الخرطوم وكالات الأنباء: في خطوة من شأنها وضع عقبة جديدة أمام إجراء الاستفتاء علي مصير جنوب السودان المقرر في9 يناير المقبل, رفعت جماعة سودانية أمس دعوي قضائية أمام المحكمة الدستورية تطالب بوقف الاستفتاء واتهمت القائمين عليه بارتكاب مخالفات, بينما تم منع الجنوبيين المقيمين في الشمال من تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين استعدادا للتصويت. وطلبت الجماعة التي تسمي نفسها سوسيتي اورجانايزيشن نتوورك اي شبكة منظمة المجتمع من محامييها رفع الدعوي القضائية متهمة مفوضية الاستفتاء بوضع أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان في مراكز قيادية وقائلة إنه تم منع الجنوبيين المقيمين في الشمال من تسجيل أسمائهم في قوائم الناخبين استعدادا للتصويت. وقال المحامي قرشي التوم الذي تقدم بالدعوي قدمنا الاوراق للمحكمة الدستورية أمس...نطالب بوقف عملية الاستفتاء لأننا نريد أن نطمئن إلي أنه سيكون لدينا استفتاء حر ونزيه. وأضاف أن هناك250 مدعيا جنوبيا لهم شكاوي تتراوح بين منعهم من تسجيل أسمائهم للاستفتاء والتخويف والاعتقال واختطاف الاقارب في الجنوب. وفي رد فوري, قال قادة جنوبيون إن القضية مدبرة من قبل حزب المؤتمر الوطني الشمالي الحاكم لتخريب الاستفتاء الذي يتوقع كثير من المحللين أن يؤدي الي انفصال الجنوب الغني بالنفط. ووصف ياسر عرمان العضو الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة في الجنوب الدعوي بأنها عمل تخريبي للاستفتاء. وأضاف ليس سرا أن المؤتمر الوطني كان يعد الساحة لمثل هذا التحرك.. هذا لن يحل القضايا. وتلقي الصحفيون دعوة لحضور مؤتمر صحفي للجماعة من مسئول كبير بحزب المؤتمر الوطني. ونفي مسئول الحزب أي صلة بالجماعة التي تقول إنها تمثل شبكة من جماعات المجتمع المدني الجنوبية التي تضم آلاف الاعضاء. علي صعيد متصل, أعلن جورج ماكير المسئول الاعلامي لمفوضية استفتاء جنوب السودان أن يوم الجمعة المقبل هو آخر موعد لتقديم الاعتراضات لدي لجنة الاستفتاء القانونية المختصة بهذا الامر. وأشار الي أن عمليات نشر الكشوفات الاولية للناخبين بدأت منذ العاشر من الشهر الجاري وتستمر لمدة أسبوع, مضيفا أن الفصل في الاعتراضات المقدمة سيبدأ في الثاني والعشرين من ديسمبر الحالي ويستمر لمدة أسبوع. وقال إن ما لم يتم البت فيه من قبل لجنة الاستفتاء سيرفع الي محكمة الاستئناف في التاسع والعشرين من الشهر ليفصل فيه في الثالث من يناير القادم ويستمر الفصل لخمسة أيام. ويكون نشر الكشوفات النهائية للناخبين في الثامن من يناير. وأكد جورج ماكير أن بدء الاقتراع لتقرير مصير الجنوب سيبدأ في التاسع من يناير القادم وهو الموعد المحدد بحسب الجدول الزمني لما تبقي من مراحل عملية الاستفتاء, مشيرا الي أن الخامس عشر من نفس الشهر هو آخر يوم للاقتراع. يذكر ان قانون الاستفتاء في المادة36 الفقرة( أ) يقر بتمديد الاقتراع لسبعة أيام اخري اذا دعت الضرورة. وفي ذات السياق أفاد ماكير بأن المراكز خارج السودان والتي مازال التسجيل فيها جاريا ستكون لها معالجة خاصة وقد شكلت المفوضية لجنة للقيام بهذا الامر. وأوضح أن عملية التسجيل ماتزال مستمرة حتي اليوم في مراكز الولاياتالمتحدة واستراليا ومصر نظرا لصعوبات واجهت العملية في بدايتها. وأشار إلي استمرار الصعوبات المالية التي تواجه المفوضية نظرا لعدم تقديم المانحين للأموال المطلوبة. ومن جهة أخري, قلل ماكير من الطعون القانونية التي قدمتها بعض الجهات للمحكمة الدستورية بشأن مخالفات قالت إن المفوضية ارتكبتها, معربا عن ثقته بأن العدالة ستقف إلي صفهم لإتباعهم الخطوات السليمة- علي حد قوله. من ناحية أخري, يشهد اليوم الرئيس السوداني عمر البشير ووزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين, اليوم الختامي لتنفيذ المشروع التدريبي عثمان دقنة الذي تجريه القوات المسلحة السودانية في ولاية البحر الأحمر بشرق السودان. وأوضح المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة, في تصريحات صحفية, أن المشروع التدريبي تشترك فيه قوات من مختلف الوحدات العسكرية البرية والجوية والدفاع الجوي الميداني, إضافة إلي الضباط الدارسين بمعهد المشاة. وأضاف أن القوات بدأت في التجمع لهذا المشروع لتنفيذ مراحله الأولي منذ28 نوفمبر بمنطقة تهميم علي الطريق القومي الخرطوم- بورسودان. وكان علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني قد التقي في الخرطوم أمس اسكوت جرايشون المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في السودان. ونقلت وكالة السودان للانباء تصريحا عن جرايشون قال فيه إن اللقاء بحث مجمل الأوضاع في دارفور ومسار المفاوضات والمحادثات الجارية حاليا لاحلال السلام في دارفور.