حذر اتحاد الأثريين العرب, من المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها المسجد الأقصي علي يد العصابات الصهيونية, مطالبا الحكام العرب بالتحرك جديا وفورا لوقف تلك الاعتداءات. معتبرا انعقاد المؤتمر في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة العربية حاليا, صرخة تحذير وتنبيه للمخاطر الحقيقية التي تنال بشكل مباشر من المخزون التراثي العربي. وقال الدكتور الكحلاوي الأمين العام الاتحادإنه في هذا الإطار يدعو لعقد قمة عربية طارئة علي مستوي رؤساء الحكومات للبحث في آليات التعامل مع الاعتداءات الكارثية علي المسجد الأقصي والتي تهدد بانهياره, والتي كان الاتحاد قد نبه الي مخاطرها. واضاف ان الاتحاد يدعو للنظر في المخاطر الناجمة عن التطرف الفكري وأثره المدمر علي مستقبل الآثار العربية, خاصة في مصر وليبيا وتونس والعراق واليمن والصومال, وكذلك وضع حد للصراعات والانفلات الأمني في المنطقة. وقد انطلقت أمس فعاليات مؤتمر اتحاد الآثاريين العرب السابع عشر, والذي يشهده المقر الجديد للاتحاد بالشيخ زايد, بحضور وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطي, ولفيف من أبرز الخبراء في الوطن العربي. وقد أقيم المقر الجديد للاتحاد بمكرمة من الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة, وهو الذي كان قد دشن مقره السابق بجامعة القاهرة, ليستعيد ما قام به هارون الرشيد قديما من تدشين دارا للحكمة التي انطلق منها الإشعاع الثقافي العربية. وعرض فيلم تسجيلي بصوت الفنان أحمد ماهر عن تاريخ اتحاد الآثاريين العرب, سجل تاريخ أجدادنا التي عاشت وستظل شاهدة علي حضارة شعوبنا العربية, وكانت البداية1978 بمسرح البالون بالقاهرة لبعض الآثاريين لكن اجتماعهم انفض دون الوصول للأمل المنشود وظلت الفكرة حتي1994 ووجهت الدعوة للالتقاء في القرية الفرعونية بالقاهرة ولم تتمخض عن النتيجة المرجوة, وفي عام1997 تم لقاء عربي مصغر بمدينة الرياض جمع بعض علماء الآثار وكانت أمنية الدكتور يوسف الأمين أن يتم الإعلان عن تجمع للأثاريين العرب من الخليج للمحيط, ثم وضعت خطة عمل بحيث تكون مصر بلد المقر والحاضنة للفعاليات, وليكون الدكتور علي رضوان هو المفوض لتحقيق الحلم والدكتور محمد الكحلاوي المنسق للمؤتمر, ووجهت الدعوة للمشاركة بهذا التجمع, فخرج هذا المولود من رسم المجلس العربي للدراسات العليا والذي أحاط تجمع الآثاريين برعاية بالغة حتي صار أكبر روافده. وفي المؤتمر الأول أكد الآثاريون أن عالمنا العربي يمتلك وحده نصف آثار العالم ومن هذا وجب اجتماعهم لصيانتها. كما أعد الاتحاد أول وثيقة لحماية القدس من مخاطر التهويد, وآثار العراق التي تعرضت لغزوة بربرية, ونبه للمخاطر الجمة التي تتعرض لها الآثار في دمشق وغيرها من البلدان العربية. كما كرم الاتحاد أكثر من خمسين عالما من رواد الآثار العرب, قام بتدريب آلاف الأثريين من الشباب العرب, وقام بمواساة ذوي الآثريين العرب, وكرم كل من ساهم بكشف الآثار العربية او إعادتها, والكتاب الذين تبنوا قضايا الآثار في الوطن العربي, ونشر الاتحاد أكثر من5000 دراسة وبحث بمجالات الآثار والتاريخ والحضارة والترميم واللغات والمتاحف والتطبيقات الحديثة, من خلال إصدار أكبر موسوعة للآثار العربية, وقام بإنشاء مكتبة ضخمة ضمت اثني عشر ألف كتاب ورسالة علمية بعضها مجموعات خاصة قام أصحابها بإهدائها في حياتهم وأخري تمت التوصية بها بعد وفاتهم, وشارك الاتحاد بمئات اللجان التي شكلت من اجل القدس والعديد من الآثار العربية فأصبح بيتا للخبرة له العضوية الدائمة في العديد من المنظمات الإقليمية المعنية بالتراث. وأكد الكحلاوي أن الاتحاد العام للآثاريين العرب ليس في مقدوره تفعيل ما يصدر عنه من توصيات إلي جانب شعوره بخيبة أمل نتيجة ما وصل إليه حال الأمة العربية وتقاعس المسئولين عن حماية مقدراتنا الثقافية وشرعنة اعتداءات التحالف الدولي علي حرمة التراث العربي تحت مسمي محاربة الإرهاب دون تمييز للمواقع والمدن العربية التراثية التي أصبحت تسوي بالأرض من جراء التدمير وأعمال القصف العشوائي. من جانبه ذكر مقرر إعلام الاتحاد الدكتور عبد الرحيم ريحان, ان المؤتمر والذي سيعقد علي مدي ثلاثة أيام في المقر الجديد للاتحاد, سيناقش150 ورقة عمل من كافة الدول العربية, تبحث في مجالات الدراسات الأثرية والمتاحف وترميم الآثار. واضاف الدكتور ريحان ان المؤتمر والذي سينظمة الاتحاد بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم( أليكسو), سيستعرض أحدث الاكتشافات الأثرية في الوطن العربي, ويخصص ورشة عمل للقضايا الأثرية الملحة في المنطقة العربية, خاصة في فلسطينالمحتلة. واوضح ان المؤتمر سيكشف النقاب عن تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة بشكل يومي علي المسجد الأقصي المبارك, ويخصص جلسة لمناقشة سبل حماية الآثار العربية في المناطق التي تشهد حروب وصراعات وانفلات أمني. ومن جانبه حذر الدكتور منير عبدالجليل, عميد كلية الآداب اليمنية, من بيع الآثار العربية عبر مافيا دولية نتيجة غياب السلطة المركزية ببعض البلاد العربية, مترحما علي شهداء مصر الأبرار الذين سقطوا وهم يدافعون عن قلب الأمة العربية. وثمن وزير الآثار د.ممدوح الدماطي جهود حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي, كما ثمن جهود كلا من الدكتور علي رضوان ومحمد الكحلاوي, واللذان أسهما في تحويل الاتحاد لبيت خبرة حقيقي, مرحبا بالتعاون المستمر ودعم الاتحاد. أما الدكتور زاهي حواس, فارجع نجاح الاتحاد, للعمل الجاد الدؤوب وروح المودة والمحبة والإيجابية, البعيدة عن ضغائن بعض الآثاريين, وساحة الشتائم المزرية والافتراءات, اما هذا المكان فهو ملتقي علمي حقيقي,معبرا عن أسفه للحفائر الخلسة التي ازدادت بعد ثورات الربيع العربي, مؤكدا ان30% من آثارنا تم تهريبها للخارج, وغاب الوعي عن وزراء الآثار, ولهذا وجب مساندة الدكتور الدماطي كي ينجح. دعا حواس للاحتفال بعيد الآثاريين الذي أسس له, وتوقف بسبب بسبب بعض الآثاريين السلبيين, علي حد وصفه. أما الدكتور علي رضوان, فاستدعي قصيدة شوقي حين شاهد الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت يزور معابد أسوان, فقال من يصن مجد قومه.. صان عرضه وتلك حقيقة العمل الآثاري ونبراسه, كما اعترف رضوان بأن العمل الآثاري صار شاقا لكنه يذكرهم بقول البارودي ومن كانت الآثار بهجة روحه فكل ما تلقاه فيها محبب وختم بالبيت الشهير إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ضاعت اخلاقهم ضاعوا ولكنه عكسها علي مجال الآثار فقال إنما الأمم الآثار ما بقيت.مشيرا إلي أن فضل الشيخ سلطان القاسمي علي الأثريين العرب لن ينسي أبد الدهر