاص يتحرك فيه, فالفن هو ضمير الشعوب والشعوب بدون فن شعوب بلا ضمير. وعن توجهه في الفترة الاخيرة للدراما التلفزيونية التي حققت نجاحا كبيرا قال اخر مسرحية قدمتها كانت بودي جارد وعرضت لمدة11 عام بعد ذلك عدت الي التليفزيون وفوجئت بكم مشاهدة غريب وكل تلك الملايين تشاهدك في وقت واحد ورغم اني اشتاق الي المسرح لكني سعيد بالعمل التلفزيوني ايضا. وعن طبيعة الافلام السينمائية حاليا بشكل عام والكوميديا بشكل خاص قال الضحك لابد ان يكون له قاعدة درامية فالكوميديا من القواعد الاصيلة في الدراما, كما ان الافلام لابد ان تكون تجارية لكي يذهب اليها الجمهور لأنه هو الممول الرئيسي للسينما, والفن المصري مازال قائما لكن الفترة الماضية اثرت علي كل المجالات. وحول سؤال عن تقديم مشواره الفني في عمل ابداعي قال السيرة الذاتية تحتاج مجهودا ضخما لأنها ليست مجرد رصد لما قدمه صاحبها لكنها تتعلق بالظرف التاريخي والاجتماعي ايضا لذلك تحتاج مجهودا كبيرا, وطلب مني رامي ابني ان يصورني لكي يكون ذلك التسجيل ردا علي اي شخص لكنني رفضت لاعتمادي علي الجمهور والارشيف.